أسعار اللحوم والأسماك والبيض اليوم 10 يونيو    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. 10 يونيو    فون دير لاين تعرب عن ثقتها من إعادة انتخابها لولاية أخرى    لأول مرة مقاتلات أوكرانية تضرب عمق المناطق الروسية    ما هو مجلس الحرب الإسرائيلي الذي انسحب منه جانتس وآيزنكوت؟    لجان الثانوية العامة تستقبل أسئلة الامتحانات وتأمين كامل لصناديق نقلها    شاومينج يتحدى التعليم ويزعم تسريب امتحانات التربية الدينية والوطنية    لميس الحديدي: رحلتي لم تكن سهلة بل مليئة بالتحديات خاصة في مجتمع ذكوري    تعرف على ما يُستحب عند زيارة النبي صلى الله عليه وسلم    الفلسطيني أمير العملة يتوج بذهبية بطولة العالم بلعبة "المواي تاي"    تراجع أسعار النفط لثاني جلسة على التوالي في تعاملات اليوم    ضياء رشوان: الرئيس السيسي يضع عينيه على المستقبل    واشنطن تدعو مجلس الأمن إلى التصويت على مشروع قرار يدعم مقترح الهدنة في غزة    نشرة ال«توك شو» من «المصري اليوم»: رئيس «اتصالات النواب» يزف بشرى سارة عن مكالمات التسويق العقاري.. وعمرو أديب عن مدرس الجيولوجيا: «حصل على مليون و200 ألف في ليلة المراجعة»    ترامب يطالب بايدن بالخضوع لاختبارات القدرات العقلية والكشف عن المخدرات    تصفيات مؤهلة لكأس العالم.. جدول مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة    واشنطن تدعو مجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار يدعم مقترح الهدنة فى غزة    تركي آل الشيخ يعلن مفاجأة عن فيلم ولاد رزق ويوجه رسالة لعمرو أديب    "سياحة الشيوخ" توصي بضرورة تفعيل المنتج السياحي "العمرة بلس"    الزمالك: شيكابالا أسطورة لنا وهو الأكثر تحقيقًا للبطولات    الكشف على 1346 مواطنا خلال قافلة طبية مجانية بقرية قراقص بالبحيرة    خالد البلشي: تحسين الوضع المهني للصحفيين ضرورة.. ونحتاج تدخل الدولة لزيادة الأجور    البابا تواضروس يصلي عشية عيد القديس الأنبا أبرآم بديره بالفيوم    الحكم على طعون شيري هانم وابنتها على حبسهما 5 سنوات.. اليوم    «لا تنخدعوا».. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم في مصر (موجة حارة شديدة قادمة)    «كنت مرعوبة».. الفنانة هلا السعيد عن واقعة «سائق أوبر»: «خوفت يتعدي عليا» (خاص)    أمر ملكى سعودي باستضافة 1000 حاج من ذوى شهداء ومصابى غزة    "ده ولا شيكابالا".. عمرو أديب يعلق على فيديو مراجعة الجيولوجيا: "فين وزارة التعليم"    دعوة للإفراج عن الصحفيين ومشاركي مظاهرات تأييد فلسطين قبل عيد الأضحى    ضمن فعاليات "سيني جونة في O West".. محمد حفظي يتحدث عن الإنتاج السينمائي المشترك    ضياء رشوان ل قصواء الخلالي: لولا دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية لسُحقنا    المنوفية في 10 سنوات.. 30 مليار جنيه استثمارات خلال 2014/2023    هؤلاء غير مستحب لهم صوم يوم عرفة.. الإفتاء توضح    عند الإحرام والطواف والسعي.. 