منع أعضاء التدريس والعاملين من نشر أخبار تتعلق بنظام العمل داخل جامعة المنيا    "تضامن النواب" توصي عدم الكيل بمكيالين واستخدام حقوق الإنسان ذريعة الأهداف سياسية    النائب العام يقرر إضافة اختصاص حماية المسنين لمكتب حماية الطفل وذوي الإعاقة    رئيس الوزراء يؤكد على العلاقات الوطيدة بين مصر وييلاروسيا بمختلف المجالات    وزير خارجية الأردن لنظيره الأمريكي: يجب منع أي هجوم إسرائيلي على رفح    تويتر الآن بث مباشر مباراة الهلال والاتحاد في نصف نهائي كأس الملك    كلاسيكو أوروبي.. زيدان يطلق تصريحات مثيرة بشأن مباراة ريال مدريد ضد بايرن ميونخ    جنايات المنصورة تحيل أوراق الأم المتهمة بقتل ابنها إلى مفتى الجمهورية    بطولة دنيا سمير غانم.. محمد رضوان ينضم ل «الجارداية»    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    «معروفة من 2021».. الصحة تكشف احتمالات حدوث جلطات بعد التطعيمات بلقاح كورونا    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    بسبب الأزمة المالية.. برشلونة مهدد بفقدان أحد صفقاته    كرة سلة – قمة الأهلي والزمالك.. إعلان مواعيد نصف نهائي دوري السوبر    موقف طارق حامد من المشاركة مع ضمك أمام الأهلي    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    غرق بمياه ترعة.. العثور على جثة شخص في الصف    15 مايو.. أولى جلسات محاكمة 4 مسئولين كهرباء في حريق ستوديو الأهرام    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    موعد إجازة عيد العمال وشم النسيم ل القطاع الخاص 2024    الجمعة.. الأوبرا تنظم حفلا للإنشاد الديني بمعهد الموسيقى العربية    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    زاهي حواس يوضح سبب تجاهل الفراعنة لوجود الأنبياء في مصر.. شاهد    حفل ختام فعاليات مهرجان الإسكندرية ل الفيلم القصير في الدورة العاشرة    90 محاميا أمريكيا يطالبون بوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل    الشوري القطري والبرلمان البريطاني يبحثان علاقات التعاون البرلماني    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    غدًا.. «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف الإعانة الشهرية لشهر مايو    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    قواعد صارمة من مدرب ليفربول المنتظر بعد أزمة محمد صلاح وكلوب    كيف تجني أرباحًا من البيع على المكشوف في البورصة؟    «التنمية الشاملة» ينظم احتفالية لحصاد حقول القمح المنزرعة بالأساليب الحديثة بالأقصر (تفاصيل)    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    سرعة جنونية.. شاهد في قضية تسنيم بسطاوي يدين المتهم| تفاصيل    الليلة.. حفل ختام الدورة العاشرة ل مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    لحظة إشهار الناشط الأمريكي تايغ بيري إسلامه في مظاهرة لدعم غزة    موعد غلق باب التقديم للالتحاق بالمدارس المصرية اليابانية في العام الجديد    الصحة: الانتهاء من مراجعة المناهج الخاصة بمدارس التمريض بعد تطويرها    عشان تعدي شم النسيم من غير تسمم.. كيف تفرق بين الأسماك الفاسدة والصالحة؟    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    مستشارة أوباما السابقة: أمريكا تسعى لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن    كولر يدرس استبعاد رباعي الأهلي أمام الإسماعيلي    وزير التجارة والصناعة يرافق رئيس الوزراء البيلاروسي خلال تفقد الشركة الدولية للصناعات    وزير التموين يعلن تفاصيل طرح فرص استثمارية جديدة في التجارة الداخلية    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    ألقوه من فوق مبنى.. استشهاد فلسطيني على يد قوات الاحتلال في الضفة الغربية    كينيا تلغي عقد مشروع طريق سريع مدعوم من البنك الأفريقي للتنمية    اليوم.. محاكمة 7 متهمين باستعراض القوة والعنف بمنشأة القناطر    مساعد وزير الصحة: قطعنا شوطًا كبيرًا في تنفيذ آليات مواجهة تحديات الشراكة مع القطاع الخاص    رفع مستوى الإنذار وإغلاق مطار دولي.. ثوران بركان جبل إيبو في إندونيسيا|فيديو    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    متحدث الزمالك: أخطاء إدارية فادحة في 14 قضية على النادي تستحق المساءلة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى عيدها الأول....الثورة ما لها وما عليها
نشر في أكتوبر يوم 22 - 01 - 2012

مر عام كامل على أروع ملحمة فى تاريخ مصر فى الألفية الثانية، ثورة يناير المجيدة التى استطاعت أن تسقط نظام الفساد السابق الذى جثم على صدور المصريين أكثر من 30 سنة، اتى خلالها على الأخضر واليابس، ولتفقد مصر خلال كل هذه السنوات مكانتها العربية والإفريقة والعالمية، حتى جاء الشباب المصرى الحر ليشعلوا ثورة عظيمة، التف حولها الشعب المصرى بأكمله وحماها جيش مصر العظيم، ليتهاوى النظام أمام شعار «خبز .. حرية.. عدالة اجتماعية الذى رفعه الشباب عنواناً لثورتهم..
