يهابها الرجال في أسواق الخضروات والفاكهة قبل السيدات نظرا لما تتمتع به من قوة شخصية، ليس ذلك مايميزها فحسب وإنما ترتدي "الجلباب الرجالي والعمة البيضاء". رغم ظهورها بالسيدة ال"قوية"، إلا أنه عند الاقتراب منها تجدها رقيقة المشاعر وكريمة الأخلاق يصفونها في السوق ب"بنت البلد". أنها كما يطلق عليها "المعلمة عفاف الدكر" ابنة قرية بلبيس بمحافظة الشرقية، التي تنكرت في ملابس الرجال22 عاما بعد أن تركها زوجها السعودي وهي حامل في طفلها من أجل محاولة إيجاد فرصة عمل وسط الذكور للإنفاق على مولودها. وتروي عفاف مأساتها قائلة تزوجت وعمري16 عاما من سعودي يكبرني ب 40 عاما، بسببظروف أسرتي وحالة الفقر التي سيطرت علي أشقائي ووالديا كنا نقطن بمنزل بسيط، بعد وفاة والدي الحمل تقل علي والدتي والفقر تمكن مننا لذلك قبلت الزواج من السعودي". سافرت معه إلى السعودية لمدة تراوحت عاما ونصف العام وكان يأتي معي لبلدي في إجازة عمله ، وأخر زيارة له تركني حامل وعاد لبلاده". وأضافت:"بعد أن رزقني الله بطفل أسميته محمود، سعيت لأخبر زوجي فعلمت من بعض الأشخاص أنه توفي فقررت ألا أسافر لأهل الراحل تخوفا مني بأن يأخذوا نجلي مني . وقالت عفاف:"قررت أن أوهب حياتي لإبني وعدت إلى العيش في منزل عائلتي المكون من طابقين ومبني منذ سنوات طويلة، أقمت في غرفة فوق السطوح أتحمل في الشتاء سقوط الأمطار والبرد وكذلك في فصل الصيف أعاني من شدة حرارة الجو، لكن راضية بنعمة الله". قررت أن أودع الأنوثة بالتخلص من ملابسي الحريمي وقمت بتفصيل ملابس رجالي وأستكملت حياتي داخل الجلباب والسديري الرجالي والعمة لكي استطيع ان أنزل الاسواق سعيا وراء لقمة العيش من أجل نجلي ولكسب الرزق حلال. وكل يوم مع إطلالة فجر يوم جديد، أتوجه بعربتي الكارو التي ليس لديها شئ غيرها إلى الأسواق بقرى مركز بلبيس، كل يوم بسوق مختلف، أبيع الفاكهة علي حسب موسمها في الصيف البطيخ وفي الشتاء البرتقال وبعد ذلك أعود لغرفتي بعد يوم شاق وطويل. وأضافت عفاف الدكر:"ربنا بيرزقني لأني كنت انفق على أمي المريضة قبل وفاتها وأبناء شقيقي المتوفي والمقيمين معي بالمنزل:". وأضافت:"أعيش في حالي والناس في السوق ساعات تخاف تشتري مني ولكن بعد كدا ، بيعرفوا أني بجري علي أكل عيشي ومش بحب المشاكل". وأضافت عفاف تقدم أكثر من شخص للزواج مني وبعضهم كان ميسور الحال، ولم يسبق له الزواج من قبل، رفضت الجميع لكي لا يعيش نجلي مع زوج أم وقررت أعيش من أجله فقط". وتابعت عفاف:" أتمنى من الله أن صوتي يوصل للرئيس السيسي، ويحقق لي أمنيتي التي ليس لدي سواها وهي أن يستخرج لنجلي الذي اكتمل عامه العشرين بطاقة رقم قومي مثل زملائه". وأضافت:"ابني عايش غريب في البلد مش عارف يشتغل من غير البطاقة رغم وجود شهادة ميلاد له مدونا فيها اسم والده لكن الجهات المختصة ترفض استخراج البطاقة". وقالت:"وكلت محام لكي يبلغ أبناء زوجي من خلال السفارة السعودية بمصر، بإحضار شهادة ميلاد الأب وبطاقته وقسيمة الزواج وشهادة الوفاة لكي أتمكن من استخراج بطاقة الرقم القومي ،فرفضوا وقالوا أن ليس لهم إخوات، خوفا من أن يشاركهم محمود في الميراث ،بس أنا مش عايزة منهم حاجة غير أن يعرفوا أخوهم ويساعدوه أنه يحصل علي بطاقة الرقم القومي". يذكر أن هناك قصة مشابهة لسيدة استمرت في ارتداء ملابس الرجال بمحافظة الأقصر، من أجل الانفاق على نفسها، وكرمها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ثم استضافها "مصراوي" من أجل الاحتفاء بها.
