سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زوجة عبود الزمر تبحث تدويل قضية زوجها وشقيقها.. وتؤكد: نفخر بأن تختصنا الحكومة بالظلم.. وليس معقولا أن يعلن عبود دعوته لفتح الباب للعمل السلمي ثم يتركه ليغتال الرئيس
عبود الزمر يجزم المتابعون والمدافعون عن عبود وطارق الزمر، القياديان في تنظيم "الجهاد" المعتقلان على خلفية اغتيال السادات، بأن قضيتهما تحولت من كونها قضية قانونية إلى سياسية، في ظل ما يبديه النظام السياسي من تشدد واضح حيالهما، وليس أدل على ذلك من تلك الدائرة المفرغة التي باتا يدوران فيها منذ انتهاء عقوبتهما عام 2001 . حالة توقيف نادرة وربما الوحيدة من نوعها تشهدها البلاد، نال بمقتضاها ابنا العم لقب "أقدم سجينان" في مصر، بعدما قضيا 30 عاما خلف القضبان 20 عامًا منها لحكم المؤبد و10 سنوات احتجاز دون سند قانوني، وما زال النظام السياسي يصر على بقائهما خلف القضبان.. فقد حددت مصلحة السجون يوم 13 أكتوبر من العام 2001 موعدًا نهائيًا للإفراج عنهما إلا أن ذلك لم يحدث، وعلى مدار عشر سنوات وهما بين محكمة وأخرى، ومن معركة قانونية إلى معركة قانونية، حتى أغلق القضاء المصري (الإداري والجنائي) الأبواب في وجهيهما وإلى الأبد باعتباره غير مختص بالنظر في قضيتهما. في المقابل، هددت عائلة الزمر بعرض القضية على المحاكم الدولية، قاطعة على نفسها مواصلة النضال القانوني حتى يتم إطلاق سراح أبنائها، وخلال حديثنا معها استنكرت زوجة الأول وشقيقة الثاني السيدة (أم الهيثم) هذا الموقف غير المبرر تجاه سجينين أمضيا فترة عقوبتهما، وتساءلت: "إذا كان القضاء المصري غير مختص بالنظر في قضيتنا، فمن المختص؟!، فإلى نص الحوار: بعدما رأى القضاء الإداري وكذلك الجنائي عدم الاختصاص بالنظر فى شأن الإفراج عن عبود وطارق الزمر، هل هناك نية بالفعل لتدويل القضية؟ الحقيقة أننا بعد أن فقدنا الأمل تماماً في أن نجد القاضي الذي يتصدى لقضيتنا، فنحن نبحث جدياً في أي طريق يوصلنا لحقوقنا، وخاصة أننا نواجه ظروف عدم استقلال القضاء المصري، ولا يعني ذلك التشكيك في قضاة مصر، الذين يتمتعون فى غالبيتهم بالنزاهة والجدية، لكن المتابع لعدم إنصافنا كل هذه السنوات أمام المحاكم، يعلم أن القانون المصري لازال يفتح الباب على مصراعيه لتدخل السلطة التنفيذية، وذلك من خلال نصه على جواز تدخل الحكومة في إحالة القضايا السياسية أمام الدوائر التي تراها مناسبة !! وهذا بالضبط هو سبب عدم تصدي القضاة الذين ينظرون قضية الإفراج عن عبود وطارق، بل إن الطريف أن تكون أجابتهم واحدة !! برغم أنهم يمثلون جهات قضائية مختلفة !! والأطرف أنهم وضعوا النظام في وضع محرج، لأنه إذا كانت كل الهيئات القضائية في مصر غير مختصة، فمن الذى سيكون مختصاً إذن !؟ ذهب بعض المحللين إلى أن الأوضاع السياسية الحالية (انتخابات مجلس الشورى والتحضير لانتحابات مجلس الشعب ثم الانتخابات الرئاسية) هي السبب الرئيس في عدم الإفراج عنهما، ولربما بعد انتهاء هذه الأوضاع يكون حديث آخر، هل تتوقعين خيرا في هذا الشأن؟ - يجب أن تعلم أن محاولات عبود وطارق للترشح في الانتخابات السابقة، كان لها هدفان الأول: هو إثارة قضية حق التيار الإسلامي في الوجود، وحقه فى ممارسة كافة أشكال العمل العام، والثاني: هو إثارة قضية المعتقلين المحتجزين بشكل تعسفي ولمدى زمني طويل، فإذا كانا يطالبان بحقهما في المشاركة السياسية، فمن باب أولى يجب أن ينظر الناس إلى معاناتهما، من أجل حياة حرة كريمة. ولا أذيع سراً يخص هذه المسألة بالذات، تتعلق بظروف المشاركة السياسية التي تمر بها مصر الآن، والتي هي غير مواتية للمشاركة الحقيقية والفاعلة. أفرجت الدولة عن عدد كبير من قادة تنظيمي الجماعة الإسلامية والجهاد، برأيك ما السبب في هذا التشدد بالنسبة لعبود وطارق الزمر؟ يبدو أن إصرارهم على ما سبق أن ذكرته بشأن حق التيار الإسلامي في ممارسة كافة الأنشطة العامة دون قيود هو السبب، وذلك لأن الشق الآخر من المراجعات والمتعلق بالدعوة إلى وقف العمل المسلح قد شاركا فيه منذ اليوم الأول. تكرر الحديث كثيرا عن خطورة المقدم عبود الزمر رجل المخابرات الحربية السابق، هل يمكن أن يفكر عبود في اغتيال مبارك كما سبق وخطط لاغتيال السادات؟ هذا حديث غريب، تروج له بعض الشخصيات الأمنية، غير المحسوبة على المؤسسة الأمنية، والمدفوعة بالبحث عن ذرائع أمنية تخفي العجز السياسي في التعامل مع قضية عبود.. فليس من المعقول أن يعلن عبود عن دعوته لفتح الباب أمام العمل السلمي، لكي يتركه ليخطط لإغتيال الرئيس!! ثم إذا كان اليوم قد ألقى بثقله خلف المشروع الإسلامي السلمي، فكيف سيؤيد عملية اغتيال جديدة!؟ تحدثتم عن ضغوط مورست على المحامي نزار غراب، هل تخلى نزار بالفعل عن القضية أم مازال مستمرا في متابعتها؟ لا تزال الأسرة متمسكة بمحاميها المخلص نزار غراب، كما أنها تقدر الظروف الصعبة التي تعرض لها من جراء تحمله لأعباء الدفاع عن عبود وطارق، ولا تزال تأمل في عودته، خاصة أنه يتحرك في إطار القانون والدستور. كنتم قد تحدثم في السابق عن تدهور حالة عبود الصحية، كيف هي أحواله الآن؟ الحمد لله على كل حال، فقد استقرت حالته بعد الأزمة الأخيرة، ولا يزال يتلقى العلاج بشأن ضيق الشريان التاجي، وارتفاع ضغط الدم، وتضخم الكبد والبروستاتا، وحصوة بالمرارة، واشتباه في انزلاق غضروفي، وتآكل في غضروف الركبة. كيف ترون دور منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان تجاهكم، خاصة وأن عبود وطارق يعدان من أقدم سجناء العالم؟ أننا أولا وقبل كل شيء نشكر كل الذين واسونا أو وقفوا معنا في محنتنا، ونأمل أن يكون دورهم ومواقفهم المطالبة بالإفراج عن عبود وطارق أوضح في الأيام المقبلة، خاصة وأننا مقبلون على تقفيل الثلاثين عامًا في السجون والمعاناة دون أن تلين لمحنتنا قسوة السلطات. إلى أي مدى ترى أسرة الزمر أنها قد أضيرت بسبب أبنائها كل هذه السنوات؟ لا والله .. بل إننا نفخر بأن تختصنا الحكومة بالظلم دون غيرنا، فنحن نعلم أن محنة عبود وطارق هى محنة في سبيل الله، ونصرة للإسلام الذي يحارب اليوم في كل مكان، وأن هذا لشرف يتمناه كل مسلم، ويسعى إليه كل من يريد أن يشتري جنة عرضها السماوات والأرض.