تسبب زلزال قوي ضرب منطقة نائية في سلسلة جبال هندوكوش بشمال أفغانستان، وشعر به السكان في كل من باكستان والهند، في مقتل العشرات، ومن بينهم 12 فتاة سحقن في تدافع أثناء محاولة الفرار من مدرستهن. وقالت ريما زبيري المتحدثة باسم الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في باكستان إن عدد القتلى ارتفع إلى 100 شخص، وتم تسجيل 90 بالمئة من الوفيات المبلغ عنها في إقليم خيبر باختونخوا شمال غربي البلاد. وقال مهتاب عباسي - حاكم اقليم خيبر بختونخوا، إنه من المتوقع أن يرتفع عدد الضحايا في الأيام المقبلة، حيث لا يزال من الصعب الوصول إلى العديد من المناطق بسبب الانهيارات الارضية. وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن الزلزال بلغت قوته 7ر7 درجة على مقياس ريختر ووقع في الساعة 1339 (0909 بتوقيت جرينتش) على عمق 213 كيلومترا تحت سطح الأرض. وقال مسؤولون أفغان إن قرى بأكملها دمرت وحذروا من أن عدد القتلى قد يرتفع بشكل ملحوظ، مع تدفق المعلومات عن مدى الخسائر في الأرواح والأضرار. من جانبه، قال الرئيس التنفيذي بأفغانستان عبد الله عبد الله إن حكومة كابول- على بعد 256 كم شمال شرق مركز الزلزال- أعلنت حالة الطوارئ. وأوضح أن الأقاليم الأفغانية التي كانت الأكثر تضررا هي بدخشان وتخار وكونار ونانجارهار وكذلك كابول. وتسبب الزلزال القوي في تدافع الطالبات بمدرسة بشمال أفغانستان مما أسفر عن مقتل 12 طالبة في التدافع. وقال حفيظ الله ساباي مدير مستشفى الصحة العام في إقليم تخار "لقيت الفتيات حتفهن نتيجة الذعر ومحاولة الهروب من المبنى، وأصيبت 39 طالبة أخريات". وأضاف أنه تم نقل الطالبات المصابات للمستشفى، ولكن لم يذكر أي تفاصيل حول حالتهن. في غضون ذلك، قال شاه والي أديب حاكم إقليم بدخشان إن تسعة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 20 آخرون، كما دمر الزلزال 1427 منزلا. وأعلن مسؤولون أن حكومة باكستان استدعت الجيش، وأعلنت حالة الطوارئ في المستشفيات. وأمر رئيس الوزراء نواز شريف الجيش بالبدء في عمليات الانقاذ في المناطق الواقعة بشمال وشمال غرب البلاد. وقالت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في العاصمة إسلام آباد إن حجم الدمار يمكن أن يكون أكبر من المعروف لدينا حاليا . وفي ألمانيا، قال عالم ألماني إن العمق الكبير للزلزال الذي ضرب سلسلة جبال هندوكوش في شمال شرقي أفغانستان اليوم، وهز باكستان والهند، تسبب في حماية المواطنين في المنطقة من عواقب أكثر شدة. وأوضح البروفيسور الألماني فردريك تيلمان من مركز أبحاث الجيولوجيا بمدينة بوتسدام الألمانية في تصريحات: "ما جعل (الزلزال) أقل حدة هو أنه عميق للغاية.. وهذا يعني أنه لم يتم الشعور به على نطاق أوسع". وأضاف أنه من المتوقع أن يقل معدل الضرر الناتج عن هذا الزلزال كثيرا عن نظيره الذي حدث في عام 2005 في كشمير، "حيث كان لدينا عشرات الآلاف من القتلى في نطاق مماثل".