دخل "دوري عبداللطيف جميل" السعودي للمحترفين منعطفاً مهماً وباتت الفرق ال 14 على بعد خطوات من مرحلة الحسم، الطموحات متباينة. هنالك من يسعى إلى أن يتوج باللقب وآخرون يبحثون عن النجاة من شبح الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى، وبينهم فرق تبحث عن حجز مقعد آسيوي في النسخة المقبلة من دوري أبطال آسيا، المعالم لم تتضح بعد، وإن كان اللقب أقرب للنصر والأهلي من أي فريق آخر، في المقابل فإن الهبوط يهدد نصف فرق الدوري. أبرز تحديثات "دوري عبداللطيف جميل" تتمحور حول نقاط عدة أبرزها أن الاتحاد والهلال استعادا شيئاً من بريقهما، والشباب لا يزال يتخبط ويعاني من نزيف النقاط، مختار فلاته وناصر الشمراني جددا علاقتهما بالشباك، جماهير الاتحاد تؤكد من جولة لأخرى بأنها رقم واحد في دورينا، السومة مستمر في إحكام قبضته على صدارة ترتيب الهدافين. في هذا التقرير تم إلقاء الضوء على الدوري: النصر والأهلي.. مطاردة مثيرة لا يزال النصر محكماً قبضته على الصدارة وبذات الفارق عن أقرب منافسيه الأهلي، وتمكن من الفوز على العروبة في الجوف 2-صفر، وهو الانتصار الذي أوصله للنقطة ال 48 وقربه من كسر حاجز ال 50 نقطة. وأبطل "العالمي" أي مفاجأة متوقعة من العرباويين وحسم المباراة باكراً لمصلحته، لأن النصراويين يدركون جيداً بأنهم في مرحلة الحسم والأمتار الأخيرة من السباق دخلوا تلك المباراة بشعار الفوز ولا غيره، وهو ذات الشعار الذي رفعه "الراقي" في مباراته مع الشعلة والتي انتهت أهلاوية 3-صفر، فارق الخمس نقاط بين النصر والأهلي مرشح للزيادة أو التقليص في الجولة ال 20 كون أن هنالك مواجهة مباشرة ستجمع الفريقين ومن شأنها أن ترسم ملامح اللقب بشكل كبير. النصر تعتبر نتيجة التعادل في مصلحته إلى حد كبير كونه سيبقى على ذات الفارق وهو مايعني أن الكرة في ملعبه، حتى وإن خسر النصر فإن فرصة حسم الدوري والاحتفاظ به للعام الثاني على التوالي متاحة له كون الفارق سيصبح نقطتين، أما الأهلي فشعاره الفوز ولا غيره إذا ما أراد أن يزيد حظوظ تتويجه بالدوري الذي غاب عن خزينته عقوداً من الزمان. الاتحاد.. انتصارات متتالية في بداية مشواره مع الروماني بيتوركا لم يتذوق الاتحاد طعم الفوز في ست مباريات متتالية وتنوعت نتائجه بين خسارة وتعادل، إلا أن اتحاد بيتوركا ظهر مختلفاً واستطاع أن يحقق في هذه الجولة على الرائد الفوز الخامس على التوالي، هذه الانتصارات قفزت بالاتحاد للمركز الثالث وجعلته أحد المنافسين على التتويج باللقب وإن كانت حظوظه أقل من النصر والأهلي بكثير لكنها حسابياً متاحة له، وكرة القدم علمتنا بأنها لا تعرف المستحيل والشواهد على ذلك كثيرة. هلال "اليوناني" ممتع قدم المدرب اليوناني دونيس للهلاليين فريقاً ممتعاً في مباراة الفتح التي انتهت لمصلحة "الزعيم" 3-صفر، إذ أمتع كل من تابع المباراة التي تعتبر من أفضل المباريات له هذا الموسم، ما ذكر عن الاتحاد ينطبق على الهلال فيما يخص المنافسة على الدوري، طالما أنه بإمكانه الوصول إلى 59 نقطة فالفرصة لا تزال في الملعب، وكل مايحتاجه الأزرق الفوز في جميع مبارياته وانتظار تعثر منافسيه. صراع بين الاتحاد والهلال على آسيا.. والشباب ينزف الشباب نزيف مستمر خسارة الشباب المفاجئة من نجران 1-2 كانت هي عنوان الجولة ال 19 من "دوري عبداللطيف جميل" السعودي للمحترفين، إذ أخذ مارد الجنوب نصيبه من الليث وخطف من أمامه ثلاث نقاط مهمة في مشواره بعد أن تعرض لخمس خسائر متتالية أدخلته نفقاً مظلماً وجعلته مهدداً بالهبوط إلى دوري الدرجة الأولى، في المقابل لا يزال الشباب يعاني كثيراً في الدوري وفقد الأمل في المنافسة على اللقب رسمياً في هذه الجولة، وأصبح هدف الشبابيين هو الحصول على مقعد آسيوي وإن كان ذلك صعباً بعض الشيء من خلال الدوري في ظل تراجع نتائج الفريق ومستوياته ويقابل ذلك انتصارات متتالية لمنافسيه الاتحاد والهلال. الهبوط يهدد نصف الفرق سبعة فرق لا تزال مهددة بالتواجد في دوري الدرجة الأولى