أستقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور/ أحمد محمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وفداً من الصحفيين الدانمركيين حيث أجاب فضيلة الإمام الأكبر علي أسئلة الوفد و التي دارت حول دور الأزهر الشريف تاريخياً و حالياً و موقف الأزهر من التطرف و الإرهاب و الأفكار المتشددة و عن علاقات الإسلام و المسلمين و الأزهر بغير المسلمين في الغرب و الشرق و عن علاقة الأزهر و علماؤه بالمذاهب الإسلامية الأخرى و كذلك علاقة الإسلام بالسياسة و موقف الأزهر من ذلك حيث أكد فضيلته علي أن الأزهر مرجعية علمية و معهد عتيق يعمل منذ أكثر من ألف سنة علي الحفاظ علي التراث الإسلامي الموثق و الأزهر المؤسسة العلمية التي تتسم بالوسطية و الإعتدال و تقاوم كل مغالاة و كل تطرف و يؤمن بالتعدد و الإختلاف في كثير من الفروع بنا لا يضر مع أسس العقيدة و الذي فتح أبوابه للعالم الإسلامي كله و ساهم في تخريج أجيال كان لها في بلادها تأثيراً كبيراً في الدين و الفكر و السياسة و مازالت آثارها شاهدة علي ذلك حتى اليوم و لكنه لم يكن معنياً بالتدخل في الشأن السياسي إلا عندما كانت مصر تبحث عن إستقلالها فكان رمزها الأول الذي يذهب إليه المسيحيون المصريون ليخرجوا مع المسلمين في مظاهرات ضد الإحتلال. كما أبرز فضيلة الإمام الأكبر دور الأزهر التاريخي كأكبر مصدراً للعلم بالحضارة الإسلامية و بتاريخ الإسلام و بالفكر الإسلامي بجميع مذاهبه الصحيحة المتعارف عليها و نبذ الأزهر لكل أشكال العنف و التطرف و الإقصاء و التهميش و الإستيلاء علي أرض الغير و وجه فضيلته النقد للمؤسسات الغربية في عدم عدالتها و الكيل بمكيالين و عدم قدراتها علي التفاهم و الحوار الصحيح مع الإسلام و المسلمين؛ و أكد علي دور الأزهر العلمي و أنه ليس قوة سياسية و إن كان يهتم بما يدور في العالم و يدرسه لكنه ليس وصياً عليه و في ختام اللقاء طرح الدكتور/ محمود عزب مستشار شيخ الأزهر للحوار سؤالاً علي الصحفيين قال فيه أننا في الأزهر نقاوم تطرف بعض المسلمين و لكنني و قد عشت أكثر من ربع قرن في فرنسا و كنت مهتماً بالحوار مع كل بلاد أوروبا الغربية لم أجد أي نوع من النقد ولا من التحليل للتطرف اليهودي الذي يحدث في إسرائيل من اليمين المتطرف و الذي هو السبب الأول لمشاكل المنطقة و لما يسمي بالعنف؛ و كذلك التطرف المسيحي الذي أتي من بعض الكنائس الأمريكية و يسير في طريق الهيمنة علي بعض كنائس أوربا؛ كما أنه لا توجد أي تحليلات ولا مقاومة لتطرف الإلحاد و ولا تطرف العلمانية عندما تتجاوز حدودها و لهذا فإن العالم الإسلامي و علي رأسه الأزهر يعلن عن قلقه و رفضه لهذا التوجه الأحادي الذي لا ينتقد إلا الإسلام و المسلمين. و لهذا أمنحكم الوقت الكافي للرد علي هذه الإشكالية و ننتظركم في مركز الحوار بالأزهر الشريف.