كل من قام بزيارة الموقع الذي تم فيه البدء في حفر قناة السويس بحلول 5 اغسطس 2014 لم يكن يتوقع ان يشهد ما حدث بعد مرور عاماً واحداً فقط حيث تم افتتاح تلك القناة في إحتفالية مبهرة لم تخلوا من مشاهد و دروس يجب ان نتوقف عندها .. ثم نعتبرها نقطة انطلاق لمستقبل مزدهر نسعى جميعاً إلي تحقيقه ينعم فيه هذا الوطن و هذا الشعب بالامان و الاستقرار و الرخاء . ان ما حدث خلال هذا العام هو بكل المقاييس إعجاز...وهنا يجب ان نوضح الفارق بين الاعجاز و الإنجاز ... فالاول يعني ببساطة تحقيق أمر خارق للطبيعة مقروناً بالتحديات ... و الثاني يعني اتمام اداء العمل المكلف به بإتقان و تميز .. و إذا اعتبرنا ان المفهوم الثاني قد تحقق بافتتاح القناة .. فانني ادافع عن وجهة نظري بان ما حدث يعتبر اعجازاً و ذلك اذا ما نظرنا إلي التحديات التي واجهت تنفيذ هذا المشروع و منها على سبيل المثال لا الحصر : - الجرأة في اتخاذ هذا القرار على ضوء عدم استقرار الاوضاع الداخلية التي تمر بها البلاد و قصر المدة الزمنية على عام واحد بدلاً من ثلاثة اعوام. - تصاعد حملات التشكيك في أهمية المشروع و تأليب الرأي العام ضده . - تزايد العمليات الارهابية التي تستهدف المدن المتاخمة للقناة مثل العريش. - التحركات المسعورة لجماعة الاخوان الارهابية لتحريك المجتمع الغربي ضد مصر .. بل و الدعوة إلي عدم إرسال المعدات اللازمة لحفر القناة لدرجة ان اسرائيل نفسها وبتمويل من قطر كانت تحاول التعاقد مع بعض تلك الشركات - قيام بعض الاعلاميين المأجورين بالتشكيك في جدية و اهمية المشروع لدرجة ان أحدهم اعرب عن تخوفه من فقدان تلك المدخرات التي سددها المصريون الشرفاء لتمويل المشروع .. و عندما شعر باقتراب ساعة الحسم و النجاح سارع بالتوجه إلي موقع القناة الجديدة و قام بتصوير نفسه هناك مع - عدم وجود التمويل اللازم لتنفيذ هذا المشروع العملاق. الشيخ زويد و السويس . لتعطيل تنفيذ المشروع .