قررن تحدي الظروف المعيشية الصعبة، بالنزول إلى سوق العمل، واجهن المتاعب ووقفن صامدات في وجه الزمن، 3 سيدات فيوميات، ضربن بكلام كل من انتقدهن عرض الحائط، وأصررن على توفير حياة كريمة لأسرهن، التقت بهن "ولاد البلد " في عيد الأم للتعرف على قصصهن. خلف "فرش" صغير عليه بعض الفاكهة تجلس صباح سعيد، 75 عامًا، بائعة بسوق البارودية، مرتدية "جلابية بوسط" وهو جلباب كان منتشرًا بريف الفيوم قديمًا، ولا زال عدد قليل من السيدات يحرصن على ارتدائه، بينما تغزو تجاعيد الزمن وجهها. تقول صباح: توفى زوجي وترك لي 6 من الأبناء فتاتين و4 أولاد، وتوفي أكبر أبنائي تاركًا لي 5 أبناء وزوجته، أعمل لكي أطعمهم وأطعم نفسي، مضيفة باعتزاز "الحمد لله مقدرني على الشغل".
وتتابع صباح بعنين دامعتين: أولادي لديهم أعمالهم وحياتهم التي تشغلهم، فكلهم يعملون باليومية، يتذكرونني من حين لآخر، ولكني لا أحب زيارتهم في منازلهم بسبب ردود أفعال زوجاتهم، "بتكسف أطلب من ولادي حاجة، حملهم تقيل ". على بعد عدة أمتار تجلس إلهام سيد، أمامها خبز بلدي مقسم إلى أرباع، حاملة ابنتها الصغيرة، عمرها لم يتخطى ال30 عامًا لكنها تظهر أكبر من ذلك بكثير، تقول إلهام: أعيش أنا وزوجي وأبنائي الأربعة، لدي ولدين وبنتين أكبرهم عمره 17 عامًا، ويعمل باليومية بالقاهرة، مضيفة بفرحة شديدة، "اتصل عليا الصبح وقالي كل سنة وإنتي طيبة" مكملة: إبني هو الهدية التي انتظرها دائمًا. وتردف إلهام: كل يومين أقوم بعمل الخبز وأأتي لبيعه لمشاركة زوجي في أعباء الحياة، فهو يعمل كسائق بإحدى الشركات، فحياتنا واحدة يجب أن نساند بعضنا كي نستطيع أن نعيشها. وفي أحد أركان السوق، تجد أم إبراهيم، بائعة زيتون، تعدى عمرها ال60 عامًا، تقول أم إبراهيم زوجي توفي منذ 5 أعوام، تاركًا لي 7 أبناء، منهم 4 بنات، تزوج أبنائي جميعًا إلا الولد الأصغر، وخرجت للعمل لكي أستطيع العيش. تتابع أم ابراهيم بناتي دائمات السؤال عني بسبب تفرغهن، ولكن أولادي لديهم ما يشغلهم وأنا أقدر ذلك، مضيفة: مسمحاهم عشان بيشقوا لمستقبلهم .