تأتي تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول تأخر بلاده في التدخل ومن ثم تحذيره من مخاطر تفكك سورية؛ في محاولة تسعى لتمهيد الطريق نحو طرح حلول ذات سقف منخفض، رغم أن بلاده ساهمت في تدهور الوضع السوري باعترافه، من خلال الاكتفاء بدور المراقب، وتكريس استقالة المجتمع الدولي من تحمل المسؤوليات تجاه أفعال النظام الغاشم وعصبته الآمرة له وتلك المؤتمرة بأمره. لقد سمت مبادئ الثورة السورية منذ انطلاقتها، فلم يساوم الشعب السوري على وحدة أراضيه ولن يفعل ذلك، فهو الذي آثر كرامته واستقلال قراره الوطني، وضحى بكل شهدائه الأبرار كي يعيش أبناؤه أحراراً متطلعين إلى التطور والبناء، دون أن يقبل تقييمه بين الشعوب إلا بما يقدمه للعالم أجمع من حضارة تليق بصموده وشجاعته. إن وضع كل رهانات المجتمع الدولي في سلة الحل السياسي دون ضمان إيقاف آلة القتل في سورية؛ لن يشجع نظام الأسد على متابعة القتل وحسب، بل سيساهم في إضعافها فاتحاً بذلك المجال أمام احتمالات لن تكون في مصلحة أحد.