سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استخدامه كورقة ضغط علي النظام في انتخابات الشعب القادمة.. تحسين الذكريات التاريخية لقيادات الجماعة بخروجهم خاسرين من أية تحالفات.. تكوين جبهة قوية للجماعة تتصدي للنظام المصري في حالة تأييد مشروع البرادعي.. السيناريوهات الأربعة لتحالف الإخوان مع البرادعي
زيارة الدكتور محمد البرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق ورئيس الجمعية الوطنية للتغيير إلى مقر كتلة نواب الإخوان المسلمين وتصريحاته التي وصفها المراقبون بأنها كانت ايجابية جدا لصالح الإخوان من حيث عدم اعتراضه على كونهم يتبنون شعار الإسلام هو الحل طالما هم ملتزمون بالدولة المدنية التي يحكمها دستور مدني وحقهم في تكوين حزب سياسي والتي قابلها الإخوان بتصريحات ايجابية أيضا لصالح البرادعي من إنهم سوف يقومون بجمع توقيعات على بيان التغيير الذي أصدره البرادعي وإنهم غير معترضين على أي من آراء البرادعي هذه التصريحات المتبادلة بين الطرفين أثارت جدلا في الأوساط السياسية ووصف البعض هذه اللقاءات والتصريحات بأنها تعبر عن صفقة عقدت بين البرادعي والإخوان، مما أثار حفيظة الكثير من شباب الجماعة الذين تخوفوا أن يصل البرادعي إلى الحكم عن طريقهم ثم يغدر بهم ويقصيهم عن العملية السياسية كما حدث بينهم وبين الرئيس جمال عبد الناصر وإذا نظرنا إلى تاريخ الإخوان نجدهم دائما لا يحبون أن يتصدروا المشهد ولكنهم يجيدون اللعب من خلف الستار وهو ما نشاهده في نقابة الأطباء مثلا حيث يسيطر أعضاء من الجماعة وعلى رأسهم عصام العريان عضو مكتب الإرشاد على معظم كراسي مجلس النقابة في حين يتركوا منصب النقيب لحمدي السيد عضو الحزب الوطني، وأيضا رأينا ذلك في نقابة المحامين في مجلس سامح عاشور قبل ذلك، ودائما ما يدخل الإخوان في تحالفات سياسية تنتهي في النهاية بخسارة الإخوان والطرف الذي تحالفوا معه مثل ما حدث في تحالفهم مع حزب العمل والوفد في ثمانينيات القرن الماضي للتحايل على الدولة التي لا تعترف بشرعيتهم ليستطيعوا المشاركة في انتخابات مجلس الشعب وحصل تحالف الوفد مع الإخوان في مجلس عام 1981 على 8% من مقاعد المجلس متفوقا على حزب التجمع ذو الشعبية الكاسحة في هذا الوقت وفي النهاية تم حل مجلس الشعب عام 1987 وخسر الوفد والإخوان ولم يكملوا طريق التحالف الذي بدئوه كما لم يكملوا مشوار التحالف الذي بدئوه مع العمل أيضا وهو ما حدث مع جمال عبد الناصر الذي حل الجماعة نتيجة محاولة الاغتيال التي حاولو فيها قتله عام 1954 .. " مصر الجديدة " أجرت استطلاعا في السطور التالية حول ما هو مصير تحالف الإخوان والبرادعي.. الدكتور عصام العريان المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين قال: إن حملة جمع التوقيعات التي تعتزم الجماعة تنظيمها على بيان معاً سنغير الذي أصدره البرادعي لا تعني وجود تحالف مقنن بين الجماعة والبرادعي ولكنه نتيجة الالتقاء عند نقاط معينة أوردها البرادعي مع جمعية التغيير التي تشارك فيها الإخوان من الأساس في بيان التغيير والإخوان ليسو وحدهم هم المشاركون فيها بل أن في الجمعية إلى الآن أكثر من سبعين ألف مصري من قوى وتيارات مختلفة التقت على مبادئ مشتركة فيما بينها وصنعت هذا البيان، مشيرا