في مثل هذا اليوم 27 مارس من العام الماضي، توفي الفنان الكوميديان الكبير جورج سيدهم، بعد صراع مع المرض، عن عُمر ناهز ال82 عامًا، تاركًا إرثًا فنيًا كبيرًا لدى محبيه في مصر والوطن العربي. وعُرف الفنان الراحل، بخفة ظله، وكان أحد أعضاء فرقة "ثلاثي أضواء المسرح"، ويمتلك العديد من الأعمال السينمائية والمسرحية، منها: "البعض يذهب للمأذون مرتين"، "30 يوم في السجن"، "أشجع رجل في العالم"، "الشقة من حق الزوجة"، "فرقة المرح"، المجانين التلاتة"، مسرحية "المتزوجون"، ومسرحية "موسيقى في الحي الشرقي". نرصد لكم حكايات عن حياته في الذكرى الأولي لوفاته في التقرير التالي: نشأته وُلد الفنان الراحل في عام 1938 في مدينة جرجا بمحافظة سوهاج، ودرس في كلية الزراعة، وكون مع صديقيه سمير غانم والضيف أحمد فرقة ثلاثي أضواء المسرح، وبدأ حياته الفنية في بداية الستينيات، وسبقها ترأسه فرقة المسرح بكلية الزراعة خلال فترة دراسته الجامعية. سرًا عن ولادته قال الفنان جورج سيدهم ببرنامج "اثنين على الهواء"، إنه وُلد كأنه ميت، لأن ولادته كانت عثرة، وولد صامتًا دون حراك، فظنت (الداية) أنه ميت، ووضعته تحت الفراش، ثم دخلت إحدى الجارات إلى الغرفة، ولما علمت بالأمر، قامت الجارة بشق بصلة، ومررتها تحت أنفه، فصرخ. المسرح القومي لم يقدم جورج سيدهم، أعمالا على خشبة المسرح القومي إلا عام 1994، قبل ابتعاده عن العمل الفني ب 3 سنوات فقط. نظرته للزواج كان جورج سيدهم غير مُعترف بمنظومة الزواج، ويرى أنه منظومة فاشلة، وتزوج في عُمر ال53 عاما من الصيدلانية ليندا. وقال الفنان سمير غانم ببرنامج"شيخ الحارة"، إن جورج سيدهم، كان لا يعترف بالزواج نهائيًا وكان يطلق عليه "النظام الفاشل". سبب جلطته قال الفنان سمير غانم، ببرنامج "شيخ الحارة"، إن صديقه الفنان جورج سيدهم أُصيب بجلطة شديدة ونُقل إلى أحد مستشفيات مدينة نصر، وأن السبب يرجع إلى صدمته في شقيقه "أمير" الذي أخذ أموال الفرقة التي كان يعمل بها، وهاجر إلى أمريكا بجميع الأموال، مضيفا أن جورج كان له طرق ممتعة على المسرح مختلفة عن أي فرد آخر. مكتشف دلال عبد العزيز قالت الفنانة دلال عبد العزيز إنها كانت تحلم بأن تصبح فنانة مثل فاتن حمامة، مشيرةً إلى أن جورج سيدهم قدمها للمخرج حسن عبدالسلام وسمير غانم في مسرحية "أهلاً يا دكتور"، وأن جورج رفض أن يتوسط لها لأن الفن ليس بالواسطة، وأن سمير غانم اقتنع بها في مشهد على المسرح انطلقت منه. إرتباط اسمه بالبيض في"المتزوجون" تحدث الفنان جورج سيدهم ببرنامج "استوديو 85"، عن مشهد تناوله للبيض في مسرحية "المتزوجون" أحد أبرز المشاهد التي أثارت جدلًا حينها، قائلاً: "يوم تصوير المسرحية جيبنا بيض حقيقي، أول وثاني يوم كنت بأكل بيض حقيقي، وثالث يوم جالي تسمم". وأضاف: "قولتلهم لأ.. مش علشان مسرحية أروح فيها، ويومها الممثلة شافت الجماهير بتضحك وأنا كنت هفطس فعلا وعمالة تزق في البيض.. أنا مروحتش بلد عربي، غير لما يقولوا إزاي كلت البيض، بيمسكوني في الشارع ويسألوني البيض اللي كلته في مسرحية المتزوجون كام بيضة، ويتراهنوا مع بعض، اللي يقولي 15 واللي يقول 10، و12، وفيه البعض قالوا لأ ده مش بيض، فاكرني حاوي". قصة تأسيس