8 سنن في الحج يوضحها علي جمعة    دعاء رابع ليالي العشر من ذي الحجة.. «اللهم اهدني فيمن هديت»    ميدو: مباراة بوركينا فاسو نقطة تحول في مسيرة حسام حسن مع المنتخب    وصفة سحرية للتخلص من الدهون المتراكمة بفروة الرأس    عددهم 10 ملايين، تركيا تفرض حجرًا صحيًا على مناطق بالجنوب بسبب الكلاب    النسبة التقديرية للإقبال في انتخابات الاتحاد الأوروبي تقترب من 51%    برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في القاهرة والمحافظات (رابط متاح للاستعلام)    تحرير 36 محضرا وضبط 272.5 كيلو أغذية منتهية الصلاحية بمدينة دهب    عمر جابر يكشف كواليس حديثه مع لاعبي الزمالك قبل نهائي الكونفدرالية    بمساحة 3908 فدان.. محافظ جنوب سيناء يعتمد المخطط التفصيلي للمنطقة الصناعية بأبو زنيمة    المستشار محمود فوزي: أداء القاهرة الإخبارية مهني والصوت المصري حاضر دائما    حلو الكلام.. إنَّني أرقص دائمًا    مقتل مزارع على يد ابن عمه بالفيوم بسبب الخلاف على بناء سور    رئيس منظمة مكافحة المنشطات: رمضان صبحى ما زال يخضع للتحقيق حتى الآن    عمر جابر: سنفعل كل ما بوسعنا للتتويج بالدوري    اتحاد الكرة يكشف تطورات أزمة مستحقات فيتوريا    تعرف على فضل مكة المكرمة وسبب تسميتها ب«أم القرى»    "صحة الشيوخ" توصي بوضع ضوابط وظيفية محددة لخريجي كليات العلوم الصحية    نقيب الصحفيين: نحتاج زيادة البدل من 20 إلى 25% والقيمة ليست كبيرة    القطاع الديني بالشركة المتحدة يوضح المميزات الجديدة لتطبيق "مصر قرآن كريم"    عوض تاج الدين: الجينوم المصرى مشروع عملاق يدعمه الرئيس السيسى بشكل كبير    مصر في 24 ساعة| لميس الحديدي: أصيبت بالسرطان منذ 10 سنوات.. وأحمد موسى يكشف ملامح الحكومة الجديدة    لميس الحديدي تكشف تفاصيل تهديدها بالقتل في عهد الإخوان    شعبة الدواجن: حرارة الجو السبب في ارتفاع أسعارها الأيام الماضية    محافظ المنوفية يفتتح أعمال تطوير النصب التذكاري بالباحور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



''مصراوي'' ينشر قصة حياة المتهم باغتصاب ''رضيعة البامبرز'' (تحقيق خاص)
نشر في مصراوي يوم 01 - 05 - 2017

بعد ساعات قليلة، تتجه أنظار الرأي العام صوب محكمة جنايات المنصورة، حيث تعقد ثاني جلسات محاكمة المتهم باغتصاب "رضيعة البامبرز" فى الثانى من مايو الجارى، وكانت أولى جلسات المحاكمة عقدت في 4 إبريل الماضي،,خلال الجلسة اعترف المتهم باختطاف الطفلة التي لم تتجاوز سنتين العامين من أمام منزلها واغتصابها داخل "عشة".
يحتوى التحقيق على روايات قد تكون صادمة، غير أن مصراوى ينشرها لكونها ضرورية فى رسم الصورة الكاملة للظروف والأحداث التى انتهت بالمتهم إلى ارتكاب جريمته.
"مصراوي" انتقل إلى قريتي "ميت زنقر" و"دملاش" بالدقهلية، فى محاولة رسم صورة لشخصية المتهم "إبراهيم محمود الرفاعي" صاحب ال 35 عامًا.
من منزل الضحية "جنى" بدملاش التابعة لمركز بلقاس، بدأت رحلة بحثنا، حيث استقبلتنا السيدة "نهى"، والدة الضحية، دخلنا من بوابة حديدية إلى بلكونة واسعة مغلقة بأسياخ حديدية من جميع جوانبها، في أحد أركانها انزوت الضحية البالغة من العمر " 18 شهرا " ، وما إن لمحت غريبا، اختبأت خلف جلباب والدتها في خوف تسترق النظر إلينا، بينما أخذت أمها تهدئ من روعها.
