لم تصنع الأكاديمية السويدية مفاجآة جديدة هذا العام بمنح جائزة نوبل للآداب للكاتبة والصحفية البيلاروسية سفيتلانا اليكسفيتش، والتي تردد اسمها بقوة في الأيام القليلة الماضية باعتبارها المرشح المرجح للفوز "بأم الجوائز الأدبية العالمية" التي غاب عنها العرب منذ 27 عاما. واعتبرت الأكاديمية السويدية المانحة لجوائز نوبل أن ابنة روسيا البيضاء سفيتلانا اليكسفيتش التي تجاوز عمرها ال67 عاما جديرة بالجائزة لكتاباتها التي تشكل صرحا إبداعيا يجسد المعاناة في عصرنا، فهي حسب إعلان رئيسة الأكاديمية السويدية سارا دانيوس "كاتبة استثنائية" وصاحبة "كتابات متعددة الأصوات تمثل معلما للمعاناة والشجاعة في زمننا". وإذ تبلغ القيمة المادية لجائزة نوبل للآداب ثمانية ملايين كرونة سويدية (مايعادل 972 ألف دولار أمريكي) فإن سفيتلانا اليكسفيتش تكون "السيدة رقم 14" التي تحصل على الجائزة عبر تاريخها المديد منذ بدايات القرن العشرين. وسفيتلانا اليكسفيتش ولدت يوم الحادي والثلاثين من شهر مايو عام 1948 في بلدة "إيفانو-فرانكوفسك" الأوكرانية فيما كان والدها البيلاروسي المتزوج من سيدة أوكرانية من المنخرطين في سلك الجندية، وبعد تسريحه من الجيش السوفييتي عادت العائلة لبيلاروسيا ليعمل الأب والأم معا في سلك التعليم كمدرسين. ويبدو أن الفائزة بجائزة نوبل في الآداب هذا العام قد عشقت الصحافة منذ ربيع عمرها، إذ تركت مدرستها لتعمل كمندوبة إخبارية لصحيفة محلية في بلدة ناروفل وتحرر الأخبار وتكتب التحقيقات والمقالات وتبدع القصص القصيرة. ووقعت الفائزة بأم الجوائز الأدبية العالمية لعام 2015 منذ بدايات مسيرتها إبداعية تحت تأثير الكاتب البيلاروسي أليس إداموفيتش الذي طور نوعا أو "جنسا" من الكتابة اسماه "القصة الجماعية المتعددة الأصوات" حيث يتحدث الناس عن أنفسهم مع كورس ملحمي.