الرئيس حسم الجدل ولكن بقي الخلاف تعيش مصر هذه الأيام مرحلة غير مسبوقة من تاريخها المجتمعي والديني، فى أعقاب وصول تيارات السياسية المتأسلمة إلى قمة السلطة فى مصر، حيث أدي غياب الكثير من رموز تلك التيارات عن المشهد السياسي، لعقود طويلة ماضية، إلي فقدانهم الاتزان وتأرجحهم فى الفتاوي الصادرة عن المشايخ منهم، إلى حد بات المصريون فى حيرة، من يُصدقون ومن يُكذبون؟؟؟ بل وازدادت الحيرة بشأن الكثير من أمور حياتهم اليومية، وأصبح السؤال المتواتر على ألسنتهم: هل الأمر الفلاني حلال أم حرام؟؟؟ وقد تسببت فتاوي من طراز "اكذبي علي زوجك وصوتي لصالح "نعم" للدستور ... الأهرام أصنام ولابد من هدمها ... إمكانية زواج المرأة حتى لو كان عمرها سنتين ... تحريم تحية علَم مصر ... تحريم معارضة الرئيس "باعتباره أمير المؤمنين" ... تحريم ثم تحليل الاقتراض من صندوق النقد الدولي ... تحريم الانضمام لحزب "الدستور" ... وأخيرا: تحريم تهنئة شركاء الوطن من أقباط مصر بعيد الميلاد المجيد. وعند هذه نتوقف قليلا، لنرصد مدي خطورة صعود تيارات السياسية المتأسلمة "إخوا – سلفيين" إلى سدة الحكم من الأصل، لما لذلك من خطورة شديدة على التماسك المجتمعي، لبلد ثنائي العقيدة، كمصر. حيث وفي حين شارك خيرت الشاطر – القيادي الإخواني ومستشار الرئيس مرسي السياسي – فى إصدار فتوي عما تسمي ب"الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح"، وتفيد بتحريم تهنئة أقباط مصر بأعياد الميلاد، جنبا إلى جنب ومشايخ الفتنة المشاهير أمثال ياسر برهامي والإرهابي حازم صلاح أبو إسماعيل........ نجد أن شقيقه فى الجماعة، د. محمد مرسي – رئيس الجمهورية، ومعه كل من شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، ومفتي الجمهورية د. على جمعة، قد أفتوا – عمليا بوجوب تهنئة أقباط مصر فى أعيادهم. وشهدنا جميعا كيف توجه الرئيس وقائد القوات المسلحة المصرية وغيرهم من قيادات المؤسسات الكبري فى الدولة، إلى البابا والأقباط المصريين بالتهنئة وحضور ممثلين عنهم لاحتفالاتهم بأعياد الميلاد. السؤال الآن: إلى متي يستمر التخبط فى الفتاوي، بين هؤلاء وهؤلاء، من رموز تيار السياسة المتأسلمة، بما يغرق المصريين فى بحر من الحيرة فى أبسط أمور دينهم؟ الإجابة عند الشعب الذي اختار هؤلاء الرموز من بين غيرهم، ربما لأنه لم يجد خيرا فى غيرهم، وذلك قد يكون فقط ... إلى حين.