الثانية بعد منتصف الليل، هدوء يطبق على منطقة كفر طهرمس بحي بولاق الدكرور. الغالبية يستعدون لتناول وجبة السحور لخامس أيام الشهر الكريم إلا أن صرخات صدرت من شقة "إنجي وأدهم" بدتت كل شئ. منذ 4 سنوات تقدم "أدهم" لخطبة "إنجي" الفتاة التي وجد فيها نموذجًا جيدا لزوجة وأم لأطفاله بحكم علاقة الجيرة التي تربطهما. كللت مساعي "أدهم" بالنجاح، عُقد قران الاثنين تلاه حفل زفاف حضره الأهل والأحباب وسط أمنيات بحياة زوجية سعيدة يسودها الحب والتفاهم. رُزق الزوجان بمولودتهما "ملك" -تبلغ من العمر 3 سنوات حاليا- وشقيقتها الصغرى "فريدة" ذات الستة أشهر إلا أن أفعال الزوج غير المسؤولة لم تتغير رغم حمله لقب "أب". بات الزوج أسير المواد المخدرة التي ينفق كل أموالها لشرائها من أجل لحظات سعادة واهية سرعان ما تنتهي ليعود إلى واقع مرير صنعه بكلتا يديه. سئمت الزوجة أفعال زوجها وعدم إنفاقه على المنزل وفشله في توفير احتياجات طفلتيه فراحت تشكو حالها إلى والدها الذي كان يمنحها الأموال بصفة مستمرة "خدي الفلوس دي علشان تجيبي حاجة لنفسك والعيال". مؤخرًا منح الأب ابنته ألف جنيه وهاتف جديد "هاتي اللي نفسك فيه انت وبناتك الدنيا رمضان" لكن زوجها لم يترك الأمر يمر مرور الكرام. طلب "أدهم" من زوجته أن تمنحه المال لكنها رفضت "مش هتاخد حاجة.. الفلوس دي هنجيب بيها حاجات رمضان مش علشان تشتري بيها مخدرات" لينتهي الأمر بجثة الزوجة في ظروف غامضة. وتقول ابنة عم الضحية إنهم فوجئوا باتصال هاتفي من زوج "إنجي" أخبرهم خلاله "تعالوا شوفوها وأنا شانقها" مشيرة إلى أنهم سرعوا إلى شقتها ووجدوها معلقة بمشنقة أعدت بماسورة الغاز فنقلوها إلى مستشفى قصر العيني لكن الطبيب أخبرهم "دي ميتة مخنوقة من ساعتين". وتضيف "إسراء" في اتصال هاتفي لمصراوي، أن الطفلة "ملك" كشفت كواليس ما حدث، وأنها ورت لهم امام ضباط المباحث تفاصيل الفاجعة "بابا كان بيضرب ماما.. خنقها بإيده وعلقها في ماسورة الغاز". وتشير ابنة عم المجني عليها إلى أن الأهالي طاردوا الزوج -المتهم- وتمكنوا من ضبطه ومنحوه وصلة ضرب كادت أن تودي بحياته "لولا الشرطة جت كان هيموت في إيد الناس" توضح "إسراء" أن الزوج دائم تعاطي المخدرات خاصة مخدري الإستروكس والهيروين، مؤكدة "مكنش بيصرف جنيه على البيت.. فلوسه كلها على المخدرات". وعن رواية الزوج بأن زوجته تخلصت من حياتها شنقا نفت ابنة عمها ذلك "الطفلة ملك شافت كل حاجة وهي دلوقتي في النيابة علشان يسمعوا أقوالها" مع التحفظ على الزوج على ذمة التحقيقات.
