أفادت مصادر امنية وعسكرية عراقية، الثلاثاء، أن القوات العراقية تمكنت خلال الساعات ال"48" الماضية من قتل العشرات من عناصر تنظييم الدولة الاسلامية "داعش" وفرار اخرين وتحرير مناطق وقرى متفرقة في اطار عملية / لبيك يارسول الله/ التي انطلقت فجر امس الاثنين لتحرير محافظة صلاح الدين من سيطرة التنظيم منذ يونيو الماضي . وابلغت المصادر " ان اليومين الماضيين سجلت القوات العراقية تفوقا غير مسبوق في اطار المعارك مع تنظيم داعش في مناطق محافظة صلاح الدين وتمكنت القوات العراقية التي تضم الجيش والشرطة ومتطوعي الحشد الشعبي ورجال العشائرمن قتل العشرات من عناصر التنظيم وتحرير مساحات شاسعة من القرى والمناطق منها / البو بديري والبو خدو والبو حسان والبوسعيد والبو علوان والبو عقيل ومبارك الفرحان وجسر الزركة والصراة والقلعة وتل كصيبة والناعمة والعيت وناحية حمرين وشيخ محمد والكواك وسالم حماش والمراسمة وقطع طريق كركوك- صلاح الدين الاستراتيجي وبحيرة الملح شرقي تكريت وطار كريش والدراجية وعبد العزيز ". واوضحت المصادر " ان القوات العراقية تمكنت من تحرير الطريق الاستراتيجي بين تكريت وطوز خرماتو وطريق كركوك تكريت الحيوي وهذه من اهم طرق الامدادات العسكرية لتنظيم داعش". وقال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قائد عمليات صلاح الدين العسكرية في تصريح صحفي " ان القوات العراقية على المحور الشرقي من المدينة حققت انتصارات كبيرة ومتميزة وتقدما سريعا ومتميزا ووصلت الى منطقة مهمة واستراتيجية هي منطقة تل اكصيبة التي تعد مفترق طرق توصل الى مناطق البو عجيل والعلم بهدف قطع الامدادات عن تنظيم داعش وغدا ستنطلق عملية جديدة بمشاركة قوات الجيش والشرطة ومتطوعي الحشد الشعبي ورجال العشائر ".
واضاف" ان خطة تحرير محافظة صلاح الدين تسير الان وفق ما مخطط لها ويمتد مسرح العمليات الحالي في المناطق المستهدفة لمسافة 100 كيلومتر طولا من سامراء الى الفتحة التي تتحكم بعقدة مواصلات تربط 4 محافظات وهي صلاح الدين وديالى وكركوك والانبار ونينوى و40 - 50 كيلومترا عرضا تبدأ من سلسلة جبال حمرين شرقا حتى نهر دجلة غربا وتضم 3 مدن مهمة هي تكريت مركز المحافظة والدور والعلم .
ووصف ضابطان في الجيش العراقي السابق في حقبة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين من سلاحي المدفعية والمشاة الخطة التي اعتمدتها القوات العراقية في الهجوم على محافظة صلاح الدين بانها "محكمة ومثمرة ".
وقال اللواء عبدالله الجبوري من سلاح المدفعية في الجيش العراقي السابق لوكالة الانباء الالمانية ( د. ب. ا ) - "ان تقدم القوات العراقية في اراض خاليه جنبها الكثير من الاشتباكات والمعرقلات التي يمكن ان تؤثر في مسيرتها لتحقيق النصر على عناصر تنظيم الدولة الاسلامية /داعش" .
واضاف "ان مسيرة القوات في الاراضي الصحراوية وقليلة الوجود البشري والشواغل الارضية مكنها وخلال يومين من قطع نصف المسافة التي يمكن ان تؤدي الى فرض طوق محكم على المناطق التي تحاول الدخول فيها وطرد عناصر تنظيم داعش منها" .
واوضح العميد المتقاعد يوسف احمد من سلاح المشاة في تصريح ل/ د. ب. ا / -"ان استخدام صنوف الاسلحة كان استخداماً مثالياً من حيث التنسيق بين صنوف المدفعية والمشاة والمشاة الالي مع دور مؤثر لطيران الجيش في قصف بعض الاهداف والتجمعات التي لازال عناصر داعش يسيطرون عليها" .
وقال " ان خطة القوات العراقية بنيت على مبدأ تقطيع اوصال العدو وتفكيك خطوطه الدفاعية ومنعه من المناورة بالاسلحة والرجال مما يسهل الانقضاض عليه في مناطق صغيرة ومحددة، مؤكدا ان قلة عدد مقاتلي داعش وتفوق القوات الحكومية بالعدد والسلاح يجعل من نصر القوات امرا حتميا ".
وتوقع "ان تستكمل القوات العراقية غداً فرض طوق على عناصر داعش في مدن تكريت مركز المحافظة والدور والعلم من اجل التهيئة للانقضاض عليها وابادة عناصر داعش في حال عدم تمكنهم من الفرار باتجاه قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك قبل ظهر غد الاربعاء" .
وشدد "ان هناك جدية واضحة هذه المرة في التعامل مع العوامل المساعدة على احراز النصر في اي معركة عسكرية وأهمها تكامل الحشود والمعلومات الاستخبارية والتنسيق بين صنوف الجيش في ارض المعركة".
وقال" الخطة ستسير بنجاح وستحقق اهدافها فيما اذا استمرت عوامل الاخذ باسباب النصر في المرحلة المقبلة واستثمار نقاط القوة لدى الجيش ونقاط الضعف لدى عناصر داعش".
واضاف " الهزيمة المتوقعة لداعش ستكون لها اثارا سلبية على وجود التنظيم وقبضته على مناطق اخرى خصوصا قضاء الحويجة بمحافظة كركوك كما انها ستعطي القوات العراقية جرعة معنوية اضافية ستمكنها من احداث تغيير عميق وسريع في موازين القوى سينعكس على سرعة تطهير المناطق الاخرى واهمها محافظة نينوى ثاني كبريات المدن العراقية".