تعرضت بعض مناطق الخرطوم وعدد من ولايات شمال السودان لهجوم من قبل آفات "الدودة الجياشة"، المعروفة في العديد من الدول الإفريقية باسم "دودة الحشد الخريفية" التي تدمر المحاصيل الزراعية. وقال الدكتور ممدوح السباعي مدير الإدارة المركزية للمكافحة بوزارة الزراعة، في تصريحات ل"مصراوي"، الثلاثاء، إن الدودة الجياشة تبعد عن الحدود المصرية ما يقرب من 300 كم، منوهًا إلى وضع الوزارة خطة مكافحة قادرة للحد من خطورة الآفة. وأشار إلى أن الوزارة اتخذت جميع الإجراءات الوقائية للحد من خطورة الآفة ومنع دخولها مصر وذلك نشر المصائد علي المناطق الحدودية بأسوان في مناطق كوم امبو ادفو وأبوسنبل وغيرها من المناطق لجذب الحشرة والقضاء عليها، لافتًا إلى أن خطورتها تتمثل فى التغذي على كافة أنواع المحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى تغذيتها على الحشائش. وتابع: "المصائد الضوئية المنتشرة على حدودنا مع السودان تعمل على جذب كافة الحشرات ونقوم بتحليلها للتأكد من دخول الآفة إلي الأراضي المصرية من عدمه بالإضافة إلي عقد ندوات تعريفية للمزارعين لتعريفهم بالحشرة"، مؤكدًا لم نتلق أية شكاوى تفيد تعرض المحاصيل الزراعية لإصابات نتيجة لهجوم تلك الحشرة. في السياق ذاته، طالب الدكتور عصام عجمي أستاذ المكافحة البيولوجية بكلية الزراعة جامعة القاهرة، ضرورة فرض إجراءات حجرية مشددة في جميع المنافذ الحدودية لمنع دخول تلك الحشرة إلي مصر الأمر الذي يهدد مصر بخسارة اقتصادية كبيرة لما قد تتعرض له المحاصيل الزراعية من أضرار. وأكد عجمي، ضرورة أن تعتمد وزارة الزراعة برنامج مكافحة متكامل للحد من خطورتها وذلك باستخدام الفيرمونات وكذلك الأعداء الطبيعية والمبيدات لمنع انتشارها في المحافظات الأخرى وعدم الاعتماد علي طريق واحد لمكافحتها، لافتًا إلى ضرورة عقد الندوات التثقيفية بكافة المحافظات لتعريف المزارعين بخطورتها بما يساهم في مقاومتها والقضاء عليها. يأتي ذلك في الوقت الذي أعربت مصادر مطلعة بوزارة الزراعة عن قلقها من فشل الإجراءات التي قد تتخذها وزارة الزراعة لمكافحة الآفة، ناعيه ذلك إلى سوابق الوزارة في التعامل مع الآفات الجديد التي تهاجم مصر مثل فشلها في القضاء علي آفة "التوتا أبسليوتا" التي تسببت في تدمير محصول الطماطم وكذلك فشلها في الحد من خطورة "سوسة النخيل" و"ذبابة الفاكهة"، التي كلفت مصر خسائر ضخمة لعدم القدرة علي التصدير ورفض العديد من الشحنات المصدرة نتيجة للإصابة بها. ووفقًا لتقارير صادرة عن منظمة "الفاو" فإن الحشرة اكتشفت للمرة الأولى لأول في وسط وغرب أفريقيا أوائل عام 2016 في طور اليرقة، تسبب في أضرارا للمحاصيل، وتتغذى على أكثر من 80 نوعا من النباتات، ووفقًا للتقارير فإنها تتمكن من الطيران لمسافة تصل إلى 100 كم يوميا بالإضافة إلى أنها تضع من 1000 إلى 2000 بيضة. ونصت التقارير على أن الدودة تتغذى على محاصيل الذرة الشامية والرفيعة، وكذلك محصول القمح وبعض الخضروات.