بعد أن اطمأنت الطفلة قليلاً، تحركت ببطء، واستندت إلى البوابة تنظر من خلال فتحاتها نحو الشارع، يكسو وجهها الحزن والاجهاد، تقول "نهى" إن طفلتها ترتفع درجة حرارتها كثيراً لإجرائها عددا من العمليات فى الأعضاء التناسلية "السخونية مبتسبهاش"، وتضيف أنهم ما زالوا في صدمة إلى الآن وينتظرون حكم القضاء.
تصمت قليلاً، وتقول إن المتهم كان يبدو لهم شخصًا طبيعيًا قبل ارتكابه الواقعة "مشفناش منه حاجة وحشة قبل الموضوع ده"، وتضيف أنه كان ينظر إلى الأرض دائمًا إذا مر بنسوة "كان يوطي في الأرض لو لقانا قاعدين، كنا نقول عليه محترم".
"معملتش حاجة يا ولاد ستين كلب"
على بعد أمتار من منزل الرضيعة، جلست "إلهام" و"رجاء" الشاهدتان الأولى والثانية في القضية داخل منزليهما، تتذكران المشهد جيدا، وتقولان إنه كان مأساويًا، ترويان أنهما هرولتا نحوه بعد اكتشاف فعلته. "قعدت أخبط على رجلي وأقوله منك لله يا إبراهيم عملت إيه في البت" تقول "إلهام".
وتضيف أنهما فوجئتا بالمتهم يحمل عصا خشبية طويلة، وأخذ يسبهما بصوت عال "معملتش حاجة يا ولاد ستين كلب"، تستنكر "رجاء" رد فعله وثباته رغم جريمته "كان واقف يشتمنا ولا اتهز ولا نزل دمعة واحدة".
تشير "إلهام" إلى أن دم الرضيعة كان يظهر بوضوح على ملابسه الداخلية التي ظهر جزءا منها، بينما يقف بثبات متأهبًا للدفاع عن نفسه حال اعتدائهم بالضرب عليه، بحسب "رجاء"، قبل أن يفر هاربًا "طلع يجري وطفش".
قبل 8 سنوات انتقلت أسرة "إبراهيم" إلى "دملاش" بعد فترة من قتله طالبا بالمرحلة الإعدادية بميت زنقر، وحكم عليه بالسجن 14 سنة، خرج بعد نصف المدة "حسن سير وسلوك"، بحسب أوراق القضية رقم 34321 لسنة 2006 جنايات طلخا والتي تقول إن جريمته "ضرب أفضى إلى موت"، وبعد خروجه انتقل للعيش معهم.
الابن يشتهى والدته
قصص تحرش المتهم بمحارمه تتردد على لسان معظم أهالي "دملاش"، منهم "إلهام" جارة المتهم، فتقول إنها بدأت بتحرشه بوالدته بعد فترة من انتقالهم للقرية وبعد طلاقه من زوجته الأولى التي انقطعت أخبارها بعد ذلك، وأن والدته أخبرتها بأفعاله وطلبت نصيحتها بحكم الجيرة "قالتلي كان بيحسس على رجلي وهو قاعد جنبي".
"قولتلها اضربيه، قوليله عيب كده، حرام أنا والدتك مينفعشي" تقول "إلهام" عن انفعالها على والدته لأنها رأت رد فعلها متراخيا لا يناسب سلوك نجلها، وتضيف أنها نصحتها بتزويجه فوراً لإشباع رغباته الجنسية، وأنها سعت بنفسها في ارتباطه من زوجته الثانية.
وتحكى "رجاء" الشاهدة الأولى في القضية وزوجها "صلاح" أنه عاد مرة أخرى للتحرش بوالدته، ويؤكد "حسين" الرواية فيقول إنه تجرأ ذات مرة وطلب من والده أن يتقاسم معه معاشرة والدته "كان بيقوله انت ليلة وأنا ليلة"، وأن والده لم يردعه عن سلوكه الشاذ لخوفه منه بعدما طعنه في ظهره بالسكين.
