مفاعل ديمونة الإسرائيلي أكدت مصادر مصرية وغربية نية القاهرة السعي في اتجاه ممارسة المزيد من الضغوط الدولية على إسرائيل لحثها مجددا على الانضمام لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية مع الدعوة لعقد مؤتمر دولي لإطلاق مفاوضات مشتركة بين جميع دول الشرق الأوسط لإخلاء المنطقة من الأسلحة النووية. وتعتزم الحكومة المصرية تعتزم التقدم بورقة عمل إلى مؤتمر دولي في نيويورك تدعو فيها "لإطلاق مفاوضات تشارك فيها كل دول الشرق الأوسط بشأن معاهدة دولية يمكن التأكد من الالتزام بها بشكل فعال لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية." وأضافت وكالة رويترز : إن ورقة العمل المصرية التي تم تقديمها للدول الأعضاء قبل المؤتمر الذي من المقرر عقده الشهر القادم دعت الدول المشاركة إلى التعبير رسميا عن أسفها لعدم تحقيق أي تقدم لتطبيق قرار سابق بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، كما طالبت تلك الدول بالدعوة إلى عقد مؤتمر بحلول عام 2011 لوضع معاهدة دولية في هذا الصدد. وأبلغ عدد من الدبلوماسيين الوكالة بأن مصر أكدت للدول الأعضاء أنها تضع إسرائيل على رأس أولوياتها وليس إيران كما هددت بمنع المؤتمر الخاص بمعاهدة حظر الانتشار النووي من التوصل إلى أي اتفاقات إذا لم تحصل على ما تريد بشأن إسرائيل لاسيما وأن القرارات في ذلك المؤتمر يجب أن يتم اتخاذها بالإجماع. ومن المقرر أن تجتمع الدول الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي لعام 1970 وعددها 189 دولة في مقر الأممالمتحدةبنيويورك من دون مشاركة إسرائيل التي لم توقع على المعاهدة كما أنها لم تنف أو تؤكد امتلاكها لأسلحة نووية. ويناقش المؤتمر المعاهدة المتعثرة التي قال محللون إن مصداقيتها تضررت من إحجام القوى النووية الكبرى عن التخلص من ترساناتها، فضلا عن تطورات البرنامج النووي لكل من إيران وكوريا الشمالية ومن عدم توقيع دول تملك أسلحة نووية مثل الهند وباكستان وإسرائيل عليها. وتعقد مؤتمرات مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي كل خمس سنوات، وكان المؤتمر الذي تم عقده في عام 1995 قد أيد بالإجماع قرارا يدعم فكرة جعل "الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى." ونسبت الوكالة إلى دبلوماسيين غربيين على دراية بالقضية القول إن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وهي الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا قد تكون مستعدة لتأييد الاقتراح المصري وعقد مثل هذا المؤتمر دون إعطائه صلاحية تفاوضية. وقال الدبلوماسيون الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم إن واشنطن ولندن وباريس قد تشجع إسرائيل أيضا على المشاركة وان كانت تتفق على انه لا يمكن منح المؤتمر تفويضا ببحث مثل هذه المعاهدة الآن في الوقت الذي لا تعترف فيه دول كثيرة في المنطقة بإسرائيل. وذكروا أن مساندة الدول الدائمة الخمس في مجلس الأمن وهي أيضا الدول النووية الرسمية بموجب المعاهدة سيضمن حصول الخطة المصرية على تأييد واسع الشهر القادم. وقال مبعوث غربي إن إصرار مصر على عقد مؤتمر له صلاحيات تفاوضية هو "نقطة الخلاف" الرئيسية بينما عبر آخر عن أمله في أن تقبل مصر بحل وسط خلال المفاوضات المكثفة التي تجري في الأسابيع القادمة. لكن مندوب مصر في الأممالمتحدة ماجد عبد العزيز قال لرويترز إن حجر العثرة هو عزوف إسرائيل عن المشاركة في المؤتمر. وأضاف عبد العزيز "إننا نريد من الإسرائيليين أن يجلسوا إلى المائدة وان يتفاوضوا" مؤكدا أن بلاده لديها مرونة بشأن مكان المؤتمر وشكله العام مع إمكانية أن يكون الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مشرفا عليه. تأييد أميركي ويرى دبلوماسيون غربيون أن استعداد الولاياتالمتحدة لبحث فكرة تأييد مثل هذا المؤتمر تبرز التغيير الكبير الذي طرأ على توجه واشنطن إزاء إسرائيل في ظل إدارة الرئيس باراك أوباما مقارنة بالرئيس الجمهوري السابق جورج بوش. وقال دبلوماسي غربي إن إحجام الإسرائيليين عن المشاركة "مفهوم" حتى لو كانت النتيجة التي سيتمخض عنها المؤتمر مجرد رمزية ، غير أنه أكد أنه سيكون من الصعب أن ترفض الدولة العبرية المشاركة إذا بدأت واشنطن في ممارسة الضغوط عليها. وذكر دبلوماسي آخر أن الإسرائيليين "لهم مصلحة في هذه القضية، فإذا حصل العرب على شيء يريدونه من إسرائيل فسيكونون أكثر تعاونا بشأن البرنامج النووي الإيراني والعقوبات الإضافية .وهو أمر ستستفيد إسرائيل منه." ولم يكن لدى البعثة الإسرائيلية في الأممالمتحدة تعقيب على الاقتراح المصري، لكن دبلوماسيا إسرائيليا قال لرويترز إن بلاده ستكون مستعدة لمناقشة قضايا مثل جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية إذا تم إقرار السلام في المنطقة. يذكر أن المؤتمر الذي تم عقده في عام 2005 لمراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي والذي اعتبر على نطاق واسع فاشلا لم يتمكن من التوصل إلى أي اتفاقات بعد أن عملت واشنطن على التركيز على إيران وكوريا الشمالية بينما شنت مصر وإيران هجوما على إسرائيل واتهمتا الولاياتالمتحدة وآخرين بالحنث بوعودهم بشأن نزع السلاح.