وقف "محسن علي" العامل بجهاز التجميل والنظافة داخل حلقة السمك يتساءل عن "سمك الشخرم"، أو كما يطلق عليه السوايسة "لقمة الفقير"، لكنه سرعان ما ترك السوق مبددة أحلامه بعد فشله في إضافة السمك إلى مائدة يوم الإجازة المنتظر من قبل أسرته، فقد ارتفع السعر إلى 20 جنيهًا للكيلو. ترك محسن السوق ولم يكن الأخير في هذا القرار بينما بقي الركود قابعًا فوق رؤوس البائعين في حلقة السمك الشهيرة خلف سوق الأنصاري. هجر الناس "سمك الشخرم" بعد أن فارق قدراتهم الشرائية ولم يعد "لقمة الفقير"، فالفسفور منخفض التكلفة الذي كان يباع بستة جنيهات للكيلو، طالته نار الأسعار فشوت بع "جيوب الغلابة". محمود شوقي "بائع" دافع عن أقرانه من صغار التجار قائلاً: "أصحاب المراكب رفعوا أسعار جميع أنواع الأسماك والقشريات البحرية والرخويات، دون تمييز بين الأنواع الشعبية التي يُقبل عليها المواطنين البسطاء والأنواع الفاخرة التي يتجاوز سعرها 100 جنيه للكيلو". ويضيف "شوقي": "سمك الكوشر يباع بسعر 60 جينهًا للكيلو والحريت بسعر 40 جنيهًا، أما الشعور صيد السنار فيباع بسعر 120 جنيهًا، والصغير صيد شباك الجر فيباع بسعر 40 جنيهًا بعد أن كان سعره يتراوح بين 15 و25 جنيهًا". هاني أبو محمد بائع آخر اشتكى ارتفاع الأسعار الأسماك وأضاف: "سمك القطة مثلاً قفز من 25 جنيهًا للكيلو إلى 50 جنيهًا، وهذا فضلاً عن الجمبري الذي يبدأ سعره حاليًا من 200 جنيه، ويزداد حسب الحجم والنوع". "قبل أشهر كنا نلجأ للأسماك هربًا من جنون أسعار اللحوم الحمراء والدواجن"، قال هاني فاضل "مدرس" أضاف: "هربنا في السابق من أسعار اللحوم والدواجن إلى الأسماك وكانت بمثابة الأكلة الشعبية للمواطنين إلى أين نهرب الآن بعد هذه الارتفاعات الجنونية في أسعار الأسماك؟". ويُرجع المهندس عمرو عمارة شيخ الصيادين في السويس ارتفاع أسعار الأسماك إلى عدة عوامل؛ أولها ارتفاع تكلفة معدات الصيد إذ زاد سعر كيلو الغزل 30 جنيهًا ليباع حاليًا بثمانين جنيهًا، وهذا فضلاً عن نقص المعروض في الأسواق من الأسماك بعد خفض فترات السروح بسبب الأحوال الجوية، وأيضًا ارتفاع تكلفة الأنواع المستوردة من الخارج ومنها الكالميري والحارت المجمد، والتي كان استيرادها يسد فجوة نقص المعروض. كما يشير عمارة أيضًا إلى انخفاض رحلات الصيد خارج خليج السويس، كون حصيلة الصيد لا تفي بمستلزمات ونفقات رحلة السروح والتي تستغرق شهرًا في البحر.
