رغم الانتقادات الكثيرة لمسلسل "انا قلبى دليلي" لمحمد زهير الذى يصور حياة الفنانة الكبيرة ليلى مراد، اجاد سيناريو المسلسل الذى وضعه مجدى صابر تصوير عمق العلاقات الاجتماعية والسياسية ووضع الجالية اليهودية فى مصر فى تلك الفترة. ومن ابرز الانتقادات التى وجهت الى المسلسل من قبل النقاد وبينهم احمد صالح "عدم التشابه فى الشكل بين بطلة المسلسل الفنانة السورية الفلسطينية الاصل صفاء سلطان والراحلة الكبيرة ليلى مراد". كما يشيرون الى تركيز صفاء على "الجانب الشكلى للفنانة الراحلة بدون ان تستلهم روحها حتى وان لم تكن تشبهها ومثال ذلك النجاح الذى حققته سلاف فواخرجى فى دور اسمهان العام الماضى رغم افتقاد الشبه بين الاثنين" كما قالت الناقدة علا الشافعي. وبعيدا عن هذه الانتقادات تميز سيناريو المسلسل الذى يعتبر بطله الحقيقي، بانه تطرق بعمق الى تحليل الواقع الاجتماعى والاقتصادى فى مصر وعلاقة الجالية اليهودية بباقى السكان. كما تناول الانقسام بين اليهود المندمجين فى مجتمعهم وبين المرتبطين بالحركة الصهيونية الذين يعملون على تهجير اليهود المصريين الى ارض فلسطين وارتباطههم بمواقفهم بقرارات القيادة الصهيونية. واستفاد مجدى صابر فى رؤيته هذه من الخصوصية التى تمثلها حياة الفنانة الراحلة ليلى مراد وعائلتها المندمجة فى مجتمعها والمدافعة عن مصريتها والرافضة للهجرة الى فلسطين. وقد اشهرت ليلى مراد اسلامها وكان ازواجها الثلاثة مسلمون. وجاء مقابلها فى الوسط الفنى المصرى فى تلك الاونة الفنانة راقية ابراهيم التى قامت بدورها الفنانة امل رزق زوجة منتج المسلسل اسماعيل كتكت، التى كانت متعاطفة مع الحركة الصهيونية عبر علاقتها بخالها زعيم هذه الحركة فى مصر الذى قام بدوره الفنان عبد العزيز مخيون. وخلال ذلك يظهر تعامل الوسط الفنى والجماهيرى المصرى مع الفنانتين اللتين كانتا وما زالتا علامتين بارزتين فى تاريخ الحياة الفنية المصرية خصوصا ليلى مراد التى رفضت الهجرة رغم توقفها عن العمل فى حين هاجرت راقية ابراهيم لتستقر فى الولاياتالمتحدة. وينبع موقف ليلى مراد المنتمى لمصر من والدها الموسيقار والمغنى زكى مراد الذى غرس هذا الشعور فى وجدان ابنته من خلال صقله لموهبتها وموهبة شقيقها الملحن منير مراد وما تركاه من الحان لازالت الاذن العربية تعشقها. وقد دفع موقفها هذا نقابة الفنانين المصريين الى الوقوف الى جانبها ومساندتها اثر قيام نشطاء فى الحركة الصهيونية بنشر اشاعة تقول انها تبرعت للحركة الصهيوينة مما تسبب فى نوع من المقاطعة لها. فى حين ادت مساندة راقية ابراهيم للحركة الصهيوينة وقيامها بالعديد من الممارسات التى اساءت لمصر خصوصا فى مهرجان كان السينمائى عندما اكدت ان عدم توليها رئاسة الوفد المصرى يعود لكونها يهوديه الى ابتعاد الوسط الفنى عنها. وقد ابرز هذا السياق التاريخى دور فنانة تربعت الى جانب ام كلثوم واسمهان على قمة الهرم الغنائى والفنى وقدمت للشاشة العربية 27 فيلما حملت سبعة منها اسمهما مثل "ليلى بنت الريف" و"ليلى بنت مدارس" وذلك للمرة الاولى فى تاريخ السينما. واعتبر طارق الشناوى ان السيناريو يعد نموذجا جديدا فى كتابة السيرة الذاتية موضحا انه "جاء متميزا بالنسبة للمرحلة التاريخية وتطرق بنجاح لقضية مهمة فى التاريخ المصري". لكنه اعتبر ان "التركيز الكبير على الجالية اليهودية وحساسية الحالة اليهودية جعلت كاتب السيناريو يطيل فى الحوارات حول هذا الموضوع على حساب الجانب الفني". واجمع النقاد على تميز اداء كل من الفنانين عزت ابو عوف والفنانة هند عاكف التى قامت بدور ام ليلى مراد وكذلك احمد راتب فى دور نجيب الريحانى الا انهم سجلوا انتقادات على مبالغة احمد فلوكس فى اداء دور الفنان انور وجدى زوج ليلى مراد واخذه الجانب الشكلى فى الاداء.