إلى أن بدء العمل في جمع هذه التوقيعات يتوقف على الاتفاق على وجهة نظر مشتركة، وأضاف أن إطلاق الحملة ليس تأييداً لشخص البرادعى ولا يمثل تحالفاً معه، لكن هدفه سعى الجماعة للإصلاح والتغيير، وأضاف إن الحملة هي واحدة من ضمن حملات أخرى مشتركة بين جمعية التغيير والجماعة والتي تشمل حملة لإلغاء حالة الطوارئ وأخرى لإلغاء التزوير في الانتخابات، وأضاف العريان أن يكون إعلان الجماعة عن موافقتها على جمع التوقيعات في هذه الفترة، بمثابة ورقة ضغط على النظام بشأن انتخابات مجلس الشعب المقبلة بعد فشل الجماعة في الحصول على مقاعد في انتخابات الشورى. وأضاف سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان في مجلس الشعب إن الجماعة لم تحسم هذا الأمر إلى الآن رغم أننا مشاركون في جمعية التغيير منذ نشأتها وهناك توقيعات بشكل فردى بين أفراد الجماعة إلا أنني ارفض الربط بين إطلاق حملة الجماعة لجمع التوقيعات في هذا التوقيت وبين نتائج انتخابات الشورى فليس لنتائج انتخابات الشورى أي دخل في مثل هذا القرار إذ إن النتيجة لم تكن مفاجئة للجماعة. ويرى الدكتور عمار علي حسن الخبير في شئون الجماعات الإسلامية أن جماعة الإخوان لن تشارك فعليا في مساندة البرادعي لأن الإخوان غير مقتنعين بمشروع البرادعي لافتقاده إلي التنظيم والجماهيرية، ويري عمار أن الإخوان لو أيدوا البرادعي بشكل حقيقي سينتقم منهم النظام, لأن الإخوان لو شاركوا فعليا في مشروع البرادعي سيضخوا فيه الدماء والجماهيرية وبذلك سيغضب منهم النظام مما يحملهم أعمال قسرية ستواجهم بها السلطة التنفيذية لأنهم يريدون أن يحافظوا علي شعرة معاوية التي بينهم وبين النظام، ويضيف عمار إن الدولة ترى أن البرادعي لا يقوى على مواجهتها بمفرده ولو حدث ماهو غير متوقع وقويت شوكة البرادعي بعيدا عن الجماعة والأحزاب التي رفض البرادعي الانضمام او العمل تحت أي منها فان الدولة في هذا الوقت من الممكن ان تستخدم الإخوان والأحزاب لمنافسته وإجهاض مشروعه عن طريق إفساح الطريق وإعطاء الحرية لها لكي تتجنب الدولة الصدام مع البرادعي الذي من الممكن أن يؤدي الصدام معه إلى إحراج مصر أمام المجتمع الدولي الذي يقدر البرادعي ويحترمه ولكن في النهاية هذا السيناريو من الصعب أن يحدث لان الدولة تعلم جيدا أن البرادعي لن يقوى على مواجهتها. أما المفكر الإسلامي والمؤرخ احمد رائف الاخواني السابق فيرى أن الإخوان لا يملون من الدخول في تحالفات وموازنات مع أطراف أخرى دائما ما تستخدمهم لصالحها وخرج الإخوان خاسرون وما حدث بين الإخوان وبين ثورة يوليو يدل على ذلك إذا أن الجماعة اعتقدت وقتها إنها ستصل للحكم عن طريق عبد الناصر وضباط الثورة فأيدت الثورة في البداية وساندتها لأنها كانت تعتقد أن جمال عبد الناصر الذي انضم إلى الجماعة سابقا وحلف على المصحف والمسدس لن يخذلها لأنه ابن الجماعة ولكن السياسة لعبة لا تعرف العواطف فقام عبد الناصر بحل الجماعة واعتقال قيادتها وخسر الإخوان، وكذلك الحال مع البرادعي فهو اذكي من أن يستخدمه الإخوان او يكون وسيلة لحصولهم على مكاسب سياسية كما انه غير مؤمن بالدولة الدينية ولا بفكر الإخوان وكل ما يقوله من اجل اكتساب أقوى فصيل سياسي منظم في الشارع المصري من الوصول لما يريده .