بين عدد من المكتبات والمنازل، لا تخلو جميعا من الكتاب، رفيق يقل مصاحبته، والذي اختارت له منظمة اليونسكو منذ عام 1995 يوم 23 أبريل ليكون يوما عالميا له، حيت يتم الاحتفاء به وبحقوق المؤلف، ويتم اختيار عاصمة جديدة كل عام لتكون عاصمة الكتاب، لهذا العام تم اختيار "باريس"، ولم يتم اختيار القاهرة على مدار العشرين عاما منذ إطلاق الدعوة. الكتاب - الحائر بين الأسعار الباهظة أو الموضوعات البعيدة عن القارئ أو انجذاب المتابعين لوسائل أخرى مثل الإنترنت - يواجه حربا للاستمرار، خاصة أنه بحسب البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، تحتل مصر رقم 148 بين 180 دولة في معدلات القراءة والكتابة، وبحسب إحصائية أخرى لليونسكو فإن معدل القراءة في العالم العربي لا يتجاوز الست دقائق في العام للفرد الواحد. وراء هذا الكتاب، تقف عدة مبادرات تساهم في الترويج له بشكل مختلف، من خلال وسائل أكثر جذبا كالإنترنت أو الصوت، تأمل أن ترفع القراءة إلى معدلات أعلى، وتجعل من الكتاب صديقا دائما. "إقرأ.. لتتعلم" في بورسعيد من بين عشرين شابا في مدينة بورسعيد، كان "حسن مسلم" يدور في فلك الكتب مع أصدقائه، باحثا عن طريقة من أجل أن يتشجع الناس للقراءة وتداول الكتب فيما بينهم، ليعملوا سويا على إطلاق مبادرة "إقرأ" تبدأ في أروقة الأصدقاء، وتنتشر بين معارفهم ثم إلى عدد من سكان بورسعيد. "الجهل".. كان دافع "حسن" خريج الهندسة من أجل نجاح الحملة، حيث يرى الشاب العشريني أن الجهل عدو أكثر حتى من الفساد، وخاصة بعد ثورة يناير، حيث دفع ابن بورسعيد إلى نشر ثقافة القراءة، من خلال جولات وأكثر من فاعلية لتبادل الكتب، تنتشر فيها بين يدي شباب المدينة، حيث يقول "حسن" أن الحملة تختار أيضا فاعليات مثل حفلات السمسمية والاحتفالات الثقافية في المحافظة، من أجل الترويج للحملة، ومناقشة عدد من الكتب مع المتواجدين في الأماكن العامة، مضيفا أن هناك أزمة تتعلق بأسعار ارتفاع الكتب في المحافظة. أضف للمحتوى.. المعرفة مش بس كتاب مبادرة أطلقها "محمد جمال" من أجل إثراء المحتوى العربي على الإنترنت، ورغم عدم مباشرة المبادرة إلى القراءة بشكل مباشر، إلا أن مؤسسها يرى أن انتشار الانترنت بين الشباب يحتاج إلى أساليب مختلفة من مصادر المعرفة، تتوافق مع فوائد القراءة وإن كانت من خارج دفتي كتاب. تدفع المبادرة إلى اضافة مزيد من المعلومات عبر ويكيبيديا شبكة المعرفة العالمية، وذلك في ظل قلة المحتوى العربي على الانترنت مقارنة بالمحتوى الانجليزي، وأن أكثر عشر لغات نشاطاً على ويكبيديا ليس من بينهم العربية، قائلا أن مثل تلك المبادرات تساهم في نشر المعرفة، بجانب مبادرة أخرى وهى "كتبنا" أطلقها من أجل نشر الكتب عبر الانترنت وسط الصعوبات التي تواجه الناشرين، ومضيفا أن تلك المبادرات على كثرتها تحتاج أن تكون مشروع ربحي من أجل تشجيع الناس للقراءة، بحسب ما يرى. إقرأ لي.. كتاب مسموع مبادرة "إقرأ لي" اختارت أن تروج لكتاب بطريقة مسموعة، بحيث يتم تسجيل الكتاب ونشره عبر الانترنت، ليستمع له القارئ، خاصة في ظل ضيق الوقت، ليقول "أحمد سامح" المسوق الإلكتروني للمبادرة أن ضيق الوقت لم يعد سببا لعدم القراءة، فمحبي الكتاب يمكن أن يستمعوا إلى الكتب في أي مكان أو خلال قيامهم بأي نشاط. معدلات عالية للأقبال على الكتاب المسموع يرصدها "سامح"، حيث ترتفع نسبة الدخول على الكتب، التي تتنوع بين الأدبي والديني والفلسفي وغيرها، يقول أنها تصل في الشهر إلى أرقام تتجاوز المليون استماع، قائلا أن اختيار الكتب المسجلة كل شهر يخضع لتصويت المتابعين على صفحة المبادرة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. يرى سامح أن الناس تريد المزيد من الثقافة، لكنها تحتاج إلى من يدلها على ذلك بطريقة سلسة، مضيفا أنه إذا كان هناك عدد من الكتب تبدو صعبة للقراءة، فالمبادرة تقوم بتسهيل بعض الكتب بجانب قراءتها دون الإخلال بالمعنى مثل كتاب "شفرة دافنشي". كتابيكو.. يا محلى "اللمة" عدد من محبي الكتب والقراءة، تجمعوا عبر الانترنت، فوجدوا فيه فرصة للاتفاق على مناقشات أسبوعية باسم "اللمة"، خرجت المبادرة من القاهرة، وانتقلت الفكرة إلى عدد من المحافظات عقب ثورة 25 يناير، ورغم توقف "اللمة" إلا أن "إسلام النبع" وعدد من أبناء بورسعيد حالوا استمرارها ب"كتابيكو"، وهى مكتبة تجمع عدد من شباب محبي القراءة في بورسعيد. "مكتبتان وكشك جرايد".. هما ما يتواجدوا في المحافظة، بجانب ارتفاع أسعار الكتب بحسب "النبع"، الذي يقول أن "كتابيكو" كانت منذ أسبوعين تبيع الكتب وفقط، حتى اختارت أن تأوي أيضا عدد من محبي القراءة، ورغم أنه ليس إلا زائر لها، يجد فيها فرصة لأن تجتمع "اللمة" من جديد، فعقب 30 يونيو توقفت "اللمة" بسبب الأحداث السياسية، والتي كان يجتمع فيها عدد من الشباب بهدف قراءة كتب في مجال محدد، أو شخصية واحدة، يتم المناقشة بعدها. ارتفاع قراءة الروايات عن غيرها من المجالات يثير التعجب لدى "النبع"، إلا أنه لا يرى في اليوم العالمي للكتاب أن القراءة تتراجع بشكل عام، حيث يتمنى أن تحظى الكتب العلمية والفلسفية بنسب تتساوى مع الروايات.