بتفكير ساخر، أبعد ما يكون عن الواقعية، أقرب إلى أفلام الخيال العلمي، أجرت منظمة "واتر إيد" البريطانية استطلاعًا حول نظرة المجتمع للرجال إذا اختبروا العادة الشهرية كما النساء. وطرحت السؤال: (هل تتخيّل ماذا ستكون نظرة المُجتمع حيال الدورة الشهرية - التي يعتبرونها وكأنها "وصمة عار" - إذا اقتصرت على الرجال دون النساء؟!)، على ألفيّ شخصًا، لاستنباط تصوّراتهم حول ما يمكن أن تكون عليه نظرة المجتمع للرجال إذا حدثت لهم تلك العادة الشهرية كما النساء، وفقًا لما ذكره موقع ‘Upworthy' الأمريكي. واعتقد ثُلث الأشخاص أن الرجال كانوا سيشعرون بفخر حينما تمر عليهم فترات الحيض، إلى الحد الذي يدفعهم لتبادل التهاني علنًا، فيما توقّع 8 من أصل 10 منهم أن تتلاشى متلازمة الخجل من تلك العادة، والتباهي بها علنًا باعتبارها علامة على "الرجولة". وتأتي تلك التصوّرات لتُناقض النظرة القاسية التي لا يزال يرمق بها المجتمع النساء خلال فترة الحيض، مُعتبرًا أنها بمثابة "وصمة عار". تقول الرئيسي التنفيذي للمُنظّمة، باربرا فروست: "تحدث الدورة الشهرية ل 800 مليون امرأة يوميًا، ولازلنا نعتبرها أمرًا مُحرجًا، لا يصِح الحديث بشأنه، بسبب المُعتقدات المُجتمعية الخاطئة عن الحيض، وإدراجه ضمن قائمة الأشياء القبيحة، الملوّثة، النجِسة، والنظر إلى الحائضات وكأنهن منبوذات". وأشارت فروست إلى ارتباط تلك النظرة بتسرّب الفتيات من التعليم، "عدم توافر مرافق للنظافة في بعض المدارس يمثل أحد الأسباب الرئيسية لتسرّب الفتيات الصغيرات من التعليم عند وصولهن سن البلوغ."
