مساحتنا للأختلاف ستكون بمناسبة موسم الحج ، والحج من أفضل العبادات وأعظمهم أجرا لأنه يمحو جميع الذنوب والخطايا فليس للحج المبرور جزاءا إلا الجنة ومساحتنا للاختلاف اليوم بين أن تأدية فريضة الحج علي الفور أو على التأخير. فقد أختلف كثير من العلماء بين هذين الأمرين وأصبح الناس في حيرة من أمرهم أن يزوجوا أبنائهم ويبنوا المنازل ويشتروا العقارات وهل كما يقول الناس زواج البنت أولي من الحج أو "اللي يعوزه البيت يحرم علي الجامع" أو "تأدية ركن من أركان الإسلام أولي" أختلف الكثيرون في ذلك وفى مساحتنا للأختلاف نحاول إيضاح المبهم فى هذا الموضوع الشائك. الشيخ أحمد هليل الداعية الإسلامي قال أن خروج الحاج وإختياره في القرعة أو السفر إلي الحج هو إختيار ومنة من الله سبحانه وتعالي وليس لأحد دخل فيها وأن الحج فريضة لا يهبها الله سبحانه إلا لمن إصطفاه وأختاره لمن يغفر له ذنوبه وخاصة في هذه الدنيا التي إمتلأت بالجشع وحب الدنيا وجمع المال ونسوا هذه الفريضة العظيمة بينما أناس يتمنون حج البيت الله الحرام فالحج هو نعمة ولابد أن يؤديها المسلم متى وجبت الإستطاعة . الدكتور محمد هداية الداعية الإسلامي كان له تصريح شديد فيمن قال أن الحج علي التراخي وليس علي الفور أكد فيها أن ما قال الحج علي التراخي فقد صدق فيه قول النبي صلي الله عليه وسلم (من مات ولم يحج فليمت أن شاء يهوديا أو نصرانيا) وقال أن كل العلماء إختلفوا في بعض أركان الحج وسننه ولم يختلفوا في كونه علي الفور أو علي التراخي مستشهدا بقول الله سبحانه وتعالي (ولله علي الناس حج البيت من أستطاع إليه سبيلا) أي أن الحج واجب علي المسلم متى توافرت الإستطاعة وقد ذكر قصة العالم الذي ترك بناته دون مال وقوت وطعام لا يكفيهم فقالوا له أذهب للحج والله لن يضيعنا في يوم من الأيام إنتهت الأموال وكان الأمير يتفقد أحوال الرعية هو وحاشيته وأمام هذا البيت ظمأ الأمير وأحتاج إلي شربة ماء فطرق الباب وطلب من أهل الديار أن يسقوه فاتوا له بماء بارد فسال عنهم فقالوا له هم أبناء الرجل العابد العالم الزاهد خرج ليحج فقال من كان يحب الأمير فليفعل مثل ما يفعل والقي النقود في عقب دارهم حتى امتلئ بالنقود واسترسل قائلا أن العبد لم يعلم متى سيموت كي يستكمل حياته ليؤدي هذه الفريضة فكيف يضمن انه سيعيش إلي أن يزوج البنات أو يشتري الأطيان والعقارات . الرأي الآخر يتمثل في أراء الناس فإذا سألت أحدهم لماذا لم تحج يقول لك "لما ربنا يريد" وإذا سالت ثاني يقول "لما أزوج البنات" وآخر يقول "دا ستر البنت أحسن من الحج والجهاد" وإذا سالت آخر يقول "لما ربنا يفرجها أنا عليا ديون" وإذا سألت آخر يقول "أنا عمري ما هحج اللي بيحج ربنا راضي عنه" وبعض العلماء يري أن الحج علي التراخي أولي من الحج علي الفور لما يجده الناس من صعوبات في الحج وقالوا أن من حج مرة عليه أن يتجه إلي أفعال الخير كزواج الشباب ورعاية الأيتام وغيرها من أفعال الخير فالحج مرة في العمر كما قال النبي صلي الله عليه وسلم.