والآن ونحن نحتفل بعيد ميلادها الاول فكان لابد من ان تبرز العديد من الأسئلة لعل من أهمها هل حققت الثورة اهدافها؟ لماذا لم ينجح الشباب الذى قاد الثورة فى الانتخابات البرلمانية الاخيرة؟ هل الموجودون فى التحرير الآن هم الثوار الحقيقيون؟ هل سرقت الثورة من الشباب الذى قام بها؟ ومن الذى سرقها؟ كل هذه الاسئلة نحاول الاجابة عنها فى التحقيق التالى على لسان الثوار الحقيقيين الذين شاركوا فى الثورة منذ بداياتها..أكد الناشط جمال المليسى أمين عام حركة الاخوان المصريين أكد ان الثورة حققت خلال العام الاول لها الكثير من الإنجازات التى لم نكن نحلم بها، ويكفى أن رأس النظام السابق الذى استمر لمدة 30 سنة واعوانه فى السجن الآن وتتم محاكمتهم عما اقترفته أيديهم فى حق مصر والمصريين..
وأضاف المليسى أن ايجابيات الثورة كثيرة فلأول مرة يشعر الشعب المصرى أنه حر فى اختيار مصيرة واختيار حكامه، وهو ما تجسد فى الإقبال الجماهيرى الكبير سواء على الاستفتاء على التعديلات الدستورية أو على الانتخابات البرلمانية الأخيرة ، بالاضافة إلى سقوط النظام وكشف الفساد ولكن يجب أن ننتبه لأننا لم نقم بالثورة لكى نقاتل بعضنا بعض ونفترق شعبا وقبائل، ولكننا قمنا بالثورة لبناء مصر الجديدة التى يتمناها كل مصرى..
ولخص المليسى سلبيات الثورة فى الأمن المفقود الذى نعانى منه، وما شاهدناه من ضعف ليد الدولة فى كثير من الاحداث والوضع الاقتصادى المتردى الذى يرجع أساساً لضعف الامن الذى نعانى منه حالياً، كذلك من السلبيات عدم الوعى السياسى لمعظم أبناء الشعب المصرى والذى ظهر واضحاً فى المطالب الفئوية التى يتهافت عليها الكثيرون فى الوقت الذى أصبحنا فيه شعباً لا يعمل ولا ينتج، بالاضافة إلى تفتيت الشعب المصرى بعد الوحدة التى شهدناها خلال الثورة إلى ائتلافات واحزاب وجماعات متناحرة الأغراض والسياسات، دون النظر لصالح مصر فالكل يبحث عن مصالحه الشخصية والفئوية والحزبية دون الصالح العام، فى حين انه يجب ان ينظر الجميع لمصر وخيرها، ونبذ الماضى والنظر للمستقبل ووحدة الصف ولنا فى المناضل نيلسون مانديلا فى جنوب افريقيا المثال، حيث استطاع ليس فقط القضاء على التفرقة العنصرية فى بلاده، بل ان يسمو فوق آلامه الشخصية ورغبة التشفى والحقد وقام بمصالحة وطنية بين جميع الأطياف السياسية والعرقية فى بلاده..
