هل يحب باراك أوباما إسرائيل واليهود بما فيه الكفاية لكى يتم انتخابه رئيساً للولايات المتحدة ؟! هذا هو تحديدا السؤال الذى طرحه محرر النيويورك تايمز "جيفرى جولدبرج" وأورد الإجابة عليه فى حوار طويل أجراه مع أوباما قبيل وصوله بوقت قليل إلى البيت الأبيض ...فماذا قال أوباما ؟! قال أوباما باختصار وليس بتصرف : " عندما أعود إلى الفكر الإسرائيلى العنصرى أستعيد مشاعر تجاه إسرائيل نمت بداخلى منذ كنت طفلا فى الحادية عشرة من عمرى حينما تعرفت على مدرس أمريكى من أصل يهودى كان يمضى إجازاته فى إسرائيل وشرح لى كثيرا نظرية "أرض الميعاد" وعودة اليهود إلى إسرائيل بعدما عانوا المحرقة , وفهمت منه إنه حريص على هذا التراث وإنه يحلم بهذه العودة وأنا الذى كنت دائما أبحث عن جذورى وجدت نفسى مهتم كثيرا بهذه النظرية والفكرة الإسرائيلية التى شكلت جزء من ثقافتى ... هذه هى الحقيقة الأولى التى أحتفظ بها فى ذاكرتى كلما فكرت فى إسرائيل ." وقال أيضا : " إسرائيل كدولة هى مرادف للعدالة الإجتماعية التى أؤمن بها , وما سعى إليه الإسرائيليون هو أن يجدوا فى النهاية أرض لهم وأن يبدأوا من الصفر فى بناء وطن يتجاوزون فيه آلام الماضى وأنا منجذب بقوة إلى هذه الفكرة ." وقال ثالثاً : " كنت دائما أقول - ولو على سبيل المزاح أحياناً - إن شخصيتى الفكرية هى حصيلة تفاعلى مع الأساتذة الجامعيين اليهود والمفكرين اليهود الذين أعجبت بهم .. وعندما توسع فكرى السياسى أدركت أن الفكر الذى أنطلق منه فى كل مرة أفكر فى الشرق الأوسط هو تعلقى الكبير وتعاطفى العميق مع إسرائيل ." وقال رابعاً : " أعتقد إننى تعلمت من الفكر اليهودى أن علينا أن نأخذ الجوانب الأخلاقية فى الاعتبار وأذا أنتم قرأتم كتاباتى فلاشك أنكم تلاحظون إلتزامى تجاه إسرائيل ليس إلتزاما سياسيا فقط وأنما هو شخصى وأخلاقى أيضا فهو ليس مناورة سياسية بأى حال ." وقال أيضا أوباما إن كل أصدقائه فى شيكاغو فى صدر شبابه كانوا من اليهود وكان هذا موضع انتقاد من الجالية الإفريقية وإن الذى نظم له كل حملاته الانتخابية فى مسيرته إلى الكونجرس وحتى البيت الأبيض كانوا من اليهود , وقال كلاما آخر كثيرا عراه وكشفه تماماً ومنه ما لم تجرؤ صحيفة عربية على نشره مثل إجابته التى أفصح فيها عن رأيه فى اتهام الرئيس الأمريكى الأسبق كارتر لإسرائيل بالعنصرية ورفضه بشدة لهذا الاتهام وقوله إن إسرائيل ديمقراطية حية وتأكيده على أنها الديمقراطية الوحيدة فى الشرق الأوسط . وإنطلاقا من كل ما سبق نستطيع أن نحدد سلوك أوباما الآنى والمستقبلى ونقرر إن النسق القيمى والفكرى الذى كوّن أفكاره منذ صغره وشبابه المبكر والمتأخر نسقا يهوديا لحمة وسدى .. وأوباما يكرر دائما أن أمن إسرائيل حق سوف يكفل تحقيقه لها بشتى الطرق والآن يفرض على العرب أن يطبّعوا مع إسرائيل والحكومات العربية سوف تخضع لأسباب شتى - تختلف من نظام إلى آخر – لما يفرضه عليها أوباما .