ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن خطاب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي دافع خلاله عن موقف بلاده تجاه قرار الاستيطان في مجلس الأمن، فسره القادة الإسرائيليون بمثابة رصاصة الوداع التي تطلقها إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما في أسابيعها الأخيرة، لكن الخطاب بدا وكأنه يهدف أيضا إلى نقل رسالة لفريق الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب. وأضافت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس - أن كيري حدد المبادئ التي لطالما توافقت إلى حد كبير مع سياسة أمريكا، التي تهدف إلى أن تعيش إسرائيل إلى جانب دولة فلسطينية مستقلة، والتي تعتبر أن المستوطنات الإسرائيلية تشكل عائقا أمام عملية تحقيق السلام، فيما أشار ترامب إلى أنه سيدرس الخروج عن هذه المبادئ. ورأت أن قرار كيري بإلقاء خطاب شديد اللهجة حول الشرق الأوسط قبل ثلاثة أسابيع فقط من ترك منصبه، يعكس إحباط الكثيرين في إدارة أوباما حيال فشل جهود السلام، واتهامات إسرائيل وبعض حلفائها في واشنطن بأن أوباما لم يكن صديقا وفيا. ولفتت الصحيفة إلى أن أبعاد خطاب كيري تكشفت على خلفية مناقشة بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث بدا كل منهما وكأنه يسخر من نهج أوباما وأعربا عن تطلعهما إلى قرب بداية علاقاتهما الرسمية. وأشارت إلى تغريدة ترامب على صفحته على موقع "تويتر" للتواصل للاجتماعي قبل خطاب كيري، حيث كتب أنه يجب على إسرائيل أن "تظل قوية" حتى 20 يناير عندما يتولى مقاليد السلطة في الولاياتالمتحدة. واعتبرت خطاب كيري بمثابة تتويج لجهوده المستمرة لدفع عملية السلام، ولكنه في الوقت ذاته يمثل أيضا فترة عصيبة على نحو استثنائي في العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، على رأسها الضغائن الشخصية بين أوباما ونتنياهو، مشيرة إلى أن التوتر بلغ ذروته عندما ظهر نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكي- بدعوة من الجمهوريين- في مارس 2015 لمهاجمة الاتفاق النووي الدولي مع إيران، والذي يعتبره أوباما إحدى الركائز الأساسية في ولايته.
