منذ أن قامت ثورة 2011 , وبدأت في سيناء عمليات خطف الضباط والجنود . ففي فبراير 2011 تم اختطاف 3 ضباط شرطة ومعهم أمين شرطة . وفي أغسطس 2012تيال 16 جندي في منطقة رفح الحدودية . وفي مايو 2013 تم اختطاف 7 جنود شرطة وبينهم جندي قوات مسلحة . تلك الأخبار المعلنة . أما لأخبار الغير معلنة وترشح من آن لآخر فتلك التي أعلنها وزير الداخلية فلي صحيفة الوطن المصرية يوم 18 مايو 2013 بأنه تم اختطاف3 أمناء في أوائل أبريل الماضي ,في طريق العبور بالعريش وأحتجزهم المختطفون لمدة يومان واعتدوا عليهم بالضرب والسب والقذف, لحين تمكنت الوزارة من تحريرهم عن طريق التفاوض . وفي الشهر تم اختطاف 8 أمناء شرطة وجنود أمن مركزي في نفس المنطقة , ومكثوا مختطفين لمدة 12 ساعة حتي تم تحريرهم بنفس الطريقة السابقة . وفي نفس الخبر أعلنت الصحيفة أن المفاوضات مع خاطفي جنود سيناء، استمرت بعد ارتكاب الحادث لمدة 10 ساعات متواصلة، وذلك بالتنسيق مع كبار القبائل البدوية، ثم تعثرت المفاوضات ووقعت مشادات. وأضاف المصدر أنه تم الاجتماع مع أحد المختطفين داخل منزل شيخ من أكبر العائلات فى شمال سيناء، وأثناء التفاوض وقعت مشادات ترجع لعدم التوصل إلى الاتفاق، بسبب تزايد عدد المخلى سبيلهم. وربما كان قصد الوزير من الإعلان عن تلك الحوادث , هو طمأنة أهالي المختطفين الحاليين بأن الوزارة ستعيدهم بنفس الطريقة التي أعادة بها المختطفين السابقين . وتختلف جريمة الخطف عن جريمة القتل التي تتم في تلك الظروف لأن القاتل غالبا ما يقتل , أو يختفي إلي الأبد , ولا يترك ما يدل , ويترك للدولة أن تجرب وسائلها الفنية لمعرفته والاستدلال عليه . ومما لاشك أن خطورة جريمة الخطف , تكمن في أنها تعتبر من جرائم التحدي , أو تحدي سلطة الدولة ! لأن الخاطفين لا يختفون , وإنما يخفون رهائنهم , ويستهينون بقوة الطرف الآخر , لأنهم يعلمون أنه ليس بقدرته توقيع العقاب القانوني عليهم , ويظهرون أمام الطرف الآخر علنا , ويفرضون شروطهم عليه . أي أنهم يتحدون هيبة الدولة . . والواقع أن عملية اختطاف الجنود تعيد بنا إلي الأذهان , أحداث خطف الجنود الإنجليز في منطقة الإسماعيلية والتي كانت تتم في قبل ثورة يوليو 1952 . فهل يعتبر سكان سيناء أو الجهاديون في تلك المنطقة أن وجود القوات المسلحة والشرطة بمثابة احتلال لبلادهم ؟ إذا صح هذا الاعتقاد فإننا بصدد أمر يهدد الأمن القومي تهديدا بالغا . إذا أن الخلل هنا في طبيعة البناء السكاني للدولة , فهم يشعرون أنهم لا ينتمون لإقليم تلك الدولة . وأنهم يفعلون هذا من أجل تحرير أرضهم من المحتل , الذي هو في الأصل حكومة البلاد . ولو طالعنا التصريحات التي يدلي بها هؤلاء الجهاديون , او من يشايعهم , من منظمات إرهابية , او الإعلانات الصادرة عن قادة حماس , فأننا نشعر أننا بصدد مخطط لنزع السيادة المصرية عن سيناء .وخطورة هذا الأمر تكمن في : - أن تفاقم الأمر قد يعطي لإسرائيل حجة للتدخل بحجة تأمين حدودها الجنوبية ضد الإرهابيين , بعد أن تقوم بعمل التغطية السياسية الدولية والإعلامية بأن أمنها بات مهددا , وأعتقد أنها بدأت بالفعل في الحشد لذلك . - أن هناك أصوات مصرية حزبية ودينية لم تصرخ بالثأر من الخاطفين باعتبار أن ما حدث هو أنتهاك للسيادة الوطنية . - أن رد فعل الأحزاب الدينية في مصر ليس علي مستوي الحدث أو بدا فاترا , باعتبار أن فكرة الوطن المصري عند تلك الأحزاب ليست بالقداسة التي لدي الأحزاب الأخرى , وربما طغي فيها الشعور الديني علي الشعور الوطني . فهل ننتظر رد فعل قوي يعيدنا الي العصور التي كانت فيها كرتنا لا تحتمل العبث . عندما أعتدي الصغار علي الكاتب المصري الكبير يوسف السباعي في قبرص , وقتلوه . أتخذ السادات قرار واحد فقط . وفي أسرع من البرق . ولم يفكر في أي عواقب محتمله لقراره . وثأر لقتلة يوسف السباعي . ولم يتركهم يفلتوا بجريمتهم في قبرص . ولم تتكرر تلك الجريمة إلا الآن . رحم الله الرجل , وكل الرجال الذين ثاروا لكرامة مصر .