دعا بابا الفاتيكان فرنسيس الأول، اليوم الأربعاء، الإنسانية جمعاء إلى إعادة الاتصال بالطبيعة لمكافحة الانقسامات والفقر اللذين وصفهما بالأرض الخصبة التي يترعرع فيها الإرهاب. جاء ذلك في كلمته أمام الرئيس الكيني كينياتا وغيره من المسؤولين البارزين في نيروبي في مستهل جولة أفريقية تستمر ستة أيام. وقال الحبر الأعظم: "إن هناك صلة واضحة بين حماية الطبيعة وبناء نظام اجتماعي عادل يكون فيه الجميع على قدم المساواة". وأضاف فرنسيس أن "تجديد علاقتنا بالطبيعة " سوف يساعد في تجديد المشاعر الإنسانية، داعيا إلى " التسامح مع الاخرين واحترامهم ". وقال البابا إن "التجارب أثبتت أن العنف والصراع والإرهاب تتغذى على الخوف وعدم الثقة والشعور باليأس الناجم عن الفقر والإحباط". وتشمل الجولة الأفريقية كينيا وأوغندا وجمهورية أفريقيا الوسطى. ومن المقرر، أن يقيم البابا قداسا في باحة جامعة نيروبي صباح غد الخميس أمام نحو نصف مليون شخص. ويزور البابا عقب ظهر غد المقر الرئيسي لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة، حيث يلقي خطابا حول موضوع المناخ، بحسب بيانات المتحدث باسم البابا في روما فيديريكو لومباردي. ويتفقد بابا الفاتيكان بعد غد الجمعة، حي كانجيمي الفقير في نيروبي، حيث يقطن حوالي 100 ألف شخص في مساحة ضيقة للغاية. وحث البابا في كلمته الحكومة الكينية على "إظهار اهتمام حقيقي باحتياجات الفقراء" في دولة يعيش ربع تعداد سكانها البالغ 45 مليون نسمه بدخل يعادل أقل من دولار في اليوم. وخلال زيارته لأفريقيا الوسطى، يعتزم بابا الفاتيكان الحث على التصالح بين المجموعات المتعادية. كما يعتزم البابا لقاء ممثلين من الجالية الإسلامية، وافتتاح بوابة مقدسة في كاتدرائية بانجي. تجدر الإشارة إلى أن جمهورية أفريقيا الوسطى، أحد أفقر دول العالم، تعاني منذ عام 2013 من نزاعات بين متمردين مسلمين وميليشيات مسيحية، والتي أدت حتى الآن إلى مقتل آلاف الأشخاص، وتشريد نحو 20% من المواطنين. وأعرب العديد من المحللين عن دهشتهم إزاء زيارة البابا لأفريقيا الوسطى، بسبب الأوضاع المتوترة هناك رغم وجود نحو 13 ألف جندي من الأممالمتحدة. تجدر الإشارة إلى أن هذه الجولة الخارجية الحادية عشر لفرنسيس منذ انتخابه لمنصب بابا الفاتيكان ربيع عام 2013 .