في واقعة تتكرر مع بداية موسم كسر القصب في كل عام، اجتمع أهالي قرية المريس مساء أمس، الجمعة، على ألسنة النيران التي اشتعلت بزراعات القصب المجاورة لمنازلهم منذ بداية المساء وحتي الساعات الأولى من اليوم الثاني. فمن ناحيه تطلب الأمر من الأهالي اخماد النيران لمدة 5 ساعات متواصلة حتى لا تلحق النيران بالمنازل ولحين وصول سيارات الاطفاء، ومن ناحيه أخرى بات المزارعون يندبون حظهم لفقدانهم محصول القصب بعد أن انتهى الأمر بحريق أكثر من 30 فدان كاملة. يقول عبد الرحيم علم الدين "44 سنة - مزارع"، إن حريق القصب يتكرر كل عام ويلحق بنا خسائر فادحة، ويوضح أن أسباب الحريق الذي حدث بالأمس لم تتضح حتى الآن، ففى كل موسم يعرض بعض محصول القصب للحرق ولا نعرف من المسؤول عن ذلك، وهل هذا من قبيل الصدفة أم بفعل فاعل؟ ويتابع "المزارع أكثر المتضررين من حرق القصب لأن معظم المزارعين يعتمدون على الزراعة فقط، لا سيما زراعة القصب التي تستلزم الإنفاق على المحصول لمدة عام كامل طمعا في التحصل على ما دفعه المزارع طوال العام، حتى إن أغلب المزارعين يقترضون من الشركة للإنفاق على المحصول". فيما يقول خالد محمد "35 سنة"، أحد أهالي المريس، إن المنازل المجاورة لزراعات القصب تتعرض لخطرحقيقي وقد تتعرض للحرق أيضا بسبب أن حرائق القصب من الصعب السيطرة عليها أو إطفائها، ففي أغلب الأحيان تشتعل النيران بالمنازل ويتحول الأمر من حريق محصول إلى كارثة كبرى. ويقول حسن حمزة "50 سنة - مزارع"، إن هناك حوالي 100 فدان من زراعات القصب يتم حرقها أو أكثر بقرية المريس كل عام، فعلي سبيل المثال ليلة أمس تعرض حوالي 38 فدانا للحرق بالكامل، كما شهد العام الماضي حريق 75 فدانا كاملة، والقصة تتكرر كل عام، ولا نعرف من المسؤول عن ذلك؟ ويشير إلى أن "محصول القصب المحروق من المفترض أن يتم نقله إلى الشركة فور حرقه مباشرة، لكن أحيانا الشركة تماطل وتؤجل كسر المحصول المحروق، وبهذا لا نحصل حتى على نصف قيمة طن القصب، ناهيك عن أن محصول القصب يحتاج الى اهتمام كبير منا طوال العام ويكلفلنا الكثير فحرام أم حلال يضيع المحصول دون الاستفادة منه بأى شيء. ويوضح محمد عبدالرحيم "55 عاما - مزارع"، أن فدان القصب ينتج حوالي 60 طنن وسعر الطن 350 جنيها، ولكن بعد الحرق بالتأكيد يقل سعر الطن إلى اقل من النصف ليصبح 150 جنيها، أي أن المزارع لن يحصل حتى على ما أنفقه عليه طوال العام. ويرد المهندس محمد مكي، مدير مصنع سكر أرمنت، بقوله إن استلام القصب يتم بناء على خطة تعتمد على عمر القصب وموعد كسره العام الماضي، وكل مزارع له الخطة الخاصة به لاستلام المصنع محصوله. ويشير مدير مصنع سكر أرمنت إلى أن العام الماضي تم توريد كميات كبيرة من القصب المحروق إلى المصنع.