تصوير- أحمد طرانة : شن الدكتور رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع، هجوما لاذعا على حكومة المهندس شريف إسماعيل ومجلس النواب الحالي، وقال، في حوار مع "مصراوي" إن غالبية النواب لا خبرة لهم، ولديهم مفاهيم خاطئة عن صلاحيات النائب ويحتاجون إلى تدريبهم على قواعد العمل البرلماني، مضيفا: تخصص الدكتور علي عبد العال في العمل التشريعي لا يعني أنه مؤهل لرئاسة البرلمان، و"أنصحه بتناول مهدئ قبل الجلسات". وتطرق "السعيد" خلال الحوار للعديد من القضايا الخارجية والداخلية، ورأى أن الوزراء يخدعون الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدا أن "السيسي سيفوز بالطبع إذا رشح نفسه مجددا، لأنه مازال يتمتع بقدر من القبول ولا يوجد منافسين له"، وإلى نص الحوار: - هل ترى أن البرلمان الحالي يعبر عن طموحات وآمال الشعب المصري؟ لا، لأسباب هي أن علم السياسة والبرلمانات، يقول إن هناك ما يقرب من 60% من النواب يأتون من البرلمان السابق، وبالتالي يكون هناك نوعا من التواصل في الفكر ونقل للخبرة، لكن المشكلة في البرلمان الحالي أن غالبية النواب جدد ولا خبرة لهم. - هل كان يحتاج بعض نواب البرلمان الحالي الي التدريب على العمل البرلماني؟ نعم، لأن الكثير منهم لديهم مفاهيم خاطئة عن صلاحيات النائب، فيتصور بعضهم أنهم يمتلكون الأرض ومن عليها، ويطالبون بمطالب تخالف لائحة البرلمان نفسه، وشاهدنا جميعا النائبة التي ذهبت لتخرج أحد أقاربها من قسم شرطة رغم ارتكابه جريمة. - هل يحتاج البرلمان إلى حزب أغلبية؟ داخل البرلمان الحالي حزب لديه 65 نائبا، ولا يستطيع أن يفعل شيئا، لذلك البرلمان يحتاج لنواب يدركون جيدا قواعد العمل البرلماني. - ما هو تعليقك على إسقاط عضوية النائب محمد أنور السادات؟ أعتقد أن عملية إسقاط العضوية تمت بطريقة تحمل قدرا من الاستسهال، وأرى أن ترويع النواب بهذا الشكل يعبر عن الاستهتار بمكانة النائب. - لماذا يتهمك البعض بأنك كنت دائما تتبع سياسة الأسقف المنخفضة في المعارضة داخل البرلمان؟ الأسقف المنخفضة هي فكرة فلسفية، وهي أن تقوم برفع شعار معين، ولكن إذا لم تتجاوب معه الجماهير، أو تغيرت الظروف فتقوم بتخفيض مطالبك المعلنة، ولا يشترط أن تخفض مع مطالبك هذه مواقفك الاستراتيجية، لذلك من يوجه لي ذلك الأمر على أنه اتهام لا يفهم فلسفة من الأساس. معظم نواب البرلمان بلا خبرة ويحتاجون تدريب - ما تعليقك على أداء الدكتور علي عبد العال في إدارة العمل البرلماني؟ تخصص الدكتور علي عبد العال في العمل التشريعي ليس له علاقة بأن يكون رئيسا لمجلس النواب، فرئيس المجلس يجب أن يكون سياسيا متمرسا ولدية خبرة في إدارة الجلسات، لذلك فهو مثل المجلس تنقصه الخبرة، وأنصحه بتناول مهدئات قبل دخول الجلسات. - ما هو رأيك في أداء الرئيس السيسي؟ لا شك انه نجح في السياسة الخارجية، ولكن في الداخلية نقل كل اهتمامه إلي تلقين الوزراء واجبتهم، وابتعد عن التواصل مع القيادات السياسية والمعارضة، واعتقد أنه كان الأجدر به الاستماع لبعض السياسيين. - هل أداء الحكومة تسبب في فقدان الرئيس جزءا من شعبيته؟ لا شك أن أداء الحكومة وتصرفاتها الخاطئة تسببت في افتقاده لبعض الشعبية التي كان قد اكتسبها في 30 يونيو. - هل سيجد الرئيس السيسي نفس التأييد، إذا رشح نفسه لفترة رئاسية ثانية؟ طبعا.. إذا رشح نفسه سيفوز لأنه مازال يتمتع بقدر من القبول ولا يوجد منافسين له، ومشكلته أنه يعتقد أنه من الحرام أن يأخذ من الأغنياء بعض ما كسبوه من خلال اجراءات قانونية، رغم أن القران قال "وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم". - لماذا تقول إن الحكومة تخدع الرئيس؟ لأن هذه حقيقة، فدائما يحدث الوزراء الرئيس السيسي عن نظريات علم الاقتصاد التي هي في حقيقة الأمر ليس لها علاقة بالسياسة، وهؤلاء غير مكترثين بالسياسة والمواطنين الفقراء، وما يتعرضون له من ضغوط معيشية. - من من الوزراء تراه أكثر ضررا للحكومة والمواطن؟ وزير الصحة، فهو ترك المشكلات التي تعاني منها المنظومة الصحية، وعلق الأمر على سياسة جمال عبد الناصر، ثم تراجع وأنكر ما قاله، وكان يجب أن يستقيل أو يعتذر. -لماذا يرفض رئيس الوزراء فرض التسعيرة الجبرية، لمواجهة الغلاء؟ لأنه يخضع لنصائح، ولا أريد أن أقول أوامر مليارديرات كبار التجار، ولا يعنيه أي شيء آخر، وأقترح أن يحدد تسعيرة جبرية ولو على أربع سلع من التي يعتمد عليها الفقراء في إطعام أبنائهم. "مبارك" في بداية حكمة قال "الكفن ملوش جيوب".. ولكن اتضح بعد ذلك أن له "جيوب" -في رأيك، لماذا تأخر إجراء انتخابات المحليات حتى الآن؟ أرى أن الحكومة لا تستطيع إدارة المحليات، وعليها أن تتركها للأجهزة الأمنية مرة أخرى لإدارتها، لضمان استبعاد الإخوان وغيرهم مما لا ترغب في مشاركتهم في العمل السياسي، وأعتقد أن انتخابات المحليات لن تنعقد. - الرقابة الإدارية ضبطت عشرات وقائع الرشوة والفساد، فكيف ترى أدائها؟ حقيقتاً يدهشني حجم الفساد والمرتشين، والمبالغ الضخمة التي تدفع رشاوى، ولكن اللجوء للرقابة الادارية يعني عدم الثقة في الأجهزة الأخرى ويعتبر بمثابة رسالة أن تلك الأجهزة، ومنها الشرطة والنيابة الإدارية، لا تقوم بدورها بشكل حيوي وفعال. - كيف ترى براءة الرئيس الأسبق حسني مبارك من تهمة قتل المتظاهرين؟ هذا حكم قضائي، ومبارك كشخص في بداية حكمة قال "الكفن ملوش جيوب"، ولكن اتضح بعد ذلك أن له "جيوب"، وذلك لأن أغلب التصرفات الخاطئة التي وقعت في عهده تنسب له. - لماذا لا يعمل الأزهر بشكل إيجابي على تجديد الخطاب الديني؟ لا يوجد ما يسمي بتجديد الخطاب الديني، وإنما يوجد "الفقه الجديد"، وهو ما يجب علي الأزهر أن يوجده الان بما يقدم مصالح البشر ويتناسب مع المستحدثات المجتمعية، ويتخلص من العبء القديم، وينقح كتبه المليئة بالخرافات والعك، وإن لم يفعل "يبقى مفيش فايدة". مراجعة الإخوان خدعة.. وعلى الأزهر تنقيح كتبه المليئة ب"الخرافات والعك" وإلا "يبقى مفيش فايدة" وأعتقد أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أكثر تقدما من هيئة كبار العلماء، ولكن الهيئة لها التأثير الأقوى. - كيف ترى ما أثُير خلال الأيام الماضية حول مراجعات شباب الإخوان؟ من المرجح أن تكون تلك المراجعات خدعة، وقديما في زمن عبد الناصر جمعني مع الإخوان سجن واحد، وعندما وجدوا أنه لا سبيل للخروج إلا تأييد عبد الناصر، فعل بعضهم ذلك فقط من أجل الخروج. - هل المشهد الحالي يعني أن جماعة الاخوان انتهت للأبد؟ لم تنته جماعة الإخوان لأنهم يطرحون فكرا، وإن لم يواجه ذلك الفكر بأقوى منه اقناعا وتأثيرا لن يتغير من الأمر شيئا، ودائما الحشائش الضارة هي الأكثر نموا من النافعة. - ما تعليقك على موقف الأردنية "ريما خلف" التي فضحت الأممالمتحدة وإسرائيل؟ موقف شجاع، لأنه كشفت الغطاء عن أشياء كثيرة تحدث، ومن قبل قال الدكتور بطرس غالي، السكرتير العام الأسبق للأمم المتحدة جزءًا من ذلك في مذكراته، حيث وصف الفترة التي قضاها في المنظمة بأنها: "خمسة سنوات في قفص زجاج". - ما تعليقك على المشاكل التي واجهت مصر مع دول بينها السعودية وقطر وتركيا وإثيوبيا؟ كل ذلك طبيعي، طالما قررنا المحافظة على كرامتنا، وأعتقد أن مشكلتنا مع السعودية يتم تسويتها الآن، وسيتم تأجيل البت في اتفاقية ترسيم الحدود حتى تهدأ الأجواء. -ما رأيك في السياسات الحالية والمستقبلية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه الشرق الأوسط؟ ليست الأفضل على الإطلاق، ولكن أعتقد أنها ستكون أفضل لنا بكثير من سياسات سلفه باراك أوباما. إلا أن هناك مواقف غير مطمئنة من ترامب، من بينها موقفة الأخير عندما تجاهل مصافحة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فهي رسالة أهان بها أوروبا. "السيسي" سيفوز بالطبع إذا رشح نفسه في انتخابات الرئاسة المقبلة - ما هي نقاط القوة الحقيقة التي يمكن أن تكتسب من خلالها مصر مكانتها في العالم الخارجي؟ دورها الحيوي والشجاع في مواجهة الإرهاب. - هل ترى أن اللقاء الأخير بين السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس بداية لحل الأزمة الفلسطينية؟ "أبو مازن" أخطأ عندما حاول التصرف منفردا، وتصور أنه يمكنه التوافق مع الجميع وقام بتعيين نائب له، لذلك هو الآن في وضع صعب جدا، واستطاع محمد دحلان أن يكون له مجموعة قوية في "غزة والضفة وداخل فتح نفسها"، وتسانده دول عربية ذات ثقل، لذلك أتصور أن موقف مصر سيكون إجبار ابو مازن على حل أزمته مع دحلان حتي لا تنقسم فتح.