وأشار المليسى إلى اعتقاده بأن أصحاب الثورة وخاصة الشباب الذين شاركوا فيها منذ بداياتها فى 25 يناير الماضى لم يأخذوا حقهم بعد نجاح تلك الثورة التى خطفت منهم من قوى سياسية أكثر قدرة مادية وتنظيمية، ومن بعض التيارات التى يتم تمويلها من الداخل والخارج خاصة ان الشباب الذين قاموا بالثورة كانوا لا يتوقعون نجاحها ولم تكن لهم اجندة خاصة لما يجب ان يفعلوه بعدها، عكس القوى السياسية القديمة والدول الخارجية التى تريد العبث باستقرار مصر ويهمها عدم نجاح الثورة فى تحقيق أهدافها..
وأرجع المليسى حالة الانقسام التى يعانى منها المجتمع المصرى حالياً إلى عدم النضج السياسى نتيجة الكبت السياسى للحكومات المتعاقبة قبل ثورة يناير، مشدداً على انه يجب توعية المواطنين وتنمية الوعى السياسى لديهم بحيث يتقبلون الرأى الآخر، فكلنا مصريون فى النهاية، مشيراً إلى انه يجب فى اى انتخابات قادمة، وكما يتم وضع شروط معينة فى المرشحين، أن يتم وضع شروط مماثلة فى الناخب وعلى الاقل ان يكون قادراً على القراءة والكتابة ليكون لديه الحد الأدنى من الوعى الذى يساعده على الاختيار الصحيح..
ثورة لم تكتمل
من جهته، أكد الناشط محمد جمال أن الثورة لم تكتمل ولم تحقق كامل اهدافها حتى الان ولكن هناك إنجازات تحققت على أرض الواقع. ففى يوم الاثنين القادم 23 يناير سينعقد أول برلمان منتخب بطريقة ديمقراطية نزيهة فى تاريخ مصر منذ عام 1952، وهذا فى حد ذاته أول إنجاز من الانجازات المهامة التى تحققت من خلال الثورة..
وشدد جمال على ان الثورة ستستمر فى استكمال اهدافها والتى كان على رأسها التغيير وتحقيق العدالة الاجتماعية بكافة صورها والقضاء على بقايا النظام والفساد الذى توغل فى مؤسسات الدولة، واستكمال الثورة لن يأتى الا بقناعة كاملة من جموع الشعب المصرى بأهدافها وآليات تنفيذ هذه الاهداف ونرجو من الله ان تتحقق الاهداف فى أسرع وقت حتى نشعر بأن دماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لبناء وطن يتساوى فيه الجميع ومبنى على قيم الحرية والعدالة لم تذهب هدراً..
ولخص جمال إيجابيات الثورة فى نجاحها فى إسقاط رءوس النظام السابق، وانها ردت للمصريين إحساسهم بالحرية وقدرتهم على المطالبة بحقوقهم، كما انها خلقت نوعا من الزخم الثورى السياسى، فكما نشاهد كل المصريين أصبحوا متابعين جيدين لمجريات الامور على الساحة السياسية ولن يسمح اى مصرى بعد الثورة ان يقوم اى مسئول باغتصاب أى حق من حقوقه، واضاف: الثورة جعلت المصريين مصممين على التغيير وبناء مؤسسات الدولة بعد اقتلاع الفساد منها، كذلك من إيجابيات الثورة حل الحزب الوطنى وإنهاء سيطرته على المجالس النيابية والمحلية، ومحاكمة رءوس النظام السابق والتى تعتبر محاكمات تاريخية وستعطى عظة لأى مسئول يحكم مصر بعد الان من ان مصيره سيكون المحاكمة لو أخطأ الطريق وأفسد فى حكم البلاد، كذلك الاقبال الكبير على المشاركة فى الانتخابات البرلمانية والذى تعدى 60%، وهى نسبة جديدة وتغيير جذرى فى نسبة التصويت مقارنة بأى انتخابات سابقة خلال ال 60 سنة الماضية فالمواطن المصرى شعر بأهمية صوته وقيمته فى بناء المؤسسات التشريعية للدولة.
