كلما تجولنا فى اى مكان الآن ..فإن السؤال الذى يُطرح دائما ويبحث من الجميع عن إجابة ..هو الى اين تسير مصر ؟؟ ماذا سوف تحمله الايام القادمه ؟؟!! لكن قبل ان نفكر فى اجابة على هذا السؤال الصعب دعنا نكن من الانصاف ونحن نجاوب على هذا التساؤل..ان نجاوب على ماهو اهم ..مالذى اوصلنا الى ماوصلنا اليه الان ؟؟ الذى اوصلنا الى هذا التشرذم والتناحر ..وهذه المشاهد الدموية التى نراها على ارض الكنانة بعدما كنا شركاء ميدان واحد ..واصحاب ثورة عظيمة ..قادتنا الى اغلى مايمكن ان نفخر به فى تاريخنا الحديث ..هو اننا جميعا لم نفكر الا فى مصالحنا الضيقه سلطه ومعارضة ونخب وجماهير ..سلطة اعتقدت انها لايمكن ان تحقق ماتريد إلا بإن يكون لها الغلبة والكلمة الوحيده ..ولكى يكون لها ذلك فعليها ان تقصى الجميع من المشهد ..ادارت مرحلة انتقالية هامة لايوجد بها مؤسسات دولة ..ولا دستور ..نحو اسئثار بالقرار .دونما مشاركة من احد ..وإذا سمعت من احد فإنها لاتنفذ ..على طريقة انت تريد فلتقل ماتريد ..وانا لاافعل الا ما اريد !! فغابت عن الدولة كل مقومات الدولة الحقيقة ..غياب للرؤية ..وغياب لهيبتها ..وغياب لذكاء الإداره الذى يفهم خطورة المرحلة الانتقالية وماتحويه من عقبات جثام فى خضم اى ثوره ..فأعداء الثوره متربصون ..ومنتظرون الإنقضاض فى اى وقت وفى اى لحظة ..فلا يمكن ان تدار البلد فى هذه المرحلة سوى بتوافق وطنى حقيقى ..وبمشاركة فعالة ..وبإدارة ذكية . غاب كل هذا ..فغاب معه فاعلية السلطة ودورها الكبير . اما المعارضة فإلا مارحم ربى ..لم ينظروا الا فى القرار السهل دائما ..رفض للحوار ..تظاهر فى الشارع ..رفض انتخابات ..رفض ..رفض ..رفض دون ان يفهموا ان لا هذه سياسة ،ولا هكذا تدار مشاكل البلاد ،ودون ان يعيوا ويضعوا نصب اعينهم امرا بالغ الاهمية ..بل من جله قامت الثوره من الاساس ..انه المواطن المصرى ..الذى سئم من اوضاع إقتصادية صعبة ..ومن خلافات وتناحر قوى مجتمعه ،ومن إضطرابات تعطله عن العمل ،وتقطع طرق ،وتغلق مصالح حكومية ..مما يجعله يكره الثوره والسلطة والمعارضه ..ويضق صدره من ان يتحدث هولاء باسمه .فخسرت اكثر مما كسبت ..اقصد المعارضة ..وفقدت الكثير بعد ان كانت لديها فرصة ذهبية فى ظل اخطاء سلطة لاتريد الا ان تعمل بمفردها وإعلام ونخبة غير أمناء ..اصبح لديهم بدل الكيل بمكيالين الكيل بعشر مكاييل ..فيغطوا عن الحقائق ،ويبرزوا ما يريدو ان يبرزوه ..واصبحت الابواق الاعلامية ومقالات واحاديث من يسمون بالنخب .. محل عدم احترام المشاهد والمتلقى ..فالمواطن ذكى ..يعلم من يريد ان يوجهه ..ومن يريد ان يغفل عينه عن الشمس وهى مضيئه وساطعة فى عز النهار . ومادفع النخب وقنوات الاعلام لذلك ايضا مصالحهم الضيقة ..التى اصبحت لها فقط الولاء ..ومادونها ليس له قيمة ..حتى لو تعارض ذلك مع المصداقية والموضوعية المنوط فقط ان تحكم التوجهات الصادقة لمن يريد للمجتمع ان ينهض . بهذا فقط وصلنا لما وصلنا اليه ..وبعد كل ماتقدم لايمكنا إلا ان نبارك لاعداء الثورة ولقادة الثوره المضاده ..فقد تحقق لهم مافاق احلامهم ..وفى وقت قصير ..فمن كانوا ركاب سفينة إنقاذ الوطن ..ومن كانوا يدا واحده على قلب رجل واحد فى طليعة ثوره شعبية تاريخية كبيره فى مواجهة اعتى نظم الاستبداد واستطاعوا كسره لا لشىء بعد توفيق الا الا لتوحدهم ...اصبحو الان قوى متناحره ،تخون بعضها بعض ..بل من هذه الاطراف من وضع يده فى يد من شارك فى قتل الشهداء من اجل تقوية شوكته فى مقابل الطرف الاخر اما السؤال الابرز الى اين نذهب ..او ماذا سوف يحدث ..فهذا النساؤل يملك إجابته اطراف القضية ..شركاء الوطن ..فإما ان يظلوا هكذا ..لايُقيم احدا خطئه ..ولا يتنازل من اجل عيون شهداء وطنه ،فيستمر التفكك ..ويستمر الانهيار ..ويحى الله عظام اعداء الثوره بعد ان كانوا جثثا فى فبور الظلام .. وإما ان نعلى المصلحة الوطنية ،ونتذكر ايام الميدان الخوالى ،ونتذكر دماء الشهداء ،ونجلس على مائدة واحده نقيم فيها اخطائنا ..وننظر لمستقبلنا ..ونأخذ بأيدى بعضنا بعضا نحو غد افضل ..نصارح فيه شعبنا بحقيقة الاوضاع ..وتشرك السلطة المعارضه فى المسئولية والحكم ..ونضع اجنده لخارطة طريق لمصر خلال الثلاث سنوات المتبقية من حكم الدكتور مرسى ..اجنده تشريعية لاهم القوانين التى يحتاجها المواطن ..واجندة زمنية لاستكمال مؤسسات الدولة بكل الضمانات الازمة ..ومشروعاً قومياً نقف حميعا لتحقيقه ..وميثاق عمل شرفى إعلامى يحافظ على حرية الاعلام ..دون تجاوز غير مقبول لو شرعنا فى هذا الامر ..وبهذا فقط .فإننا سنمنح للمواطن المصرى اهم شيئ يمكنه به ان يحقق الكثير..إنه الامل الذى فقده فينا جميعا بعد كل ماحدث ..ولو عاد له مره اخرى ..فإنه يستطيع ان يحقق المعجزات . قادرين على سلك الطريق الثانى ..فقط إذا توافرت الإراده لذلك . اللهم احفظ مصر وشعبها . أحمد ماهر عضو الهيئة العليا و أمين الشباب بحزب الوسط