بعد فترة وجيزة من طلاق "إبراهيم" للمرة الثانية تزوج شقيقه الثاني، تقول "رجاء" إنه بدأ يتحرش بزوجة شقيقه عندما كانت تساعد والدته في شؤون المنزل، وتضيف أن آخر مرة كانت أكثرهم فجاجة "فضل يحسس على جسمها وكان عاوز يهجم عليها"، فهرولت إلى شقتها وأخبرت زوجها بعد عودته وطلب منها تجنب الذهاب إلى حجرة والدته تمامًا، وتشير إلى أن زوجة شقيقه الأصغر حذت حذوها قبل أن تتعامل معه.
يقول "محمد" جاره وزوج الشاهدة الثانية بالقضية إنه تقدم بعدها لخطبة عدة فتيات إلا أنهن رفضن لسوء سمعته، وفي إحدى المرات تشاجر مع والده للسعي في تزويجه وعندما أخبره برفض من تقدم لهن اعتدى عليه بسلاح أبيض "ضرب أبوه بسكينة في ضهره".
بدايات الهوس الجنسي
يقول الأهالي إن "إبراهيم" اتجه للهوس الجنسي وبدأ يتحرش بالنساء بشكل فج قبل 3 سنوات، بعد طلاقه الأخير ورفض طليقته العودة إليه رغم وساطة البعض وفشله في الزواج من أخرى "بقت مشعشعة في دماغه حكاية الحريم دي" يقول "حسين"، ويضيف "محمد"، أنه تشاجر مع والده ليسعي في أمر تزويجه وعندما أخبره برفض من تقدم لهن اعتدى عليه بسلاح أبيض "ضرب أبوه بسكينة في ضهره".
يروي "صلاح" أن المتهم خلال الفترة الأخيرة بدأ يقف صباحًا أمام كوبري "ميت زنقر" ينظر للسيدات ويتفحصهن خلال استقلالهن سيارات الأجرة، ويشير إلى خوف أهل القرية من معاتبته وإثنائه عن ذلك خوفًا منه لعلمهم بجرائمه وحادثة القتل الشهيرة.
وتروي "محاسن" واقعة تهجمه على عدد من النساء، منهن قريبتها وتدعى "رشا" حيث تتبعها أكثر من مرة خلال ذهابها لعملها في الصباح، وفي المرة الأخيرة حاول الاعتداء عليها، فاستغاثت بالأهالي الذين أنقذوها من بين يديه وانهالوا عليه ضربًا بالعصي.
ويقول شباب بميت زنقر إنه فى الفترة الأخيرة كان يرتكب أفعالا غير أخلاقية، فأحيانًا كان يؤدى بيديه إشارات بذيئة للنساء، وأخذ يستقل سيارات الأجرة ويتحرش بالفتيات، حتى عرف عنه ذلك فبدأ السائقون يرفضون ركوبه معهم "الناس فاض بيها، ومعدش حد بيرضى يركبه".
وتضيف "ثريا" إنه كان يتطرق للأحاديث الجنسية خلال جلساته مع الرجال، وتشير إلى سؤال أحدهم له بعد زواجه الثاني كيف يتعامل معها خلال علاقتهم الخاصة وهي سمراء وليست جميلة، ليجيب مازحًا "بغطي وشها عشان ما أشوفهاش".
تزوج مرتين.. وجيرانه: "كان هيتجنن عشان يخلف" وكثيراً ما يداعب أطفال شقيقه
تزوج المتهم مرتين، الأولى وقت إقامته فى ميت زنقر التابعة لمركز طلخا، وعنها تقول "ثريا" زوجة عمه إنها كانت فتاة شديدة الجمال من قرية بالدقهلية تسمى "دياسط"، وتضيف أنه طلقها بعد 15 يومًا فقط ولم يعلموا الأسباب تحديداً، إلا أنه عاملها بعنف شديد "كان بيجيب حبل الغسيل يخنقها، وكسر دراعها ولما راح يوديها مستشفى مرضيش يدفعلها في الميكروباص".