فرقة ثلاثي أضواء المسرح روى الكوميديان الراحل جورج سيدهم، قصة تأسيس فرقة ثلاثي أضواء المسرح بعد نكسة يونيو 1967، ببرنامج "لسه فاكر" على التليفزيون المصري: "مسرحية حواديت بداية فرقة ثلاثي أضواء المسرح، بعد النكسة كانت حالة البلد وحشة أوي مفيش مسارح ومفيش برامج كوميدي في التليفزيون، جت ساعتها الجنونة جنونتي مع أستاذ محمد سالم الله يرحمه مخرج تليفزيوني كبير، وكان الرابع بتاع الثلاثي والخامس كان الشاعر الغنائي الله يرحمه حسين السيد". وتابع: "قلتله هنقعد كده قالي: لأ.. لازم نفكر في حاجة، وبعدها قررت أروح إسكندرية اقعد يومين، وقابلت بالصدفة محافظ الإسكندرية قالي عدي عليا، رحت له وقعدت معاه وقالي متعملوا فرقة وتعرضوا في الإسكندرية، استغربت قلتله الدنيا ضلمة هنعرض إزاي، قالي مالكش دعوة انت هديلك مسرح ببلاش في الشاطبي، وهخلي بتوع غرفة تنشيط السياحة يدوك إعانة في اليوم كذا، وقال إنه هيعمل كل التسهيلات". وأشار إلى أن المحافظ زاد من قيمة الدعم اليومي ليصبح 30 جنيهاً بدلا من 15 جنيها، وبدأ في الإتصال بكل من الشاعر حسين السيد والكاتب يوسف عوف، وتم تأجير معهد خاص بالرقص لعمل البروفات، والاتفاق مع الفنانة نجلاء فتحي لتكون بطلة العرض لكنها اعتذرت لأنها لم تجد نصا واضحًا، وبدأوا في التفكير في كتابة مسرحية من فصل واحد وبعد ذلك خرجت من فصلين "حواديت". وأضاف "أغلى تذكرة كانت 58 قرش، وعملنا دعاية عشان نخلي الناس تخرج من بيوتها، كان عندي عربية كبيرة أوي عملت بيها دعاية، كنت مشتريها من الرياسة كان بيطلع بيها الريس جمال عبدالناصر في التشريفة، حسيت بعظمتها واشتريتها، كان بيركب فيها مش أقل من 18 واحد". جاءت المفاجأة، ففي اليوم الأول لافتتاح العرض، ومع شعور جورج وباقي الفرقة بالقلق من عدم استجابة الناس والنزول لمشاهدة العرض في ظل ظروف البلد الصعبة، ذهب ليسأل عن الحال في شباك التذاكر وكم تذكرة بيعت، يحكي "أول يوم حطيت إيدي على قلبي ورحت اسأل قالولي مفيش ولا تذكرة فاضلة لمدة أسبوع قدام، مكنتش مصدق ودي كانت بداية فرقة ثلاثي أضواء المسرح والناس استقبلونا استقبال غير عادي". موقف تعرض له في الأسانسير كشف جورج سيدهم ببرنامج "استوديو 85" على التليفزيون المصري، عن موقف تعرض له في "الأسانسير"، قائلًا: " الأسانسير اتعطل بيا بين التاسع والعاشر، مع مذيعة وعامل الأسانسير، وكانت الساعة 8 ومحدش موجود، قلت هعمل إيه هخبط على الزراير كلها أو اتصل بالتليفون، فالعامل قالي التليفون بايظ، ولا فيه جرس حتى". وتابع: "بدأت المذيعة تتوتر وقالت للعامل مادام أنت عارف إن الحاجات دي بايظه بتركب ليه، فقولتلها اهدي يامدام، قالتي أهدى إيه وأنت مريح قلتلها أعمل إيه يعني، إحنا في مبنى حكومي وأكيد هيلاقوا الأسانسير عطلان وهيتصرفوا ولو ما نورش أو اشتغل دلوقتي هيبقى الصباح رباح، وإحنا قاعدين مع بعض"، مضيفًا: "الست انفعلت جدا وفضلت تصوت وتقول أصل أنت معندكش أهل وولادي مستنيين في البيت، قلتلها طيب هعمل إيه إحنا قاعدين في حتة صاج فنلطف الجو لحد ما ربنا يكرمنا". آخر أعماله كان آخر ظهور فني لجورج سيدهم في مسلسل"بوابة الحلواني" عام 1997، وفوازيز "الحلو مايكملش"، اللذين عرضا في رمضان 1997.
