بدأ، اليوم الاثنين، 1500 أسير فلسطيني إضرابًا مفتوحًا عن الطعام في مختلف سجون الاحتلال الإسرائيلي، تحت عنوان "الحرية والكرامة". قصة بدأت عام 1948 عندما تم احتلال دولة فلسطين؛ لكن رموزها مازالوا صامدين وفي مقدمتهم "الأسير" الذي تم تخليد ذكراه منذ عام 1974 تحت مسمى "يوم الأسير" الذي يوافق 17 أبريل من كل عام، لكن الاحتلال الذي سلب الفلسطينيين أرضهم منذ 69 عامًا لم يتورع أن يسلب من السجناء حقوقهم ليصبحوا مجبرين على خوض معركة شرسة بأمعاء خالية هي كل ما تبقى لهم تحت في سجون الاحتلال. تحت عنوان "إضراب الكرامة" بدأ الأسرى إضرابًا؛ ليس الأول وربما لا يكون الأخير، وتوافق مع يوم الأسير. وللأسر قصة ولكل أسير رواية في بعض الأحيان يكون بطلها "أم الأسير". ويقبع في سجون الاحتلال 6500 أسير فلسطيني وفًا للجنة الإعلامية المنبثقة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، بينهم 57 امرأة و300 طفل، في 24 سجنًا ومركز توقيف وتحقيق، بحسب إحصائيات فلسطينية رسمية. وأقيمت فعاليات جماهيرية شارك فيها عشرات الآلاف في مراكز المدن الفلسطينية لإحياء "يوم الأسير الفلسطيني" لدعم الأسرى المضربين، كما وأقيمت فعاليات أخرى في العواصم العربية والأجنبية. لمزيد من التفاصيل.. اضغط هنا مطالب الأسرى يطالب الأسرى باستعادة الزيارات المقطوعة وانتظامها، وإنهاء سياسة الإهمال الطبي والعزل والاعتقال الإداري، والسماح بإدخال الكتب والصحف والقنوات الفضائية، إضافة إلى مطالب حياتية أخرى. رد الاحتلال رد الاحتلال الإسرائيلي باتخاذ إجراءات ضد الأسرى شملت حملة تنقلات للمضربين ولقيادات الإضراب التي كان أبرزها نقل الأسيرين مروان البرغوثي وكريم يونس من سجن "هداريم" إلى عزل "الجلمة"، ونقل 31 أسيرًا آخرين من سجن "ريمون" إلى سجن "نفحه"، إضافة إلى مصادرة ممتلكات الأسرى المضربين وملابسهم وتحويل غرفهم إلى زنازين منعزلة، ورفض استقبالهم في المستشفيات المدنية الإسرائيلية، وحجب وسائل التواصل مع العالم الخارجي. أحد أحرار العالم قال رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية، عيسى قراقع، إن الأسير مروان البرغوثي يقود إضراب الأسرى، مشيرًا إلى أنه يحظى بشعبية واسعة ليس لدى الأسرى وجماهير الشعب الفلسطيني وحسب، بل لدى مؤسسات حقوقية عالمية، وأصبح أحد أحرار العالم". البرغوثي، 59 عامًا، هو عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وصدرت عليه خمسة أحكام بالسجن المؤبد أمضى منها في السجن 15 عامًا حتى الآن. يوم الأسير ويتزامن بدء الإضراب عن الطعام هذا اليوم مع إحياء الفلسطينيين ليوم الأسير الفلسطيني، الذي يوافق 17 أبريل من كل عام ويتم الاحتفال به سنويا منذ عام 1974. وقال قدورة فارس، رئيس "نادي الأسير"، أن الإضراب جاء على ضوء استمرار حكومة الاحتلال بانتهاك حقوق الأسرى الأساسية وتجريدهم من صفتهم كأسرى حرية والتعامل معهم كمجرمين وارهابيين، مشيرًا إلى أن الإجراءات القمعية التي تتخذها السلطات الإسرائيلية في، اليوم الأول، من الإضراب، تشير إلى نوايا مبيّتة بقمع الإضراب وكسره". وأضاف فارس: "كان على السلطات الإسرائيلية أن تفتح الحوار والتفاوض مع المعتقلين لتحقيق مطالبهم ومعالجة الإشكاليات اليومية التي يواجهونها، بدلاً من الشروع