تداعيات الثورة
وشدد جمال: أنه يرفض إطلاق لفظ سلبيات على نتائج الثورة، مشيراً إلى أنه يمكن استخدام لفظ تداعيات أو ملامح تصاحب الحالات الثورية وتتلخص فى شعور المواطن بعدم الامان بعد انسحاب الشرطة المشين فى يوم جمعة الغضب وقيامهم بإخراج المجرمين واصحاب الاحكام لترويع الشعب المصرى، الامر الذى أدى إلى التأثير المباشر على العملية الاقتصادية سواء لضعف نسبة الاستثمارات أوانخفاض أعداد السائحين الامر الذى اثر بشكل مباشر على متوسط دخل المواطن المصرى بصفة عامة وهو ما تأثر به الفئات المجتمعية التى يعتمد دخلها على الدخل اليومى..
وأضاف جمال: ان الزعيم الكوبى كاسترو قال إن الثورات يقوم بها الشرفاء ويحصد ثمارها الانتهازيون وهو ما ينطبق على ثورة يناير التى فجرها الشباب والتف حولها الشعب ولكن لم يحكم من قاموا بالثورة، ومع ذلك يتساءل البعض فى الذكرى الاولى للثوره ماذا قدم الشباب للشعب المصرى؟ وفى هذا تحامل على الشباب بشكل عام لأنه لا يجوز مساءلة من قاموا بتفجير شرارة الثورة عن اهداف لم تتحقق، وهم لم تكن لديهم السلطة اصلاً ليحكموا ويحققوها، والاغلبية العظمى من شباب الثورة لا يريدون اعتلاء المناصب ولم يقم القائمون على ادارة شئون البلاد بوضع قانون ممارسة الحقوق السياسية بالشكل الذى يسمح للشباب بخبرتهم وامكانياتهم المادية والتنظيمية المتواضعة بالوصول لتمثيل يعبر عن مطالب الشباب وترسيخ مبادئ واهداف الثورة، لقد خطفت الثورة من اصحاب رءوس الاموال والتنظيمات التى سميت تيارات الاسلام السياسى والتى قام بعضها بتحريم الخروج على الحاكم فى بدايات الثورة التى أخرجتهم للنور بعد ان كانوا يعملون فى الأنفاق المظلمة مع اجهزة النظام البائد الامنية وليس معنى ذلك ان الثوار لا يقبلون بحكم الصندوق، ولكنى أود ان ارسل رسالة للجميع ان التاريخ يكتب وبدقة ولن يسمح لأى تيار ان يستهين بالشعب المصرى او يتعامل بسياسة استعلائية خاصة ان ميدان التحرير هو الشرعية الثورية، وإذا لم تقم الشرعية الدستورية بتنفيذ مطالب الشعب فإن الشرعية الثورية ستسقط اى نظام لا يحقق مطالب الشعب ويحافظ على كرامته..
واكد جمال ان القضاء على حالة الانقسام التى يعانى منها الشارع المصرى حالياً يتطلب البعد عن لغة التخوين وسياسات الاستقطاب واستخدام مبدأ المصالح سواء السياسية أو المادية التى تتبعها بعض التيارات، فلابد من إعلاء مصلحة الوطن لبناء دولة مدنية على اسس ديمقراطية تقف مؤسساتها على مسافة واحدة من جميع التيارات..
غموض سياسى
من جهته، قال الناشط وليد عبد المنعم عضو اتحاد شباب الثورة إننا نحتفل بالعيد الاول لقيام ثورة يناير فى الوقت الذى يعم فيه الغموض الشارع السياسى المصرى فحتى الآن ونتيجة لعدم إعداد الدستور قبل الانتخابات البرلمانية لا نعرف طبيعة النظام السياسى خلال الفترة المقبلة وهل سيكون برلمانياً أم رئاسيا ام مزيجا بينهما، ومع ذلك فإننى أؤكد ان الثورة قد نجحت حتى ولو كان هذا بنسبة 50 أو 60% وهى نسبة ما حققته من اهداف حتى الآن وأكبر دليل على نجاح الثورة اعتبار المجلس الاعلى للقوات المسلحة يوم 25 يناير عيداً قومياً للثورة..