أما زوجته الثانية فكانت تدعى "صباح" وتكبره بأكثر من 10 سنوات وطلقها منذ 5 سنوات، بحسب روايات الجيران، ويضيفون أنه كان سعيداً للغاية في بداية زواجه وانتظم في عمل يومى على غير عادته، وأن زوجته كانت تساعده ويعملان معًا بالأجرة في حصاد محصول القمح فى أراضى القرية.
وتقول "إلهام" إن "صباح" كانت سعيدة أكثر منه لكونه يصغرها بسنوات وشكله مهندم وطريقة حديثه جيدة، وتقول إنها كانت تشتري ملابس مثل العرائس صغيرات السن، وكانت تريها لها فتمازحها "عيني باردة عليكي" فتضحك وتقول "أنا ليا بركة إلا إبراهيم".
ظلت حياة "إبراهيم" مستقرة لشهور بعد زواجه، بحسب الأهالي، لكنه بدأ الشجار مع أهله وزوجته والتعدي عليهم لرغبته في الانجاب "كان هيتجنن عشان يخلف" تقول "إلهام"، وبعد مرور عام طلب من أبيه تزويجه بأخرى تجلب له المولود، إلا أنه رفض "قاله مفيش فلوس عشان نصرفها على جوازك وطلاقك"، فكان رده إحراق المنزل وهم بداخله، وأنقذهم الأهالي بأعجوبة.
يقول الجيران إنه كان يحب الأطفال الصغار ولذلك كانت لديه رغبة شديدة في الانجاب، وتشير "إلهام" و"رجاء" إلى أنهما كانتا تشاهدانه يحمل ابنة شقيقه على كتفه وهي طفلة في نفس عمر "جنى" وكذلك شقيقها الأصغر، وكان يتجول بهما فى شوارع القرية ويصطحبهما لشراء الحلوى من الدكان القريب منهم.
ويضيف "حسين" جار المتهم إن زوجته تركته وعادت إلى منزلها وطلبت الطلاق "قالت أنا مينفعش أعيش معاه ده ممكن يموتني"، ويسترسل : حكم عليه بالسجن 10 سنوات لإحراقه منزلهم، إلا أن والديه تنازلا عن حقهما أمام المحكمة فنال البراءة.
داخل منزل شديد التواضع فى وسط قرية "دملاش"، مكون من حجرتين، مسقوفتين بالقش تحيطهما جدران متهالكة، وقفت "صباح" طليقة المتهم الثانية تطعم عشرات القطط الضالة، ما إن سمعت باسمه حتى أخذت تصيح "أنا مليش دعوة بيه، إحنا متبريين منه"، قبل أن توصد باب حجرتها.
بشق الأنفس، وبعد محاولات مضنية، خرجت السيدة التي تخطت 50 سنة للتحدث معنا، تقول "صباح" إنها طلقت منه منذ 5 سنوات لأنه اعتاد سبها بأبشع الألفاظ بعد شهور من زواجهما لعدم إنجابها "كان بيشتمني، وبقى يقولي أنا عايز واحدة تخلف، عاوز أجيب عيل".
وتضيف السيدة التي ظهر شعرها الأشيب من أسفل "ايشارب" وزحفت التجاعيد على وجهها، أنه كان يعاملها جيداً في البداية وأنها كانت تنوي إكمال حياتها معه بعد طلاقها من زوجها الأول، قبل أن تدب المشاكل بينهما "كانت أكتر مشاكلنا على الخلفة، وبقى غلاط ويشتمني بأهلي عالفاضي والمليان".
تكمل "صباح" أنه بدأ الشجار مع والديه لتزويجه بأخرى لكي ينجب، غير أنهم رفضوا وطلبت منه والدته الذهاب للطبيب "قالتله روح حلل وشوف موضوع الخلفة ده"، وتضيف أنه رفض واعتدى عليها "فتح دماغ أمه" وجدد طلبه مرات قبل أن يجن جنونه ويحرق المنزل وهم بداخله لتهرب وتطلب الطلاق منه.
