يشارك الآلاف من مواطني البوسنة اليوم في إحياء الذكرى الخامسة عشر للمجزرة التي وقعت في مدينة سريبرينيتسا وراح ضحيتها ما يقرب من ثمانية آلاف مواطن مسلم ، في واحدة من أكثر الحروب عنفاً ودموية في يوغسلافيا السابقة ، ويحضر الاحتفال الرئيس الصربي تاديتش الذي لا يلقى حضوره استحسان ولا ترحيب الكثيرين ، ويرافقه رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي. ومن المنتظر أن يتم دفن رفات 775 ضحية من ضحايا المجزرة في مقبرة تسمي بوتوكاري ، وهذه المقبرة دفن فيها قرابة أربعة آلاف من جثث ضحايا المجزرة ، وكان الآلاف من أهالي الضحايا قد شاركوا أمس في نقل النعوش إلي الموقع الجديد ، وسط أجواء يملؤها الحزن والأسى رغم حرارة الجو الحارقة. كان قرابة الثمانية آلاف مسلم قد راحوا ضحية الانفصال بين يوغسلافيا الاتحادية وصربيا سنة 1995 ، حيث داهمت القوات الصربية مدينة الجيب التي كانت الأممالمتحدة قد أعلنتها منطقة آمنة وقتلوا الآلاف ممن وجدوهم أمامهم من مسلمي المدينة ، مما دعا المحكمة الدولية إلي اعتبار المجزرة جريمة إبادة جماعية ، ما زالت تحقق فيها حتى الآن حيث يمثل للمحاكمة رادوفان كراديتش الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة والذي ألقي القبض عليه عام 2008 في بلجراد ، فيما تشير التكهنات إلي أن المتهم الثاني في المجزرة الزعيم العسكري الصربي راتكو ملاديتش مازال موجوداً في صربيا وهناك من يحاول إخفاءه عن أعين العدالة.