في قمعهم وعزلهم"، وفقًا لصحيفة "ديلي صباح التركية". دعم دولي أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن مساندتها لقضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وقال الأمين العام للمنظمة الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، إن المنظمة تؤيد مطالب الأسرى الفلسطينيين وتعتزم مواصلة الجهود لتحقيق مطالبهم. لمزيد من التفاصيل.. اضغط هنا موقف إسرائيلي وأصدر وزير الأمن الداخلي بالحكومة الإسرائيلية جلعاد أردان، تعليمات بإقامة مشفى عسكري ميداني قبالة سجن النقب الصحراوي، لضمان عدم نقل الأسرى المضربين إلى المشافي المدنية. وقالت مصلحة سجون إسرائيل إنها لن تلبي مطالب الأسرى المضربين عن الطعام، مثل حرية زيارة الأهل، وهاتف عمومي للتواصل مع العالم الخارجي، وفقا لما ذكرت وكالة "معا" الفلسطينية. وتستخدم إسرائيل قانونا بريطانيا قديما يمكنها من احتجاز الفلسطينيين دون محاكمة لمدة تتراوح بين شهرين وستة شهور تكون قابلة للتجديد بحجة وجود "ملف سري" للمعتقل، وفقًا ل"سكاي نيوز". كيف يٌضرب الأسرى عن الطعام؟ يمتنع الأسرى - خلال الإضراب - عن تناول كافة أصناف وأشكال المواد الغذائية الموجودة في متناولهم باستثناء الماء وقليل من الملح، وهي خطوة نادراً ما يلجئون إليها، إذ إنها تعتبر الخطوة الأخطر والأقسى التي يلجأ إليها المعتقل؛ لما يترتب عليها من مخاطر جسيمة - جسدية ونفسية. ويلجأ الأسرى الفلسطينيون عادة إلى مثل هذه الخطوة فقط بعد نفاد كافة الخطوات النضالية الأخرى، وعدم الاستجابة لمطالبهم عبر الحوار المفتوح بين سلطات السجون واللجنة النضالية التي تمثل الأسرى الفلسطينيين، وفقًا لموقع "العربية نت". "أم الأسير" تتحدث ل"بي بي سي" نجاة الأغا، "أم أسير" فلسطيني من غزة تروي ل"بي بي سي" معاناتها بسبب رفض السلطات الإسرائيلية طلبها لزيارته منذ عشرة أشهر، وذلك في يوم يبدأ فيه الأسرى إضرابًا بالتزامن مع احتفالات "يوم الأسير". شعب في سجون الاحتلال تشير إحصائيات رسمية إلى أن قرابة 20 % من الشعب الفلسطيني قد دخل سجون الاحتلال، وفقًا لموقع "عرب 21". وأقر المجلس الوطني الفلسطيني عام 1974 يوم السابع عشر أبريل، يوما وطنيا للوفاء للأسرى الفلسطينيين وتضحياتهم، ومنذ ذلك التاريخ يتم إحياء هذا اليوم من كل عام، حيثُ يحييه الشعب الفلسطيني في فلسطين والشتات سنويا، وفقًا للموقع. تاريخ الأسرى تم تسجيل نحو مليون حالة اعتقال منذ النكبة عام 1948، وتعتبر قضية الأسرى الفلسطينيين ركنا أساسيا من أركان القضية الفلسطينية، وكانت سنوات انتفاضة الحجارة الفلسطينية التي انطلقت عام 1987، وسنوات انتفاضة الأقصى التي انطلقت عام 2000، من أصعب المراحل التاريخية، التي تعرض الشعب الفلسطيني خلالها لعمليات اعتقال عشوائية طالت مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، ومن كافة فئاته، وفقًا للموقع. صور يوم الأسير رصدت وكالة الأنباء الفرنسية صورًا لمسيرات فلسطينية في "يوم الأسير" تطالب بدعم مطالبهم وتعتبرهم رمزًا لصمود الشعب الفلسطيني، في غزة وفي الضفة الغربية، وتظهر بعض الصور أطفالًا يرفعون علامات النصر وآخرون يحملون صور ذويهم الأسرى، بينما يرفعون آخرون صورة مروان البرغوثي، الذي يمثل رمزًا لأسرى فلسطين.