"كان عاقل زي أي راجل مش مجنون" تصف السيدة الخمسينية حاله في بداية زواجهما، وتضيف أن علاقتهما الجنسية كانت طبيعية مثل الأزواج "كنت بلبسله أحلى لبس في البيت" وأنه كان طيبًا معها في البداية ويعطيها ما يحصل عليه من عمله قبل أن يصبح شغله الشاغل انجاب طفل "اتغير وبقى طبعه وحش".
ملاك فى "دملاش" ومتحرش فى "ميت زنقر"
سلوك المتهم تجاه السيدات فى السنوات الأخيرة اختلف بين "دملاش" مكان سكنه الحالي و"ميت زنقر" قريته السابقة، بحسب روايات الأهالي فى القريتين. يقول الجيران ب "دملاش" إنه كان ينظر في الأرض إذا مر بنسوة، وتؤكد "رجاء" و"إلهام" الشاهدتان الأولى والثانية في القضية، كلام والدة الضحية.
واختلف الوضع تمامًا على بعد أمتار بميت زنقر المجاورة ل "دملاش"، فتقول "محاسن" القاطنة بأطراف "ميت زنقر" إن نظراته للنساء كانت غير مريحة "كان يجيب الحريم من فوقهم لتحتهم"، وأن السيدات كانت تخاف منه وتسرع لمنازلها فور رؤيته.
حيرة بين الجنون وسلامة العقل
أمام كوبري ميت زنقر، تجمع عدد من شباب القرية منهم أبناء عمومة إبراهيم.. "ده متخلف عقليًا من زمان" يصيح نجل عمه، لتنشب مشادات كلامية مع الحضور، ويتهمونه بأن حديثه سيضيع حق الطفلة الضحية، قبل أن يردف قائلاً إنه تزوج مرتين وقتل مرة وحرق منزله 3 مرات وتحرش بمئات السيدات، وأن أفراد عائلته يطالبون بإعدامه رغم أنه مريض نفسي.
بنبرة حادة، يلومه "سمير" أحد جيران "إبراهيم" القدامي نافيًا عنه المرض النفسي "مشفتش منه عبط كان بيقف يتكلم معايا كويس، واللي عمله ده عمايل واحد فاجر"، ويضيف "يعني كان بيروح يشتغل وعارف حقه وبيقبض كام وبيتعامل مع الناس مظبوط ..وعند دي أهبل!".
وتنفي "محاسن" عنه الجنون "ده متعرفيش تاخدي منه ربع جنيه"، وتروي موقفًا جمعها به وقت أزمة السكر، حيث كان يعمل "شيال" بمكتب تموين طلخا وطلبت منه شراء كيلو سكر، فأخبرها بأن ثمنه 10 جنيهات، وعندما فاوضته على شرائه ب 8 جنيهات فقط، أجابها بلهجة حازمة "هو سعره 10 يبقى تاخديه كده".
وتضيف أنه ترك العمل هناك بعدها بفترة قصيرة، وعندما سألته عن السبب أخبرها أنهم يعطونه أقل من جهده وأنهم بذلك يسرقونه "قالي أشيلهم حمولتين يدوني 50 جنيه بس، دول بيسرقوني".
يهوى مشاهدة المصارعة الحرة ويعتني بمظهره
يقول عدد من أبناء عمومته بقرية ميت زنقر، إنه تعرض في صغره للضرب بقسوة من والديه، ويشيرون إلى أنه تخطى الضرب من أجل التربية والتهذيب "كانوا بيضربوا فيه كتير، وضرب عن ضرب يفرق"، ويرى الدكتور أحمد عبدالله، أستاذ الطب النفسي أن الضرب والقسوة والعلاقة الهشة أو اللاعلاقة بين الطفل وأهله تساهم جداً في إظهار السلوك العنيف الذي يتطور بعد ذلك إلى ما يسمى بالشخصية ضد المجتمعية.
يقول "محمد عبدالعاطي" مدرس بالقرية وجار المتهم، إنه كان متفوقا بالمرحلة الابتدائية وكان طفلا طبيعيا، إلا أنه بدأ يتغير في المرحلة الإعدادية وظهر عليه السلوك العدواني، ويضيف صديقه "وائل" إنه خرج من الصف الثالث بالمرحلة الثانوية التجارية.