ولخص عبد المنعم إيجابيات الثورة فى الاطاحة برءوس الفساد ومحاكمتهم وهم الذين تعمدوا ادراة البلاد بنظام العصابة والاهدار المنظم لثروات الدولة وبالتخلص من هؤلاء سوف نستطيع ان نبنى بلادنا بشكل جديد يبعد عن سياسة الكيل بمكيالين التى كانت متبعة فى النظام السابق،كذلك ازدياد وعى المصريين بحقوقهم وخروجهم من حالة الكبت السياسى إلى المشاركة السياسية الفعالة وازدياد الحراك السياسى بين طبقات المجتمع وإحساس المواطنين بقيمة الحرية والمساواة والعدل وتطلعهم إلى أخذ حقوقهم المشروعة بلا خوف، كذلك فقد أفرزت الثورة مجلس شعب يشهد العالم كله أنه انتخب بطريقة ديمقراطية سليمة،والاهم ان الثورة أظهرت معدن الشعب المصرى الاصيل الذى يتكاتف مع بعضه عند احساسه بأى خطر يقترب من بلاده..
أما عن السلبيات التى شهدتها الثورة فى العام الاول لها – والكلام مازال على لسان عبد المنعم – فقد تمثلت فى الانفلات الامنى مما دفع المواطنين للشكوى من ضعف الامن وسيطرة البلطجية فى أماكن عديدة من البلاد وإدى ذلك إلى ضياع حقوق العديد من المواطنين لضعف القبضة الامنية الملحوظ ، كذلك عدم احتواء شباب الثورة بالشكل المناسب وعدم التعامل معهم بطريقة تجعلهم يخرجون طاقتهم الكاملة فى خدمة وطنهم، بل وتهميش معظم شباب الثورة بدليل انهم لم يحصلوا على اى مركز قيادى فى اى من الحكومات الانتقالية التى شكلت بعد الثورة، مما ترتب عليه زيادة حالة الغليان بين الشباب لأنه يرى الخطأ داخل المؤسسات والهيئات المختلفة ولا يستطيع تغييرة لأنه ليس فى مركز صنع القرار، فى نفس الوقت كان تمثيل الشباب فى برلمان ثورتهم ضعيفاً جداً لنقص امكانياتهم المادية وتخلى الأحزاب السياسية عن مساعدتهم فى خوض غمار المعركة الانتخابية، ويعتبر ايضاً من السلبيات المظاهرات الفئوية التى ضربت البلاد طولها وعرضها والتى عطلت الانتاج، خصوصاً ان الكثير من القائمين بهذه المظاهرات لا يفهم ما حولة من احداث سياسية واقتصادية، ومن السلبيات أيضاً التدخل السافر لبعض الدول المفروض أنها صديقة ولكنها تبث داخل مصر أفكاراً هدامة وتمول بعض المؤسسات المشبوهة لتنفيذ مخطط انهيار الدولة مما كشف عن الوجه القبيح لهذه الدول ويجب على كل مصرى ان يفهم جيداً قواعد اللعبة السياسية العالمية، اما عن آماله فى العام الجديد للثورة، فأوضح عبد المنعم انه يتمنى تكوين منظمة تتبع الحكومة لتدريب الشباب سياسياً وتعليمهم كيفية قيادة المؤسسات والهيئات الكبرى حتى تكون لدينا ذخيرة من الشباب الواعد يمكن الاعتماد عليهم فى المناصب القيادية فى المستقبل، واتمنى ان يحتوى اعضاء المجلس الاعلى للقوات المسلحة الشباب الذين يكنون كل التقدير لاعضاء المجلس ويعلمون جيداً انهم حموا الثورة ويتخذونهم مثلاً اعلى حتى تكون هناك لغة حوار بين الشباب والمجلس العسكرى، وأخيراً أرجو ان تثبت جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الجناح السياسى لها صدق نيتهم وانهم يحبون هذه البلاد ويعملون لصالحها ولا يسعون للكراسى وان يكذبوا ظننا فيهم..
واكد عبد المنعم ان الثورة قد سرقت من الشباب الذين قاموا بها ودلل على ذلك بأن أكثر المتواجدين الان امام مجلس الوزراء أو فى ميدان التحرير لم يكونوا فى الميدان من بداية الثورة ولم يشتركوا فيها واضاف اننا عندما قمنا بالثورة لم يكن من مطالبنا أهانة كبير أو منع المسئولين من ممارسه أعمالهم أو التخريب وضرب وتعذيب الناس أعلى أسطح المساجد أو حرق التراث العلمى والتاريخى لمصر والذى لن يعوض ابدأ، كذلك سرقت الثورة من بعض اصحاب الاصوات العالية فى بعض الفضائيات المشبوهة وأتعجب كثيراً عندما أرى اعلاميين كانوا يطبلون ويسبحون بحمد الرئيس السابق ونظامه والان يرتدون ثوب الابطال الثوريين ويطعنون فى القوات المسلحة الباسلة التى حمت الثورة والبلاد من هلاك محقق..
تجربة ديمقراطية
وقال الدكتور عصام النظامى مؤسسة جماعة الاخوان المصريين وعضو المجلس الاستشارى انه يرى ان الثورة إلهام وعطاء إلهى للشعب المصرى، واضاف لقد اراد الله ان يرفع الظلم عن هذا الشعب بعد فترة طويلة من القهر أمهل الله فيها حكام هذا البلد الفرصة تلو الاخرى كى يصححوا من انفسهم ويعودوا إلى رشدهم وان ينظروا لمصالح شعبهم دون جدوى وبتجبر وعناد، ولذلك اراد الله فى آيه من آياته ان ينزع الملك منهم مصداقاً لقوله «قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء» وانا مازالت متفائلا بأن هذا العطاء الالهى يحمل الكثير من الخير لهذا الشعب وقد كانت اولى ثمرات هذا الانجاز التجربة الديمقراطية الاولى التى خرجت فيها جموع الشعب المصرى لاختيار ممثليهم بكل حرية وحماس..
واضاف النظامى ان اولى ايجابيات الثورة انها كانت ثورة سلمية واظهرت تلاحما كبيرا بين جموع المصريين من خلال منظومة التكافل الاجتماعى فى اعتصام ميدان التحرير ذابت فيه الفوارق ما بين غنى وفقير وشيخ وشاب ومسلم ومسيحى الكل يرفع شعار مصلحة الوطن وكذلك ظهر الحماس والوطنية فى اللجان الشعبية التى كانت تحرس المنازل خلال الفراغ الامنى الذى واكب احداث الثورة، اما الايجابية الثانية فتمثلت فى تلاحم الجيش والشعب فى منظومة انجاح الثورة وكان الهتاف المؤثر هو «الجيش والشعب ايد واحد» اما الايجابية الثالثة فكانت التعاطف بين قطبى الامة من المسلمين والمسيحيين حتى انه كانت تقام الصلوات الواحدة تلو الأخرى، وتشاهد المسيحى يصب الماء ليتوضأ اخيه المسلم كما كان يرفع الانجيل والقرآن على المنصات حاملاً هتاف مسلم مسيحى ايد واحدة..
اما بالنسبة للسلبيات فقد تمثلت – كما يقول النظامى – فى الانفلات الامنى الذى اظهر وجود بعض العناصر المنفلتة داخل المجتمع والتى تحتاج لمنظومة طويلة من الاصلاح الاجتماعى والنفسى والامنى، وثانيا تصارع بعض القوى السياسية طبقاً لأجندة كل فصيل بعدما غاب الهدف الواحد للثورة بعد نجاحها فى اسقاط النظام الذى كان هدفاً مشتركاً للجميع، وعادت كل الفصائل تتناحر سياسياً، اما ثالثاً فيتمثل فى انخفاض الرواج السياحى وهروب المستثمرين واغلاق المصانع نتيجة للغياب الامنى، واندفاع بعض المنتفعين فى التعدى والبناء على الاراضى الزراعية دون مراعاة لمصلحة الوطن، وكذلك محاولة بعض الفصائل والتيارات السياسية القفز على الثورة ومحاولة تشويهها من خلال أعمال فوضوية وكأنهم يحاولون تحقيق مسلسل الفوضى الخلاقة التى دعت إليه وزيرة الخارجية الامريكية السابقة «كونداليزا رايس» والذى ظهر جلياً فى احداث محمد محمود ومجلس الوزراء والتى انتهت بيوم أسود حرق فيه المجمع العلمى الذى يعد التراث الحضارى لمصر..
وشدد النظامى على ان الثورة لم ولن تسرق لأنها فعل إلهى وكانت عملا جماعيا سخر الله فيها جنوده على الارض لرفع الظلم عن هذا الشعب، ولكن هناك بعض الفصائل والحركات السياسية تحاول ان تحيد بالثورة عن مسارها السلمى ولن يتحقق لها مأربها بإذن الله واتذكر هنا مقولة «الذئاب تعوى والقافلة تسير» ومسيرة هذا الشعب المصرى تسير ان شاء الله..
واضاف النظامى انه يعتقد ان حالة الانقسام التى يعانى منها الشارع السياسى ستختفى بعدما يباشر البرلمان مهامه ويصبح هو الممثل الشرعى لهذا البلد ويبدأ فى تحقيق آمال وطموحات الامة، كما ستكتمل المسيرة بعد اختيار رئيسا وطنيا لهذا البلد يحقق له طموحاته وآماله ويعيد لهذا الشعب ريادته ويستعيد له أمواله المسلوبه والمنهوبة..
سياسة التخوين
وتساءل الناشط احمد السكرى أين هى الثورة ونحن نحتفل بالعيد الأول لها؟ وأجاب بقوله كان من المفروض ان تسقط الثورة كل اركان الفساد فى الدولة ولكن هذا لم يحدث فالاشخاص هم الذين تبدلوا ، المخلوع ذهب ولكن الفساد لم يسقط حتى الان وبالتالى الثورة لم تكتمل..
وأضاف السكرى أن ايجابيات الثورة تتلخص فى انها أظهرت المعدن الحقيقى للشعب المصرى فى التكاتف وقت الأزمات، وخلع الرئيس السابق ونظام الفساد الذى أسسه ومحاكمتهم، أما السلبيات فقد حصرها فى ظهور تيارات سياسية تتمسح بالدين وبعضهما لم يشارك أصلاً فى الثورة والذى شارك لم يشارك من بداياتها، وكذلك صعود بعض التيارات والشخصيات التى لم يكن لها دور فى الثورة ولكنهم ركبوا الموجة واصبحوا هم الذين يتكلمون باسم الثورة والثوار مستغلين فى ذلك فضائيات متعددة، اضف إلى السلبيات التخوين الواقع الآن بين شباب الثورة وبعضهم البعض مع أن الهدف لجميع شباب الثورة واحد وهو ان تكون مصر حرة من اى استبداد، كذلك يعد من السلبيات غياب الامن والاستقرار فى البلاد وتعطل عجلة الانتاج فالثورة لا تعنى تعطيل موارد الدولة ولكن هدم نظام الفساد وبناء دولة جديدة تقوم على اسس العدل والمساواة والديمقراطية والتنمية..
وأكد السكرى على ان الثورة، سرقت من اصحابها الذين قاموا بها وخاصة الشباب الذى يعتبر الوقود الاول للثورة مضيفاً أن اكبر دليل على ذلك ما أفرزته نتائج الانتخابات فلم ينجح شباب الثورة وهو ما يثير التساؤل عن السبب ولعلها أول ثورة فى التاريخ يقوم بها اشخاص ولا يتولون الحكم بعدها وهو مايرجع فى اعتقادى إلى ان العملية الانتخابية إلى الآن وبعد قيام الثورة تدار بنفس طريقة الحزب الوطنى المنحل فمن يملك اموالا وقدرات تنظيمية أكثر يستطيع ان يأكل كعكة البرلمان. واضاف انهم إذا كانوا يعايرون شباب الثورة بأنهم لم يحصلوا على اى مكاسب فى الانتخابات فان هذا يرجع لعدم خبرتهم السياسية أو امتلاكهم القدرات التنظيمية والمالية التى تمتلكها الاحزاب الاسلامية..
اما عن آمالة فى بداية العام الثانى للثورة، فاشار السكرى انه يتمنى استمرار روح الثورة فى قلوب المصريين، وان يأتى اليوم الذى نرى فيه الثوار فى الصدارة ليحققوا آمالهم واحلامهم التى قاموا من اجلها بالثورة، ويتمنى ايضاً ان تحصل اسر الشهداء ومصابو الثورة على حقوقهم خلال العام الحالى وان ينتخب رئيس جمهورية ثورى بالمعنى الفعلى للكلمة يريد الخير والرفعة لهذه البلاد لتتبوأ مصر المكانة التى تستحقها..
فى الوقت نفسه أكد أشرف خيرى نائب رئيس حزب الثورة المصرية ان ثورة يناير قد ضلت طريقها فى كثير من اهدافها، فالثورة تحتفل بالعيد الأول لها ومازال كل شئ فى مصر لم يتغير باستثناء تنحية رئيس الجمهورية ولم تحقق الثورة الأهداف التى قامت من أجلها..
وأضاف خيرى ان الثورة تحتفل بعيد ميلادها وهناك أياد كثيرة تحاول ان تقوم بأحداث تجعل الشعب المصرى يكره كل ما حدث بعد الثورة، نحتفل بعيد ميلادها الأول وقد استغل الكثيرون الثورة واستثمروها لتحقيق مصالحهم الشخصية أو الحزبية، وهناك كثيرون يطالبون بمطالب فئوية دون ان يدركوا المعنى الحقيقى للثورة التى هى إعادة بناء للوطن على نحو أفضل ونحن لم نبدأ أولى خطوات هذا البناء على الرغم من اننا نحتفل بأول اعياد الثورة..
وأكد خيرى أن الايجابية التى يراها فى الثورة هى توعية الشعب المصرى بأنه يمكنه أن يغير نظامه الفاسد والمستبد مهما كانت قوته بالارادة الشعبية وهذه هى الايجابية الوحيدة التى تحققت من الثورة حتى الان للاسف، اما عن السلبيات فيمكن حصرها فى غياب الامن وتوقف عجلة الانتاج والاضرار بالاقتصاد المصرى ولكن هذا ليس ذنب الثورة أو الثوار ولكنها ثقافة فى اننا لم نستطع حتى الان ان نستغل الثورة بالشكل الصحيح، كذلك عندما تتم الانتخابات بدون ان يسبقها وضع الدستور ينتج عنها اعضاء مجلس شعب يحمل بعضهم شهادات محو اميه فكيف يستطيع هؤلاء الاعضاء اختيار لجنة وضع الدستور او مناقشة هذا الدستور عند عرضه عليهم بعد ذلك؟، وكيف لهؤلاء الاعضاء سن القوانين أو مراقبة الحكومة ومناقشة الميزانية؟..
وشدد خيرى على ان الثورة تم سرقتها من قبل اصحاب المصالح الحزبية الذى وضعوا هدفهم الاساسى فى الوصول للسلطة دون اى اعتبارات لمصلحة الشعب..
من جهتة، أكد الناشط مينا فهمى ان التاريخ سيتوقف طويلاً امام ثورة 25 يناير ليسجل أروع مشهد رآه العالم حيث ظهر معدن المواطن المصرى الحقيقى الذى رفض الظلم والاستعباد والتوريث ونجح فى اسقاط نظام كان يحكم بالحديد والنار وان دل ذلك على شئ فهو أكبر دليل على قوة الشعب المصرى العظيم الذى فاجأ العالم كله بثورة سلمية ولم يقبل اى وصايه» من الخارج على ثورته أو وطنيته وغيرته على بلده..
واضاف فهمى انه من الطبيعى ان تمر اى ثورة بثلاث مراحل تبدأ باسقاط النظام ثم التطهير واخيراً البناء ومن المؤسف اننا مازالنا فى أول مرحلة فقط على الرغم من مرور عام كامل على بداية الثورة، فلم يشعر المواطن البسيط حتى الان بمكاسب الثورة خاصة انه لن ينشغل بالمكاسب السياسية مثل التيارات والاحزاب السياسية ولكن سينصب اهتمامه على المكاسب الاقتصادية التى لم تظهر حتى الان وبالتالى يجب ان يتوازى مع المكاسب السياسية اصلاحات اقتصادية واجتماعية حتى يشعر المواطن بمكتسبات الثورة التى منحت الشعب الحرية وجعلته سيد قراره بعد ان كان مجلس شعب الحزب الديمقراطى هو سيد قراره إبان النظام السابق، وكذلك من الايجابيات ظهور جيل جديد من الشباب يعمل بالسياسة خاصة ان المواطن المصرى فى العهد البائد كان بعيدا كل البعد عن السياسة، حيث إن العمل السياسى وقتها كان محظورا عملياً طالما كان الشخص بعيداً عن الحزب الوطنى، ولذلك عانى كثير من النشطاء فى ظل النظام البائد من الاضطهادات والاعتقالات..
وشدد فهمى على أن الانقسام الذى شق صفوف المجتمع المصرى ما بين مؤيد ومعارض لن ينتهى الا إذا وضعنا مصلحة البلاد العليا فوق مصلحة الأشخاص والتيارات والأحزاب، فلابد ان ننتقل من العراك السياسى إلى بناء دولة ديمقراطية حقيقية يتم فيها تمثيل كل تيارات المجتمع..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.