ما زالت المعارضة للتطعيم ضد التطيعم بلقاح أنفلونزا الخنازير تشكل أزمة في أوساط الأطباء المتخصصين والمسئولين بوزارة الصحة، فالبعض يرى أن التطيعم مضر وغير آمن، أما المسئولون بوزارة الصحة فإنهم مازالوا يؤكدون أن التطعيم باللقاح آمن، ولهذا كان عرضنا لوجهتي نظر متضادتين وهي وجهة نظر الدكتور صادق عبد العال مستشار وزير الصحة الأسبق استشاري الأطفال، في مقابل وجهة نظر الدكتور حمدالله زيدان رئيس شركة الأمصال واللقاح إحدي الشركات القابضة للمصل والدم. حيث أكد الدكتور صادق عبدالعال مستشار وزير الصحة الأسبق واستشاري الأطفال أنه كطبيب أطفال يطلع من وقت لآخر على المراجع العالمية المتعلقة بصحة الاطفال لضمان استخدام أطفال مصر على أفضل وسيلة لتحصين أجسامهم, وجد أن كندا سحبت جرعة محدودة من لقاح "h1n1" من الأسواق وطلبت الشركة المنتجة من السلطات الصحية هناك بسحب هذه الجرعات نظرا لآثارها الجانبية الخطيرة على بدن المتلقي, وتم سحبه بالفعل. كما اكتشف الإعلام في ألمانيا أن هناك نوعين مختلفين من اللقاح أحدهما مخصص للصفوة السياسية وأعضاء الجيش, والنوع الثاني مخصص لعامة الشعب الألماني ويختلف تكوينه عن المواد الموجودة في اللقاح الأول ويحدث آثارا جانبية, فعزف الشعب الألماني عن تعاطي هذا اللقاح ولم يأخذه سوى 10% فقط, كما أن 60% من العاملين بمجال الصحة الفرنسية عزفوا عن تناول اللقاح, وكذلك الشعب اليوناني مما جعل هناك فائضا عالميا من كميات اللقاح فقامت وزارة الصحة المصرية بشرائه. وأكد صادق أنه حديثه يستند إلى حجج وتقارير علمية, موضحًا أن أكثر مستخدمي اللقاح بين الأطباء هم أطباء الأطفال لذلك فهم الأكثر علمًا بالأعراض الجانبية لمكونات اللقاحات، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية سحبت 180 ألف جرعة من اللقاح مؤخرا بزعم عدم فعاليتها مما يؤكد أنه لقاح غير فعال, لافتًا إلى أن تعاطي الرئيس الأمريكي باراك أوباما للقاح لا يؤكد فعاليته وأكد أن اللقاح الموجود في مصر مخصص لفيروس واحد فقط وهو h1n1 رغم أن مرض أنفلونزا الخنازير يسببه أربع سلالات ، ولذلك فهو بلا جدوى ويسبب أعراضًا جانبية خطيرة, مشيرًا إلى أنه لن يقبل تطعيم أبنائه إلا بعد التأكد من فعالية وسلامة اللقاح.
وفي المقابل أوضح الدكتور حمدالله زيدان رئيس شركة الأمصال واللقاح إحدي الشركات القابضة للمصل والدم، أن اللقاحات لها دور مهم جدًا في القضاء على الكثير من الأمراض والوقاية منها، وأبرزها: الجدري, وشلل الأطفال, والدوسنتاريا, مشيرا إلى أنه لا يوجد عقار ليس له أعراض جانبية, ويجب الالتزام بتناول الجرعة المحددة منه حتى لا تتطور هذه الأعراض، وأضاف : إن فيروسات الأنفلونزا متعددة وتنقسم إلى : (أ) ومنها h1n1، وأكثرها شراسة (ب) و(ج)، كما تنقسم اللقاحات المضادة للفيروسات إلى لقاح الأنفلونزا الموسمية الذي نأخذه سنويا للوقاية من فيروسات الأنفلونزا العادية وينقسم إلى ثلاثة أنواع من بينها الh1n1 , ولقاح الأنفلونزا الوبائية، وأوضح أن اللقاح المضاد لفيروس h1n1 لا يمكن زراعته في المعمل لضرورة زراعته على خلايا أو أنسجة حية أو على البيض المخصب من نفس خلايا الفيروس نفسه ليكسب جسم الإنسان مناعة منه دون الإضرار به. ولفت إلى أن منظمة الصحة العالمية قامت بتحضير البذرة المستخدمة في إنتاج هذا اللقاح وتعلن للعالم أنه متاح لديها لتنتجه الشركات المتخصصة, والموجود حاليًا يتم إنتاجه على البيض المخصب ويتم قتله ليكون غير نشط مع إضافة مادة حافظة إليه من مستحضرات الزئبق بتركيز قليل. وأشار رئيس شركة الأمصال واللقاح أن الجرعة ونسبة التركيز تتوقف على الحالة العمرية للإنسان, فالأطفال من 6-9 سنوات يحصل على جرعة 0.25 سم, والأطفال أكبر من 9 سنوات على 0.50 سم. وأوضح أن هناك مواد محفزة يتم إضافتها للقاحات لزيادة فاعليتها المناعية في حالات الأوبئة القوية ويختلف نوعها من لقاح إلى آخر وهي آمنة الاستخدام, محذرا من تناول السيدات الحوامل للقاحات المحتوية على المواد المحفزة. وحول ما يشاع من تسبب مادة الزئبق المحفزة في لقاح h1n1 في الإصابة بمرض "التوحد" للأطفال أكد أنه لا أساس له من الصحة, ويستند على حالات استتثنائية تم تشخيصها بطريقة خاطئة. وقال: إن الفيروس يحمل اسم المكان الذي يعزل ويفصل فيه, كما أن منظمة الصحة العالمية هي من تمتلك حق فصله وتوزيعه على بلاد العالم وفق قواعد معمول بها، موضحا أن الولاياتالمتحدة تستخدم نوعين من اللقاح: أحدهما عن طريق الاستنشاق، وهو لقاح نشط يحتوي على فيروس حي خالي من المادة المحفزة ويستخدم في حالات الحوامل فقط, والثاني عن طريق أقراص وهو لقاح غير نشط يحتوي على فيروس غير حي وهو ما يوجد لدينا في مصر الآن وتناوله أكثر من 100 مليون شخص حول العالم ولم يسجل أعراضا جانبية خطيرة. وأوضح أنه يوجد أكثر من مليون جرعة من اللقاح في مصر الآن, ويتم تخزينها في مركز المصل واللقاح في ثلاجات منذ أكثر من شهر بشكل آمن, وسيتم تناول اللقاح على جرعتين حيث تعطى الجرعة الثانية بعد الأولى ب3 أسابيع لتحفيز الجهاز المناعي، مشيرا إلى أنه في حالات الأوبئة لا يكون هناك وقت كافٍ لإجراء الدراسات العميقة عليه لأن الحفاظ على حياة البشر وتقوية مناعتهم تكون ضرورة ملحة في هذا الوقت.