تضرر الكثير من المزارعين في قنا مؤخرا بعد احتراق 240 فدان قصب دون سبب معين، ويبقى الفاعل مجهول حتي الآن. ويرفض عمر عبدو، مزارع، ادعاء البعض بأن الجن هو من يحرق محاصيل القصب بمدينة قوص وقراها، ولا سيما قرى حجازة والعيايشا، ويضيف "الجن لا دخل له بالحريق بينما تلك إشاعات نرددها لإرضاء أنفسنا". ويرجع عمر أسباب الحريق إلى أن "المزارعين يقومون بحرق بواقي القصب المكسور فتمتد النيران بالخطأ لمزارع القصب المجاورة عبر الرياح، مما يؤدي لخسارة المزارعين لمساحات شاسعة من المحصول بالقري" . ويري أن هناك سبب آخر لحرائق القصب، ويوضح "هناك خلافات عائلية يقوم على إثرها أحدهم بحرق قصب الآخر"، منوهًا بأن سيارات الإطفاء لا تستطيع الوصول ليلًا إلى تلك الزراعات البعيدة لإخماد الحريق. ويقول "التشريعات الزراعية لا تخدم المزارعين فلا تعوض المزارع بأي تعويضات تقدر حجم خسارته الفادحة، والجمعية الزراعية ترد بأن المزارع هو من يحرق قصبه"، متسائلا: كيف يحرق المزارع قوته وقوت أسرته؟ كيف يخرب المزارع بيته ويحرق قصبه ويخسر نفسه... السنة الماضية أكلت النيرات محصولي وأرسلته للمصنع لكني خسرت نصف ثمن المحصول". المزارع يحرق محصوله بينما يقول أمير جاد الكريم، مزارع، إن المزارع هو المسؤول الوحيد عن حرق محصوله لعدم وجود عمالة لكسر المحصول، فالأجرة تكلف 60 جنيها من الساعة السابعة صباحًا حتي الساعة العاشرة صباحًا، وسعر العمالة أصبح مكلف جدًا، لذا يقوم المزارع بحرق المحصول في النهاية، فيخسر ألف جنيه أو أكثر بدلًا من تركه دون كسر". ويشير إلى أنه "فى الموسم أصبح حرق القصب كحرق قش الأرز بوجه بحري... هذا الشهر تم حرق ما يقرب من 30 فدانا فى قرية العيايشا، و50 فدانا في حجازة، و30 فدانا بقوص وشنهور". ظاهرة خطيرة وأوضح زكي سلام، مأمور مركز شرطة قوص، أنه يحرر محضرا للمزارع الذي يتهم آخرين في الحريق ويثبت من خلال التحريات أنه الفاعل، وتُعد هذه مخالفة بيئية يحكم فيها بالحبس 6 أشهر أو بغرامة مالية . ويضيف "حررنا في هذا الشهر 240 محضر حريق محصول القصب بمركز شرطة قوص ضد مجهول"، مؤكدًا على انتشار ظاهرة حرق المحصول، مشددا على ضرورة سرعة التخلص من تلك الظاهرة عن طريق تحرير المخالفات من قبل وزارة البيئة وتنفيذها من خلال وزارة الداخلية . سبب مجهول ويقول جاد الكريم علام، رئيس الجمعية الزراعية بقرية العيايشا، إن الجمعية لا تعرف سبب الحريق حتى الآن، ولكن عندما يبلغ أحد المزارعين الجمعية تقوم بمعاينة الحريق لتحليل نسبة السكر في المحصول لتحديد ميعاد الكسر. ويشير إلى أن المصنع يخصم للمزارع حسب كمية السكر الموجودة بالقصب، فيقل سعر الطن ويخسر المزارع، منوهًا بأنها ظاهرة تنتشر خلال كل موسم ويبقى الفاعل مجهول، والمزارعون يرفضون اتهام أحد من المواطنين. رد النقابة ويقول أحمد أبوالوفا، نقيب الفلاحين بقنا، إن المزارع لا يحرق قصبه على الإطلاق لأن ذلك يكلفه تكاليف مرتفعة ولكن الحرق بفعل فاعل "مجهول أو بدون قصد من قبل آخرين" . ويشير إلى أن المحصول لا يتأثر بالحريق ولكنه يتأثر إن استمر فترة طويلة دون كسر، حيث يؤدي ذلك لنقص نسبة السكريات به، وطالب مصنع السكر بقبول القصب المحروق قبل السليم.