"أكد الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر أن الأمة تعيش أياماً أشبه بأيام الإمام أبي الحسن الأشعري و ما أحوجها إلي منهجه الذي أنقذ به ثقافة المسلمين وحضارتها قديماً؛ مما كان يتربص بها من مذاهب مقلقة تدير ظهرها للعقل و ضوابطه. وأضاف في اليوم الثالث لانعقاد مؤتمر أبو الحسن الأشعري: جاء العصر الجديد فظهر من المسلمين من يطعن في هذا الإمام وبعدما كان الناس وكبار العلماء يعتزون بالانتماء إلي مذهبه صرنا نسمع في هذا العصر من يطعن فيه ويدعي أنه ليس من أهل السنة والجماعة. و أضاف شيخ الأزهر أن في مثل هذا الجو المضطرب؛ ولد الإمام الأشعري بالبصرة سنة 260ه و توفي ببغداد سنة 330 ه حيث عاش سبعين عامً بين فرق و مذاهب و تيارات متصارعة و متنافرة أشد التنافر. و كان للإمام الأشعري مذهبين بهما دور حسماً في ظهور مذهبه كإمام لوطية أهل السنة و الجماعة في تكلم الفترة الحرجة و هما مذهب المعتزلة و مذهب الحنابلة الذي وقف منه موقف النقيض. و أشار د. الطيب إلي أن الإمام الأشعري لم يكن أستاذاً في علوم العقيدة فقط بل كان مؤرخاً من الطراز الأول للعقائد و المقلات الإسلامية؛ و قد مكنه هذا التخصص من أن يضع يده علي مواطن الضعف و القوة في كل فرقة من الفرق التي ضمها مؤلفه الجامع (( مقالات الإسلاميين و إختلاف المصليين )) و قد اتهم الأشعري بنزعة التصالح و التسامح وكراهية الشقاق حول أمور تسع الاختلاف وآراء الجميع.
و أكد الدكتور عبد المعطي بيومي العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة و عضو مجمع البحوث الإسلامية و رئيس الجلسة الأولي لليوم إن أبا الحسن الأشعري كان سنياً من بيت سنة؛ و درس الاعتزال علي " أبي علي الجباني " وتبعه في الاعتزال ثم عاد عن فكره ورفض كرسياً في المسجد الجامع بالبصيرة يوم الجمعة ونادي بأعلي صوته قائلاً: من عرفني فقد عرفني وأعترف للجميع أنه كان معتزل وأنه تائب إلي الله من فكر المعتزلة وأنه سني رغم أنف الحاقدين . و أكد د/ بيومي الإمام الأشعري صاحب منهج وسطي معتزل في معالجة قضايا العقيدة المتعددة؛ و أكد أبو لبابة لطاهر صالح حسين الأستاذ بجامعة الإمارات وعضو اللجنة التنفيذية للرابطة العالمية لخريجي الأزهر أن بعض خصوم الأشعرية يزعمون أن أتباع الإمام خالفوا إمامهم الأشعري في كثير من المسائل العقدية؛ مشيراً إلي بعض التأويلات التي يسوغها العقل ولا يدفعها الشرع ولا تجافيها العربية ولا تقدح في جوهر الاعتقاد. مثلما مثل ذلك ابن جعفر العسقلاني مفخرة المحدثين في موسوعته لخالدة فتح الباري. ذلك أن هؤلاء المستفيدين يريدون من الجميع الالتزام بالعبارة الشهيرة التي يعالجون فيها كل المسائل الغيبية لا سيما الأسماء و الصفات. كما أوضح د. الظاهر أن الأشعري كان منهجه الوسطي المعتدل القويم في معالجة قضايا العقيدة المتجددة، وهي ترد على المشدين وتبطل دعوى المبطلين، فقد كان نهجه قائماً عن لعلم الغزير و الفطنة و لذا كان المشحون بصدد الإيمان و إخلاص النية؛ فأضحي قدوة المحدثين و أصبحت طريقته طريقتهم في تجلية عقيدة الأمة والذود عنها ضد أناج الفكر المتهافت و الفلسفات المنحرفة مستندين إلي ما استند إليه إمامهم. وأكد د. إبراهيم محمد زين أستاذ الجامعة الإسلامية بماليزيا علي أهمية دراسة تراث الإمام الأشعري؛ لأنه يمثل رحلة متصلة لإدراك الحق والتعبير عنه؛ في كل مرحلة كان يسعي لطلب الحق و الركون إليه لاتخاذ السبل اللازمة في التعبير عنه والدفع عنه في وجه خصومه؛ و مسار أي عند البعض محاولة للجمود علي بعض المواقف لشخصية أعتصم ببيان القرآن الكريم و السنة لشريفة في التعبير عن العقيدة والاستدلال علي صحة ما ذهب إليه. وأكد أن الإمام الأشعري بذل كل ما في وسعه لرأب الصدع بين المذاهب الكلامية علي أسس إسلامية مستوحاة من بيان القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ولم يغفل النظر في الجانب العلمي الذي أدي إلي ذلك الاختلاف إنما عمل علي إعادة النظر فيه وفق قاعدة التصحيح و التفريغ . وأكد د. محمد عزيز شمس باحث بمركز البحوث بدار عالم الفؤاد بمكة المعركة أنه لم يصل إلينا من مؤلفات الإمام الأشعري إلا كتبا معدودة علي الأنامل؛ مع أن عددها يقارب المائة. ثم التي وصلت إلينا شكك في صحة نبتها غليه من بعض الباحثين في العصر الحديث و ما تشرفها يحتاج إلي مقابلتها علي الأصول التي لم تكن معروفة لدي المحققين إلي عهد قريب؛ و قد نسبت إليه فهارس المخطوطات رسائل بعناوين غريبة تحتاج إلي البحث عن هويتها و تحقيق نسبتها إليه. وعاد د. شمس إلي ضرورة البحث عن النسخ الخطية لهذه المؤلفات أولاً و ذلك من خلال القيام بجرد لمجموعة كبيرة من فهارس المخطوطات؛ و تصول إلي نخ خطية لم تكن معروفة. كما يجب الاهتمام بتراث الإمام الأشعري؛ ونشره بالاعتماد علي أصول الأصول الخطية المتقنة دون تزيين أو تحريف أو حشو في التغليف. وأكد د. السيد ولد أباه أستاذ الفلسفة الإسلامي بجامعة نواكشط، مدير الصحافة بموريتانيا أن الإمام الأشعري فيلسوفاً كرس فكره علم الكلام للجدل و الحجاج؛ التي ليست بذات الصلة في الأمور الإلهية؛ و أنه وقف ضد المحاولات التي تريد النيل من الإسلام و المسلمين و تحويل الإيمان إلي مقصد للدين علي أنه يكتفي أن ينطق المسلم بالشهادتين و يتعلم قسط بسيط من الدين. و أشار د/ محمد عبد العزيز الأستاذ بجامعة السريون و المفكر الإسلامي إلى أن هناك مشكلات تواجه طلابنا في الغرب من ناحية كثرة المصطلحات وعلي سبيل السلفية وغيرها وهم لا يفهمون شيئاً عنها.