يقول "صلاح" إنه لم يكن اجتماعيا وليس لديه أصدقاء، ويضيف أنه كان يدخن ولم يكن يصلي بخلاف فترة قصيرة خلال تواجد شقيقيه اللذين كانا يصطحبانه للمسجد القريب وأنه انقطع مرة أخرى بعد سفرهما للسعودية.
"المصارعة الحرة" كان يفضل "إبراهيم" مشاهدتها بكثافة، بحسب طليقته الثانية، ويقول "حسين" إن المتهم كان مهندم الهيئة ويهتم بمظهره بخلاف أشقائه "كان أشيك واحد في إخواته وأحسن واحد بيلبس فيهم، ومكنش بيمشي مهمل في نفسه".
ويشير "حسين" إلى أنه كان يتنقل بين عدد من الأعمال، عمل فترة "شيال" بمستودع التموين بطلخا، وفترة أخرى بفرن العيش بالقرية، وعامل بمطعم، بجانب عمله "أرزقي" بالأراضي خلال حصاد المحاصيل.
طبيب نفسي: شخصيته سيكوباتية إجرامية.. ويجب فحص حالته وتوثيقها في علم نفس الإجرام
"كثير من تصرفاته وسلوكياته الظاهرة ملفتة للنظر وتنطبق عليها أعراض الشخصية السيكوباتية الإجرامية أو ما يعرف ب (ضد المجتمعية)" يقول الدكتور أحمد عبدالله، أستاذ الطب النفسي، ويضيف "لكن يظل الحكم عليه مرهونا بضرورة عرضه على لجنة من الأطباء النفسيين لتحليل شخصيته ومعرفة خلفيته وتكوينه النفسي".
"هي شخصية إجرامية، لا يطرف لها عين مع ارتكابها للجرائم، لا ترى إلا نفسها" يقول "عبدالله" عن الشخصية السيكوباتية، ويشير إلى أهمية البحث في العوامل التي تداخلت في تكوين تصرفاته، لأن سلوكياته الظاهرة هي مجرد نتائج او انعكاسات لتكوين معين.
"هذه الحالة ستكون مهمة وأساسية في علم نفس الإجرام" يقول "عبدالله"، ويضيف أن هذه الجريمة أصبحت قضية رأي عام وشديدة الأهمية ويمكن أن تكون إحدى القضايا التاريخية في مصر والعالم، فبصرف النظر عن طبيعة الحكم الذي يصدر، يجب فحصه بشكل دقيق وعدم الاندفاع لتشخيص معين لأنها حالة جديرة أن توثق نفسيًا واجتماعيًا، ودراسة حالته ستكشف معلومات كثيرة تهم المجتمع المصري، بحسب قوله.
"لا بد من مناظرة الحالة وجهًا لوجه" يشدد "عبدالله" على أنه لا يجوز تحليل أي شخصية أو إصدار تقرير بحالتها النفسية إلا بمقابلة شخصية معها وليس من خلال معلومات عنها فقط "أي حكم على شخصية لم يراها الطبيب بنفسه يعد تضليلا"، ويبدي استعداده ليكون واحداً من الفريق الطبي النفسي الذي يناظر حالة المتهم.
القضايا المحكوم فيها على "إبراهيم محمود إبراهيم الرفاعي"، المتهم باغتصاب "رضيعة البامبرز" بالدقهلية
قضية حريق عمد، رقمها 24615 لسنة 2012 جنايات بلقاس، حكم عليه ب10 سنوات، وتنازل والده عن القضية، والسبب شجار مع والده لرغبته في الزواج ورفض الأخير.
قضية ضرب أفضى إلى موت، رقمها 34321 لسنة 2006 جنايات طلخا، حكم ب14 سنة، قضى نصف المدة وخرج "حسن سير وسلوك"، والسبب مشاجرة مع طالب بالمرحلة الإعدادية فطعنه بآلة حادة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.