"القصب القصب حلاوته السنة ديه يا واد".. بعدما كان فلاحو الأقصر يتغنون بالكلمات السابقة ابتهاجًا بدخول موسم كسر قصب السكر خلال فصل الشتاء من كل عام، يواجه مزارعو القصب بمحافظة الأقصر العديد من المشكلات التي تهدد زراعة هذا المحصول الاستراتيجي، لعل أبرزها ارتفاع تكلفة الإنتاج، حيث يطالب المزارعون قبل شهر من بدء حصاد المحصول وتوريده إلى المصانع، برفع سعر توريد طن القصب ل1000 جنيه بدلاً من السعر الحالي 620 جنيهًا للطن. وتبلغ المساحة المزروعة بمحصول القصب 62189 فدانًا، من إجمالي المساحة المزروعة بمحافظة الأقصر 144733 فدان بينما تبلغ المساحة المزروعة بمحصول الذرة الشامية 22791 فدانًا، في الوقت الذي تبلغ فيها مساحة محصول القمح 43911 فدانًا، في مقابل 5 آلاف فدان طماطم و4 آلاف فدان موز. يقول عبدالستار الخليلي – مزارع: "إن الزيادات المتتالية في أسعار الأسمدة والوقود وكافة المستلزمات الزراعية ضاعفت من معاناة الفلاحين". يضيف الخليلي: "رغم أن الحكومة وافقت الموسم الماضي علي زيادة توريد طن قصب السكر للمصانع إلى 620 جنيهًا للطن بدلا من 500 جنيه، غير أن هذه الزيادة لم تعد كافية في ظل استمرار ارتفاع الأسعار". وأكد أن ارتفاع تكلفة إنتاج زراعة قصب السكر، قد يدفع بالكثير من المزارعين إلى زراعة محاصيل أكثر ربحًا، كالخضروات والحبوب، أو الاستعانة بالآلات الخاصة بزراعة وحصاد قصب السكر التي تحد من الاعتماد على العمالة اليدوية مرتفعة الكلفة. ويتفق شحات علي، مزارع، مع الخليلي في ضرورة رفع سعر طن القصب ليفي بتكاليف زراعته وتحقيق هامش ربح يعين المزارعين على المعيشة: "القصب مبقاش يجيب همه.. كل حاجة زادت الضعف.. يا ريت الحكومة تبص لنا شوية". ويرى 4 أحمد حسن، مزارع، أن السعر العادل لطن قصب السكر في ظل ارتفاع تكاليف إنتاج الزراعة والحصاد والنقل لمصانع السكر هو: 1000 جنيه للطن. يضيف حسن: "حتى وإن افترضنا أن أسعار مستلزمات زراعة القصب لم تزد فإن أعباء المعيشة وارتفاع أسعار كافة السلع الأساسية جعلت المزارع في حاجة لزيادة هامش الربح حتى يفي بمتطلبات أسرته فكيف يستقيم الحال والوضع هكذا".
