فيما يبدو أن ثمن المواطن المصري هو الشيء الوحيد الذي يقل يومياً حتى أصبحت حياة المواطن أرخص من ثمن كيلو " طماطم " .. والغريب أن المواطن " الرخيص " ليس هو المواطن الذي يعيش في أقصي الصعيد أو الذي يعيش في صحراء سيناء أو الواحات في الصحراء الغربية ، بل إنه أصبح المواطن بلا ثمن في كل مكان في مصر فمن إمبابة إلي " أبوتشت " بقنا نجد الموت يومياً علي قضبان سكك الحديد تحت عجلات القطار الذي لا يرحم من يراه في وجهه ، ولكن لا نستطيع أن نلوم علي سائق القطار الذي لا يمكن أن يقف في ظل السرعة العالية التي يسير بها ، كما أنه يحاول الحفاظ علي أرواح الآلاف الذين يركبون القطار. " الدنيا علي جناح مزلقان " ليس عنواناً لكتاب جديد أو رواية لعمل سينمائي وإنما هو واقع ملموس وحقيقي ، حيث تتساقط أرواح المواطنين علي أشرطة السكة الحديد في كل من إمبابة وأبو تشت ليس لشيء سوي عدم توافر " مزلقان " يمكن إغلاقه عند قدوم القطار ، وبالتالي منع المواطنين من تعريض أرواحهم للخطر . ففي إمبابة نجد أنه من نهاية أسوار جامعة القاهرة وحتى مداخل إمبابة لا يوجد أية كباري لعبور المشاة ، وفي شارع السودان وتحديداً عند سلم الإليزيه الواقع أمام مدارس الناصرية وأم المؤمنين والسيدة خديجة وهي جميعاً مدارس ابتدائية لا نجد أية كباري لعبور الأطفال من تلاميذ تلك المدارس ، والأدهى أن سيارات الأجرة والسيرفيس تسير في هذه المنطقة بسرعة جنونية ، دون اهتمام بالأرواح أو التلاميذ الذين يعبرون من خلال هذه الشوارع لكي يصلوا إلي مدارسهم صباحاً أو إل منازلهم في نهاية اليوم الدراسي ، وعلي طول شارع السودان هناك عدد من المزلقانات التي لا توجد أمامها أو فوقها أية طريق لعبور المشاة ، ومن هذه المزلقانات " مزلقان ناهيا ، ومزلقان هيم فرست ، ومزلقان أرض اللواء " ، وكلها يعبر من خلالها التلاميذ للذهاب إلي مدارسهم ويتعرضون للخطر الشديد. ومن إمبابة القاهرية نذهب إلي أقصي الصعيد لنلقي نظرة علي مركز أبو تشت بمحافظة قنا الذي يعاني من الإهمال الشديد من المسئولين هناك ، حيث يتمني الأهالي أن يرون نظرة شفقة وعطف من السيد المحافظ مجدي أيوب ، حيث أن أهالي نجوع السليمات والقزاز ومريعز وأبو زهرة وأبو فاطمة وخيرية وبكار وعزبة عمر يتعرضون للكثير من حوادث القطارات المارة بين نجوعهم ، وقد قام الأهالي بمخاطبة الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء الذي حول الشكوى إلي المسئولين بوزارة النقل والذين حولوا الشكوى لرئيس مجلس إدارة الهيئة القومية لسكك حديد مصر ، والتي أرسلتها بدورها إلي رئيس الإدارة المركزية للمنطقة الوسطي بأسيوط التابعة لهندسة السكة الحديد والتي وضعت تنفيذ الطلب في خطتها ، إلا أنه لم يتم تنفيذ أي شيء حتى الآن .. فمن ينقذ أرواح المواطنين في كل من إمبابة وأبو تشت .. رسالة إلي من يهمهم أمر المصريين البسطاء.