ازدادت الأزمة اشتعالاً بين قناة الجزيرة الرياضية، الناقل الحصري لمونديال جنوب إفريقيا في الشرق الأسط، والشركة المصرية للأقمار الصناعية "نايل سات" بعد التشويش الذي حدث على قنوات الجزيرة خلال المباراة الافتتاحية بين المكسيكوجنوب إفريقيا، وأدى إلى قطع الإرسال عدة مرات خلال الشوط الأول وبداية الثاني. حيث نفي أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري أن تكون مصر قامت بالتشويش على قنوات الجزيرة الرياضية موضحاً أن ما حدث لمجموعة قنواتها الرياضية على القمر الصناعي المصري نايل سات، حدث أيضاً على القمرين عرب سات والهوت بيرد. وأضاف أنهم سيسلكون الطرق القضائية ضد قناة الجزيرة القطرية، رداً على الاتهامات التي وجهتها الأخيرة إلى مسئولي النايل سات المصري بالتشويش على بثها أثناء نقل المباراة الافتتاحية لكأس العالم. ونفى الشيخ أن تكون شركة "نايل سات" هي المسئولة عن هذا التشويش، مؤكداً أن قناة الجزيرة هي التى قامت بالتشويش عندما وجدت منافسة من القنوات المصرية سواء في النقل أو الاستديوهات التحليلية للمباريات، مضيفاً أنه سيسلك الطرق القضائية ضد قناة الجزيرة بعدما أخلت بعقودها مع الجانب المصري بشأن نقل المباريات، مشيراً إلى أنه لن يسمح للقناة القطرية بنقل المباريات المباعة للتليفزيون المصري عبر قنواتها المفتوحة. واختتم أسامة الشيخ تصريحاته مشدداً على أنه من المستحيل أن يكون الجانب المصري هو من أثر على النقل سلباً، متسائلاً كيف تترك مصر قناة الجزيرة الإخبارية التى تسيء لمصر دائماً دون تشويش وتقوم بالتشويش على مباريات كرة القدم؟ من جهته، أكد مدير عام قنوات الجزيرة الرياضية ناصر الخليفي أن قناته لم تتهم أي جهه بعينها، مبدياً دهشته من تصريحات رئيس اتحاد الاذاعة والتلفزيون المصري، مشدداً على أن الجزيرة أوضحت ذلك في بيان لها أن هناك جهة مجهولة قامت بتشويش بث المباراة الأولى في المونديال. وتسأل الخليفي في اتصال هاتفي مع "العربية.نت": كيف يقوم اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري بمقاضاتنا ونحن المتضررون وليس نايل سات؟ مؤكداً أن الجزيرة ستكشف خلال الساعات القادمة عن الجهة المتورطة في تشويش البث. ووجه مدير قنوات الجزيرة الرياضية اعتذاره للمشتركين في باقة الجزيرة عن الخلل الذي صاحب لقاء جنوب إفريقيا والمكسيك، مشدداً على أن "الخطأ خارج عن إرادة الجزيرة". وأكد أحمد أنيس رئيس مجلس إدارة شركة نايل سات ل"العربية.نت" أن البحث جارٍ عن مصادر التشويش التى لم تطل نايل سات فقط بل طالت قنوات الجزيرة الموجودة على أقمار أخرى، وتم الاستعانة بشركة متخصصة للوصول إلى مصادر التشويش. وأكد محمد العزبي مدير عام محطات التحكم السابق بالقمر الصناعي نايل سات ل"العربية.نت" أنه من المستحيل أن يتدخل طرف مصري في التشويش على القنوات الفضائية التابعة للجزيرة، وأن ما حدث خارج عن إرادة الجميع. وأضاف العزبي أن عملية البث تمر بمراحل يستحيل معها التشويش من مصر لأن الحزمة القمرية "الترانزبوندز "تحمل أكثر من تردد، وإذا حدث تشويش على قناة واحدة تتعطل معه جميع القنوات. وأضاف محمد العزبي أن شركة نايل سات أكدت حسن النوايا عندما منحت الجزيرة تردداً بديلاً فور ظهور التشويش، وأن ما حدث هو ضجة إعلامية مفتعلة، والتشويش قد تكون له مصادر خارجية. وهناك سابقة حدثت فى فترة الحرب العراقية عندما تم التشويش على قناة المقاومة من الخارج رغم أنها تبث على النايل سات، وقمنا جاهدين بعمل عدة محاولات لحل المشكلة لأنها كانت ضمن حزمة قنوات أخرى ومن ثم تضررت من التشويش. وأكد العزبي أن ما حدث من المؤكد أنه مقصود من خارج مصر لافتعال أزمة بين الجزيرة ومصر، واستغلال الموقف السيء الذى تمر به العلاقات بين قناة الجزيرة وبعض المسؤولين فى مصر. وقال إن التشويش يصدر بطريقة ميكانيكية يقوم بها محترفون بتوجيه ترددات فارغة إلى الحزمة التى تحمل ترددات القنوات المقصود التشويش عليها فيصاب التردد بعطل. وعن الشق القانوني قال العزبي إنه لا يمكن مقاضاة شركة نايل سات، فكيف تتسبب شركة تعمل منذ 13 عاماً فى مجال البث الفضائي فى تعطيل شبكة من الترددات لديها بحجج فارغة؟ ومن يريد الانتقال إلى أقمار أخرى فليفعل، لأن نايل سات قمر مصري أثبت وجوده فى الساحة عربياً وعالمياً. كانت الشركة المصرية للأقمار الصناعية "نايل سات" قد قالت أنه لا علاقة لها بالتشويش أو قطع البث الذي وقع خلال نقل مباراة افتتاح كأس العالم لكرة القدم 2010 من جنوب إفريقيا وإن الاتهامات التي وجهتها إدارة قناة "الجزيرة الرياضية" إليها لا صحة لها وبثت "الجزيرة" تنويهاً صريحاً في شريط إخباري يحث مشاهديها على متابعة المباراة بشكل أفضل على ترددات القمر الصناعي "عرب سات"، في إشارة إلى تدخلات ومحاولات تشويش من جانب الشركة المصرية للقنوات الفضائية "نايل سات".