برقية تقدير واحترام أبعث بها إلي المفكر الإسلامي الكبير الدكتور محمد عمارة علي تصريحاته الطيبة في حق فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل رداً علي التقرير المغرض الذي بثته قناة الجزيرة الفضائية عن مسيرة الإمام الراحل عقب وفاته بالمملكة العربية السعودية بوقت قصير. لقد حاولت قناة الجزيرة الفضائية استغلال وجود اختلاف في بعض الأمور الفقهية بين الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر والمفكر الإسلامي الكبير الدكتور محمد عمارة وتم استضافة الأخير للتعقيب علي التقرير الذي بثته القناة عن حياة ومسيرة شيح الأزهر عقب وفاته بلحظات اعتقاداً منها أنه سوف يؤيد ما جاء بالتقرير إلا أن الدكتور عمارة وجه لطمة قوية لتلك القناة وأنتقد تقريرها بصورة لاذعة بل ودافع عن الإمام الراحل بكل فروسية وأمانة ووجه للجزيرة رسالة فحواها أنها تنظر بعين السوء فقط للرجل الذي يقف الآن بين يدي الله. في سقطة جديدة لقناة الجزيرة الفضائية عرضت تقريراً غريباً مغرضاً عن حياة ومسيرة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي بعد وفاته بأزمة قلبية أثناء زيارته للمملكة العربية السعودية.. وعلي طريقة "أذكروا مساوئ موتاكم" بدلاً من "أذكروا محاسن موتاكم" قدمت الجزيرة تغطية إخبارية سيئة ضد شيخ الأزهر فعرضت اللقاء الذي جمعه مع شيمون بيريز رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي وكذا اللقاء الذي جمعه بالحاخام الإسرائيلي ميشيل لاو. وعلي طريقة.. أذكروا مساوئ موتاكم.. أيضاً عرضت قناة الجزيرة الفضائية في تغطيتها الإخبارية عن حياة ومسيرة الدكتور محمد سيد طنطاوي إجباره إحدي الفتيات علي خلع النقاب أثناء زيارته لأحد المعاهد الأزهرية ووصفه لهذا الزي برمز التخلف.. كما عرضت القناة وجهة نظر تري أن شيخ الأزهر كان له موقف غير مشرف إزاء الاحتلال الأمريكي للعراق حين نسبت له قرار فصل أحد علماء الأزهر حين أفتي بجواز مشاركة جميع المسلمين في القتال ضد أمريكا إذا دخلت العراق. وعرضت قناة الجزيرة أيضاً واقعة استقبال الدكتور طنطاوي وزير داخلية فرنسا في ذلك الوقت ساركوزي في الأزهر ونسبت له القول إنه من حق المسئولين الفرنسيين إصدار قانون بحظر ارتداء الحجاب في مدارسهم ومؤسساتهم الحكومية باعتباره شأناً داخلياً فرنسياً. ورغم أنها موضوعات خلافية عرضت قناة الجزيرة موقف الدكتور طنطاوي رحمه الله من تحريم ثم تحليل فوائد البنوك ورفض ختان الإناث والقول إنه ليس من الشريعة الإسلامية. أنا شخصياً اختلفت مع الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل في العديد من المواقف أثناء حياته وانتقدته أكثر من مرة في نفس المكان أو من خلال لقاءات وأحاديث تليفزيونية خاصة فتواه بضرورة "جلد صحفيين" وكذا إجباره لفتاة صغيرة علي عدم ارتداء النقاب ناهيك عن استقباله للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز والحاخام ميشيل لاو. وعندما علمت بنبأ وفاته رحمة الله عليه حزنت كثيراً وقرأت له الفاتحة وسألت الله أن يسكنه فسيح جناته لأنه رجل مسلم وعالم كبير تخرج علي يديه الكثير والكثير من العلماء والفقهاء.. خدم الإسلام والمسلمين.. كان له دور مهم في المحبة والتآخي بين المسلمين والمسيحيين. وعلي طريقة.. "أذكروا محاسن موتاكم".. لا علي طريقة الجزيرة "أذكروا مساوئ موتاكم" يمكن القول إن الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل أدلي بتصريحات مهمة قبل وفاته بفترة قصيرة وبالتحديد في الكلمة التي ألقاها أثناء افتتاح المؤتمر الرابع عشر لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف عندما أكد أن كل من يتعمد أو يصر علي الإساءة إلي أحد أصحاب الرسول صلي الله عليه وسلم يكون خارجاً عن الإسلام وأن الإسلام برئ منه تماماً للدور المهم الذي قام به الصحابة في بناء الأمة الإسلامية ولعدم شرعية أي إساءة إليهم. الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل كان له العديد والعديد من المواقف المحترمة في مواجهة الفرق الضالة الخارجة عن الإسلام مثل الطائفتين البهائية والقاديانية.. وأشهد أن الفتاوي التي أرسل بها إلي بعض المحاكم المصرية كانت وراء خسارة الطائفة البهائية لغالبية القضايا التي أقيمت من أجل الاعتراف بهم كديانة مستقلة. في العام الماضي أصدر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف برئاسة الدكتور محمد سيد طنطاوي بياناً اعتبر أن الطائفة البهائية هي مجرد حركة صهيونية ووصف اتباعها بأنهم فئة ضالة.. وذكر البيان أن البهائية حركة صهيونية تخدم المصالح والأهداف الصهيونية في العالم وتسعي لنشر الفساد والتخريب والرذيلة في مختلف انحاء العالم خاصة في المجتمعات الإسلامية والعربية. وخلال لقاء مع طلاب بعض الجامعات المصرية بمعهد إعداد القادة بحلوان في أغسطس عام 2008 أكد شيخ الأزهر أن البهائيين مخالفة تماماً للشريعة الإسلامية ولا يمكن لأحد أن يعترف بها كديانة لأن في ذلك خروجاً عن الإسلام وتعاليم الأديان السماوية.. وشدد علي أنه ينبغي ألا يسمح بذكر لفظ بهائي في البطاقة الشخصية لأي بهائي لأن في ذلك اعترافاً بالبهائية كدين. وعن القاديانية أكد الإمام الراحل أنه دين مخترع جديد ظهر آواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بقاديان إحدي قري البنجاب الهندية. وحظي بمباركة ورعاية الإنجليز بهدف تفتيت وحدة المسلمين وإلغاء تشريع الجهاد وإنكار فرائض الإسلام والترويج للفكر الماسوني الصهيوني.. ذكر الدكتور طنطاوي أن القاديانية فرقة خارجة عن الإسلام ومن يعتنقها من المسلمين يكون قد كفر بالله سبحانه وتعالي. رحم الله الإمام الأكبر فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل واسكنه الله فسيح جناته ولأسرته ولنا جميعاً الصبر والسلوان.