الموسم المقبل، والحديث عن (الفتح وهجر والرائد ونجران والخليج والعروبة والشعلة)، ويعتبر نجران هو الرابح الأكبر في الجولة ال 19 كونه الوحيد الذي نجح في اقتناص ثلاث نقاط، يأتي بعده الخليج وهجر بنقطة واحدة، أما بقية الأربعة فرق فخسرت مبارياتها، ويعتبر قطبي الأحساء الفتح وهجر الأوفر حظاً بالبقاء عطفاً على رصيديهما ب 19 نقطة، إلا أن التقارب النقطي بينهما وبين صاحبي المركزين الأخيرين العروبة (14 نقطة) والشعلة (عشر نقاط) لا يمكن أن يمنحهما الأمان، وجميع الاحتمالات ممكنة خصوصاً أن هنالك فترة توقف بعد الجولة المقبلة تعتبر فرصة مناسبة لجميع الفرق لمراجعة حساباتها والإعداد لآخر خمس جولات بشكل مختلف. الزلزال يهدد "السومة" يُنتظر أن تشهد الجولات المقبلة منافسة من نوع خاص على لقب هداف الدوري، فالمهاجم الأهلاوي السوري عمر السومة الذي ينفرد بصدارة الترتيب ب 18 نقطة بات مهدداً من أكثر من منافس. ففي الوقت الذي كان يخشى مهاجم النصر محمد السهلاوي فقط (15 هدفاً) بات اليوم يفكر أيضاً في مهاجم الشباب نايف هزازي (12 هدفاً) ومهاجم الهلال ناصر الشمراني (تسعة أهداف)، فالأخير دخل على الخط بقوة بعد تسجيله هدفين في شباك الفتح، ووضحت نواياه برغبته في المنافسة بقوة على حصد اللقب للمرة السادسة في تاريخه. ولعل مايزيد حظوظه في ذلك أنه متفرغ لدوري "عبداللطيف جميل" السعودي للمحترفين بسبب إيقافه آسيوياً، بخلاف بقية المنافسين المرهقين بسبب المشاركة أيضاً في دوري أبطال آسيا، ولا يمكن التنبؤ بعد بمن سينال لقب الهداف وإن كان السومة هو الأقرب قياساً على تسجيله المستمر للأهداف وحضوره القوي المرتبط بأداء فريقه المميز. مختار عاد ب "هاترك" تعتبر عودة مهاجم الاتحاد مختار فلاتة للتسجيل من أبرز أحداث الجولة ال 19، إذ نجح المهاجم الأسمر في العودة للتهديف "دورياً" بعد أن صام لأكثر من خمسة أشهر، ولم يكتف فلاته بتسجيل هدف أو هدفين بل أنه احتفظ بكرة المباراة عقب تسجيله "هاترك" في شباك الرائد، وأسعدت هذه العودة الجماهير الاتحادية واعتبرتها من مكاسب المباراة إلى جانب النقاط الثلاث. فابيان يسرق الأضواء لفت لاعب وسط النصر الأوروغوياني فابيان استويانوف الأنظار بعد مستوياته الكبيرة التي قدمها مع فريقه خلال المباريات التي شارك فيها خصوصاً الأخيرة في الدوري، وأصبح فابيان واحداً من أهم الأسماء في تشكيلة مواطنه المدرب داسيلفا، ويعتبر اللاعب إضافة كبيرة في صفوف النصر، وأحسنت الإدارة صنعاً عندما جلبته بديلاً عن البرازيلي ماركينهوس. عواجي الأكثر تحكيماً بقيادته لمباراة الهلال والفتح في الجولة الأخيرة واصل الحكم الدولي مرعي عواجي تسجيل اسمه كأكثر الحكام تواجداً في المباريات ب 12 مباراة، ويعتبر عواجي أيضاً أكثر حكم أبرز بطاقات ملونة ب 50 بطاقة، ولعل اللافت أنه خلال المباريات ال 12 التي حكم فيها لم يشهر أي بطاقة حمراء، وجاء شكري الحنفوش وعبدالرحمن العمري خلف عواجي بعشر مباريات. جمهور الاتحاد يتصدر لا تزال الجماهير الاتحادية تغرد خارج السرب، وسجلت في الجولة ال 19 حضورها القوي مجدداً بمساندتها لفريقها في مباراة الرائد التي اقيمت على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة وحضرها 32760 مشجعاً، وواصل الاتحاديون تفوقهم وتكسيرهم للأرقام إذ يتربعون على صدارة أكثر الجماهير حضوراً في ملعبهم واقتربوا من كسر حاجز النصف مليون مشجع وسجلوا حتى نهاية الجولة الماضية رقماً مميزاً بحضور 435758، وبفارق أكثر من 80 ألف مشجع عن أقرب المنافسين (الأهلي). ولعب ملعب "الجوهرة" دوراً كبيراً في تحقيق مثل هذه الأرقام من الاتحاديين والأهلاويين، ولعل غياب جماهير النصر عن المدرجات في هذا الموسم يمثل علامة بارزة أغضبت رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي أيضاً، ولم يحضر للنصر في المباريات التي أقيمت على ارضه سوى 106024 مشجعاً، وهو رقم لا يمكن مقارنته بالاتحاديين والأهلاويين خصوصاً في ظل تصدر الفريق وسيره نحو الاحتفاظ بلقبه.
