تتواصل عملية "عاصفة الحزم" التي شنتها السعودية صباح الخميس مع تحالف خليجي ضم البحرين والإمارات وقطر والكويت، وذلك تلبيه لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالتدخل العسكري في البلاد لردع تقدم الحوثيين. تأتي الحملة العسكرية بعد أشهر من الاضطرابات اتسع نطاقها مع تقدم الحوثيين صوب عدن التي فر إليها الرئيس منصور هادي بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء العام الماضي. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن "الأردن والسودان والمغرب ومصر وباكستان أعربت عن رغبتها في المشاركة بعملية (عاصفة الحزم)" في اليمن. كما أعلنت الولاياتالمتحدة تأييدها للعملية العسكرية، التي طالبت إيران بوقفها فورا. أعلنت خمسة دول خليجية في بيان لها الخميس انها ستحمي الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من الحوثيين الذين اصبحوا على وشك الاستيلاء على مدينة عدن معقله التي لجأ اليها بعد فراره من العاصمة صنعاء. وجاء في بيان للدول الخمس وهي السعودية والإمارات العربية المتحدةوالبحرين وقطر والكويت "قررت دولنا الاستجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية لحماية اليمن وشعبه العزيز من عدوان الميليشيات الحوثية التي كانت ولا تزال أداة في يد قوى خارجية لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن الشقيق". وفي وقت لاحق، أعلن السفير السعودي في الولاياتالمتحدة عن شن بلاده عملية عسكرية في اليمن ضمن تحالف اقليمي من 10 دول للدفاع عن حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي ضد الحوثيين. وأضاف السفير عادل الجبير في مؤتمر صحافي عقده في واشنطن أن "العملية تقتصر حتى الان على غارات جوية على عدة اهداف لكن باقي القوات العسكرية بحالة تعبئة والتحالف "سيقوم بكل ما هو لازم". وأوضح أن العملية "تهدف الى الدفاع عن الحكومة الشرعية ومنع حركة الحوثيين من السيطرة على البلاد"، مضيفاً أن التحالف يضم دولا من مجلس التعاون الخليجي انضمت اليها "دول اخرى من خارجه". وقال "إنه تحالف يضم اكثر من عشر دول ستشارك في هذه العمليات الهادفة لمنع سقوط اليمن بأيدي الحوثيين". كانت قوات الأمن اليمنية ومسؤولون ملاحيون قالوا يوم الأربعاء إن الرئيس عبد ربه منصور هادي غادر البلاد بحرا في قارب من ميناء عدن، بينما يتقدم المتمردون الشيعة وحلفاؤهم نحو المدينة الواقعة في جنوبي اليمن التي لجأ إليها واعتقلوا وزير دفاعه واستولوا على مطار المدينة. وأضافوا أن هادي غادر مع معاونيه بعد ظهر اليوم الأربعاء على قاربين. ولم يكشفوا عن وجهة هادي. ومن المقرر أن يحضر الرئيس المأزم القمة العربية في القاهرة في مطلع الأسبوع المقبل، حيث من المقرر أن يبحث الحلفاء العرب تشكيل قوة عربية مشتركة يمكن أن تمهد الطريق أمام التدخل العسكري ضد الحوثيين. وخلال العام الماضي، شق الحوثيون، ويعتقد بأنهم مدعون من إيران، طريقهم خارج محافظة صعدة، معقلهم في شمال البلاد وابتلعوا العاصمة صنعاء واستولوا على محافظة وراء أخرى في الشمال وواصلوا طريقهم إلى الجنوب. وعزز تقدمهم الوحدات العسكرية وقوات الأمن التي كانت لا تزال على ولائها للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح الذي يتحالف مع الحوثيين. تأتي رحلته بعد أن تقدم الحوثيون والموالون لصالح ضد حلفاء هادي على جبهات متعددة. ويوم الأربعاء، استولى المتمردون على قاعدة جوية رئيسية كانت تقدم القوات الأمريكية والأوروبية منها المشورة للبلاد في قتالها ضد مسلحي القاعدة. وتبعد القاعدة 60 كيلو متر عن عدن. وفي محافظة لحج، المجاورة لعدن، اعتقل الحوثيون وزير دفاع هادي، اللواء محمود الصبيحي، وأكبر معاونيه اليوم الأربعاء ونقلوهما في وقت لاحق إلى العاصمة صنعاء. وأعلن التلفزيون الرسمي اليمني الواقع تحت سيطرة الحوثيين، مكافأة قدرها نحو 100 ألف دولار مقابل القبض على هادي. بعد ذلك هرب هادي من القصر الرئاسي، وبعد وقت قصير استهدفت الطائرات الحربية القوات الرئاسية التي تحرسه. ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا. وبحلول منتصف النهار، سقط مطار عدن في أيدي قوات صالح بعد اشتباكات عنيفة مع المليشيات الموالية لهادي. وإذا كان الحوثيون سيطروا على عدن التي تشكل المحور الاقتصادي في اليمن، لكان ذلك تأكيدا أكثر على انهيار هادي وحكومته، الذي كان لا يزال في السلطة حين استولوا على العاصمة صنعاء لكنه وضع قيد الإقامة الجبرية قبل أن يفر من العاصمة بمساعدة رجال القبائل مطلع مارس الجاري مع بقايا حكومته وأعلن عدن عاصمة مؤقتة. وقال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين لقناة العربية في وقت سابق إنه تقدم بطلب رسمي لجامعة الدول العربية لإرسال قوات عسكرية للتدخل ضد الحوثيين. وحذر من "احتلال" إيراني لليمن، مصورا الحوثيين على أنهم وكلاء لإيران الشيعية، المنافسة للبلدان الخليجية السنية. وينفي الحوثيون أنهم مدعومون من إيران. وقال محمد عبد السلام، المتحدث باسم الحوثيين، إن قواتهم لا تهدف إلى "احتلال" الجنوب. وقال لقناة المسيرة الفضائية التابعة للمتمردين، "سيكونون في عدن في غضون ساعات قليلة". وفي وقت سابق، أوردت قناة المسيرة أن الحوثيين والمقاتلين الحلفاء "أمنوا" قاعدة العند الجوية، القاعدة الأكبر في البلاد. وزعمت القناة أن القاعدة نهبت من قبل مقاتلي القاعدة والقوات الموالية لهادي. وأجلت الولاياتالمتحدة مؤخرا نحو 100 جندي، بينهم قوات الكوماندوز الخاصة، من القاعدة بعد أن استولى تنظيم القاعدة لفترة وجيزة على مدينة قريبة. كما أجلت بريطانيا جنودا. والقاعدة كانت حاسمة في حملة الطائرات الأمريكية بدون طيار ضد القاعدة في جزيرة العرب التي تعتبرها واشنطن أخطر فروع التنظيم الإرهابي. كما ساعد مستشارون أمريكيون وأوروبيون حكومة هادي في قتالها ضد فرع القاعدة الذي يستولي على أراضي في شرق اليمن. كما مسؤولون أمريكيون قالوا لصحيفة لوس أنجلوس تايمز إن الحوثيين نهبت ملفات استخباراتية سرية تحوي تفاصيل العمليات الاستخباراتية الأمريكية في البلاد كانت بحوزة قوات الأمن اليمنية، وكشفوا عن أسماء المخبرين وخطط عمليات مكافحة الإرهاب التي تدعمها الولاياتالمتحدة. ووفقا للصحيفة، يعتقد المسؤولون الاستخباراتيون الأمريكي ن أن ملفات إضافية سلمت بشكل مباشر إلى المستشارين الإيرانيين من قبل المسؤولين اليمنيين الذين يقفون بجانب الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر الماضي، وبعد ذلك أطاحوا بالرئيس المدعوم من الولاياتالمتحدة. وتراجعت العمليات الأمريكية ضد المسلحين بشكل درامي وسط الفوضى اليمنية. وكان مسؤولون أمريكيون إن غارات الطائرات من دون طيار التابعة لوكالة الاستخبارات الأمريكية (سي اي ايه) سوف تتواصل في البلاد على الرغم من قلة تلك الهجمات في الوقت الراهن. وتقلصت قدرة الوكالة على جمع المعلومات الاستخباراتية على الأرض في اليمن بشكل كبير، على الرغم من أنها لم تنتهي تماما. واستولى الحوثيون على العاصمة صنعاء في سبتمبر ومنذ ذلك الحين يتقدمون بجانب الموالين لصالح. ويوم الثلاثاء أطلقوا الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المحتجين في مدينة تعز، التي تعرف بأنها بوابة اليمن الجنوبية. وقتل ستة متظاهرين وأصيب العشرات اخرين، بحسب مسؤولين. واشتبك الحوثيون أيضا مع المليشيات الموالية لهادي في مدينة الضالع القريبة من تعز، ثالث أكبر مدينة يمنية. وتعز هي مهد الانتفاضة التي استلهمت الربيع العربي في 2011، والتي أجبرت صالح على تسليم السلطة لهادي في اتفاق توسطت فيها الأممالمتحدة والبلدان الخليجية. وطلب هادي يوم الثلاثاء مجلس الأمن الدولي السماح بالتدخل العسكري "لردع العدوان الحوثي"، في عدن وبقية الجنوب. وفي خطابه، قال هادي إنه طالب أيضا أعضاء مجلس التعاون الخليجي الست والجامعة العربية بمساعدة فورية، بعد رفض الحوثيين الجلوس على طاولة الحوار سواء في الرياض أو الدوحة. وحذرت السعودية "إذا لم ينتهي الانقلاب الحوثي بشكل سلمي، فسوف نتخذ الإجراءات الضرورية حيال هذه الأزمة لحماية المنطقة"، قبل أن تبدأ في شن غاراتها الجوية بمساعدة حلفاءها اليوم الخميس.