حذر حزب التحرير في فلسطين من تكرار الدعوات الرسمية المنادية بالوصاية وبتوفير حماية دولية في الضفة الغربية، وقال الدكتور ماهر الجعبري عضو المكتب الإعلامي للحزب أن هذا الطرح يعني الدعوة لاحتلال أنكى وأشد من الاحتلال اليهودي. جاء ذلك تعقيبا على ما نقل عن رئيس الوزراء في رام الله حول الحاجة "لتدخل دولي فاعل لتوفير الحماية".ودلل الجعبري على وجود توجه واضح لدى الرئاسة والحكومة نحو هذا الطرح، بالقول "لقد سبق أن أدلى الرئيس الفلسطيني خلال الأسبوع الماضي بتصريحات شبيهة تتعلق بوجود توجه لديه لمطالبة مجلس الأمن بالأمم المتحدة فرض الوصاية على فلسطين، والذي يعتبر احتلالا أكثر صعوبة وتعقيدا إذ تشارك في الوصاية قوى فرنسا وبريطانيا وأمريكا وروسيا والصين". وتساءل عضو المكتب الإعلامي للحزب: "فأي منطق سليم يمكن أن يدفع بقائد سياسي للمجاهرة بالدعوة إلى احتلال ذي خمس شعب تشارك فيه قوى الاستعمار الدولية التي تلغ في دماء المسلمين؟ وفيها قوى مجربة في العراق وأفغانستان حيث أزهقت الأرواح ودمرت البلاد وأنشئت جيوشا مرتزقة تحت شعار الحرية". وقال "إن تصاعد هذه الدعوات يعني أن سقف التنازلات مستمر ولا يتوقف"، مشيرا إلى ما نقل قبل يومين عن أمين عام الرئاسة الذي جدد التأكيد على هذا التوجه عندما قال "وبالنسبة للأمن فإننا نقبل بوجود طرف ثالث، وهذه أقصى المرونة التي نقدمها"، واعتبر الجعبري تلك التصريحات دليلا على أن القيادات الرسمية تجهّز الناس لقبول فكرة الاحتلال الدولي إلى جانب الاحتلال "الإسرائيلي". وخلص الجعبري إلى القول "إن طريق التحرير واحد لا يتعدد، وهو طريق أصيل ليس عنه من بديل، بل هو من شدة الوضوح لا يحتاج إلى دليل، وكل خيار أو طرح سياسي آخر تدعيه أي جهة سياسية ما هو إلا ضمن منطق المستجير من الرمضاء بالنار"، مؤكدا على أن حزب التحرير سيستمر في رفع صوته عاليا أمام كل محاولة لتمرير المشاريع الغربية على أهل فلسطين، حتى يأذن الله بتحرك الأمة للإمساك بزمام قضية فلسطين فتحرك جيوشها لتحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها