جنبلاط ونصر الله أعلن نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن الأمين العام للحزب حسن نصر الله، والزعيم الدرزى النائب وليد جنبلاط، قررا فى اللقاء الأخير الذى جمعهما، أن تجرى عملية مصالحة شاملة بين حزب الله والحزب التقدمى الاشتراكي، الذى يرأسه جنبلاط، وبين مكونات كل منهما فى وسطه الطائفي، أى بين الشيعة والدروز بشكل عام كبيئتين حاضنتين لهذين الحزبين. وقال قاسم "هذا الاتفاق بنى على قاعدتين، الأولى أن تسرى المصالحة من الأعلى إلى كل المكونات، لذا كانت الزيارات المكثفة بين الطرفين، إذ ليس هناك ما نختلف عليه بعد حسم المسار السياسى المتشابه بقواعده العامة. والقاعدة الثانية أننا مستعدون أن نطوى الصفحة السابقة بكاملها من دون سؤال أو حساب بعد العتب الذى جرى، على قاعدة أن نرى كيف يمكن أن نسير معا فى هذه المرحلة الجديدة". وكانت العلاقات الدرزية الشيعية قد شهدت توترا منذ أن اختار جنبلاط فك تحالفه مع سورية، قبل اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريرى فى عام 2005، وبدأ بتوجيه الانتقادات إلى "حزب الله"، ثم تدهورت العلاقات بين الرجلين، والطائفتين، بعد اغتيال الحريرى وانضمام جنبلاط إلى قوى "14 آذار". وكان جنبلاط قد اختار قبل الانتخابات النيابية عام 2005 الاقتراب من حزب الله، وشارك فى احتفالات الحزب فى الجنوب، قبل أن ينقلب عليه مجددا، متوعدا ب"انتزاع صواريخهم"، ووصلت الأمور بين نصر الله وجنبلاط إلى الخط الأحمر فى عام 2006، مع صدور القرارين الشهيرين لمجلس الوزراء، باعتبار شبكة اتصالات حزب الله غير شرعية، وإقالة مدير جهاز أمن المطار المقرب من الحزب، وقد اتهم الحزب جنبلاط بالوقوف وراء القرارين، واستعمل حينها نصر الله تعبير "حكومة السيد وليد جنبلاط" للإشارة إلى حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وخرج للمرة الأولى عن تحفظه إزاء جنبلاط، الذى اختار الحزب عدم توجيه كلام سلبى مباشر له خلال الأزمات. وبعد أيام على صدور القرار، ومع بدء العملية العسكرية ل"المعارضة" فى بيروت، تحركت وحدات من حزب الله نحو الجبل، معقل الدروز، فى تهديد مباشر باقتحامه من جهة الضاحية الجنوبية من الساحل، ومن جبال الباروك من جهة البقاع، ومن قلب الجبل فى قريتى كيفون والقماطية الشيعيتين. عندها اختار جنبلاط إتباع سياسة الاحتواء مع الحزب، وفوض النائب الدرزى طلال أرسلان، المقرب من حزب الله، التفاوض مع الحزب وصولا إلى المصالحة النهائية. وقال نائب الأمين العام لحزب الله، إن "حزب الله سيكرر المصالحات مع قوى أخرى مستعدة لذلك، وهذا يثبت أننا كحزب لا نبحث عن خصومة، فكلما استطعنا أن نبنى اتفاقات وتفاهمات وتعاون فى هذا البلد فنحن حاضرون، على قاعدة ثوابتنا وقناعاتنا، التى نعلنها أمام الرأى العام، ونحن لن نتخلى عن هذه القناعات لأنها لمصلحة لبنان".