د.إبراهيم قويدر تعجبت كثيرا من بعض الملاحظات والمداخلات التي وردت على مقالي "مسألة التوريث بين الاعتراض والترويج" ... وقبل أن أبدأ في تحليل الموضوع أريد أن أؤكد لقرائنا الأفاضل أن الأمر ليس ردًّا، فأنا لم أتعود الردود، ولكنه إيضاح وجدت نفسي أمام الأمر الذي لا أحب الخوض فيه، وهو الرد على مداخلات القراء الأفاضل الذين تعودت أن أقرأ مداخلاتهم بعناية وأتعلم منها وأستفيد في كتاباتي اللاحقة، وأيضا أرى لزامًا عليَّ أن أقدم لهم إيضاحًا خاصة اذا كان قد أوضح في مداخلته وسيلة التواصل معه، فإني لا أتوانى بالاتصال به وإرسال الإيضاح اللازم له.. أما الآخرين الذين يتناولون الأمور الشخصية في مداخلاتهم ولا يركزون عن الفكرة أو الرأي في الموضوع المطروح، فلا اهتم بما يكتبون وأترك للقارئ أن يتحرى ويعرف الحقيقة؛ لأن عين الشمس لا تغطى بالغربال، والإنسان عندما يكون هدفه الأساسي تقديم الحقائق بأسلوب أخلاقي للناس، فلا يهمه أبدًا ردود الفعل غير الملتزمة بأساسيات الحوار؛ ولكنني في موضوع التوريث ويبدو أن المقال كان طويلاً إلى حد ما، وبعض القراء لم يقرءوه بتريث ففهم معظمهم عكس ما أعني وما أقصد، وبالتالي رأيت إيضاح الآتي بإيجاز: •أنا لم أكن في مقالي مروجًا للتوريث، وإنما أشرت إلى أن التوريث حقيقة إنسانية مارسها الإنسان عبر تاريخه في الحكم، وأن الدول المتقدمة التي تتعامل الآن بالشكل الديمقراطي تغلبت عن فكرة التوريث وأصبحت غير مقبولة نتيجة أن من قاموا بالثورة ضد الحكم الفردى كانوا صادقين، ورسخوا في الأجيال منذ النشأة العمل التعاوني والتداولي والديمقراطي إلى أن أصبح الحديث الآن عن التوريث عندهم محل سخرية لو طالب به ساركوزي على سبيل المثال. •أما نحن العرب فمن قاموا بالتغيير رافعين شعارات ضد التوريث لم يتبعوا نفس الأسلوب بل احتكروا السلطة وكيفوا كل السيناريوهات للاستمرار سنين طويلة وبدءوا بعد أن بلغوا سن التقاعد يرجعون للتوريث ولم يؤسس المجتمع وأجياله على التداول والديمقراطية. •وإذا كان الأمر كذلك فكيف ستكون المعالجة؟! هل ستكون بإراقة الدماء مثلما حصل في العراق ويحصل في الصومال، أم بالتوجه نحو وضع الأسس المضادة للتوريث وبعثها بجدية كما فعلت الدول المتقدمة لينشأ عندنا جيل يمقت التوريث ويلتزم بتداول السلطة؟! •ولماذا لا نتجه نحو ما أمرنا به ديننا الحنيف ونستفيد من الشورى في الإسلام ونعتمد المنهج الذي اتخذه نبينا وقائدنا ومعلمنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بأن ترك للصحابة اختيار الخليفة، ألم يكن بمقدوره أن يقول اسم خليفته؟! •النقطة الأخيرة، وهي التي تخص ليبيا الحبيبة، فقد نقلت واقعًا ملموسًا رأيت أنني مقتنع به، ولا يوجد رسميًّا- حتى الآن- طرح واضح للتوريث في ليبيا، ولا يوجد صراع- كما يكتب- بين حرس قديم وإصلاحيين، لكن يوجد بالفعل مجموعة ممن يستغلون مواقعهم لنهب خيرات هذا المجتمع لانفسهم، وأقولها هنا بوضوح: منهم من هو قديم في فعله هذا، ومنهم من دخل حديثًا وبدأ في النهب تحت مظلة الإصلاح. إخوتي الأفاضل قراءنا الأعزاء، هذا ما أردت إيضاحه، وإذا عاد أحدكم لقراءة المقال الأول بتروٍّ من خلال الرابط التالي الموضح في نهاية هذا المقال أو الاطلاع عليه في موقعي الشخصي- فسيعرف أنني أعني بالضبط ما قلته.