4 سنوات من القتال المستمر في سوريا، والعام الخامس يوشك على الدخول، النظام السوري برئاسة بشار الأسد يتمسك بالسلطة، والمعارضة ضعيفة ومهلهلة، في المقابل يتمدد نفوذ تنظيم داعش داخل الأراضي السورية. وساطات عربية ودولية وحتى أممية، فشلت جميعها في التوصل إلى حل سياسي، أو على الأقل الوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجيش النظامي والجيش الحر. وقبل الدخول في عامه الخامس، أوقع النزاع المسلح في سوريا أكثر من 210 ألاف قتيل وملايين اللاجئين في الدول المختلفة. دي ميستورا ستافان دي مستورا، المبعوث الأممي إلى سوريا، والذي حلّ محل الأحضر الإبراهيمي، قال في مطلع العام الحالي، إن المجتمع الدولي متفق على ضرورة التوصل الى حل سياسي في سوريا خلال 2015، غير أنه خطته لتجميد القتال في سوريا أعلن فشلها بالأمس. رفضت القوى العسكرية والسياسية المعارضة في محافظة حلب، أمس الأحد، خطة الموفد الدولي إلى سوريا المتعلقة بتجميد القتال في مدينة حلب، معتبرة إنها جزئية وتتناقض مع المقررات الدولية ومع مطلب رحيل الرئيس بشار الأسد. وقال بيان صادر عن ''هيئة قوى الثورة في حلب'' التي تضم ممثلين عن المجموعات المقاتلة في محافظة حلب وعن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وعن فاعليات المحافظة ''نعلن رفض اللقاء مع السيد ستافان دي ميستورا إلا على أرضية حل شامل للمأساة السورية يتضمن رحيل الأسد وأركانه ومحاسبة مجرمي الحرب منهم''. وطالب بأن تشمل الخطة كل المناطق السورية. الموقف الرسمي أعلن دي ميستورا في منتصف فبراير، أن النظام السوري مستعد لوقف قصفه الجوي والمدفعي على حلب لمدة ستة أسابيع لإتاحة تنفيذ هدنة مؤقتة في المدينة التي تشهد معارك شبه يومية منذ صيف 2012 تسببت بدمار واسع ومقتل الآلاف. والتقى الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، أمس الأول، وزير الخارجية السوري وليد المعلم في محاولة لدفع مبادرته حول تجميد القتال في مدينة حلب، في المقابل عقد ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعاً في مدينة كيليس التركية لبحث مبادرة دي ميستورا. وجرى خلال اللقاء متابعة النقاش حول خطة التجميد، واتفاق على إرسال وفد من مكتب المبعوث الدولي في دمشق إلى مدينة حلب للاطلاع على الوضع فيها عن قرب، غير أنه لم تخرج تصريحات سورية رسمية حول تفاصيل اللقاء. تقصي الحقائق والوضع الميداني اتفقت سوريا والأمم المتحدة على إرسال بعثة تقصي حقائق إلى محافظة حلب المحاصرة شمال سوريا في إطار هدنة مقترحة هناك، حسبما قالت وسائل الإعلام الرسمية السورية، إن مكتب دي ميستورا في دمشق سيقوم بإرسال بعثة إلى حلب لتقييم الوضع هناك، دون إعطاء مزيد من التفاصيل. ولم يتضح على الفور متى سيتوجه الفريق إلى حلب. يأتي ذلك بعد معارك شرسة شهدتها محافظة حلب السورية، بين الجيش السوري وحزب الله، وبين قوات الجيش الحر والمعارضة والتنظيمات المسلحة كداعش وجبهة النصر. وأعلنت حركة حزم وهي واحدة من جماعات المعارضة السورية الرئيسية المدعومة من الغرب يوم الأحد حل نفسها وانضمامها لتحالف إسلامي أوسع بعد أسابيع من معركة خسرت فيها أراضي ورجالا لمسلحي تنظيم القاعدة. وحركة حزم إحدى آخر جماعات المعارضة غير الجهادية المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد في شمال سوريا الذي تسيطر على جزء كبير منه جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية. وقالت حركة حزم في بيان نشر على الانترنت إن مقاتليها سينضمون إلى الجبهة الشامية وهي تحالف لكتائب إسلامية في حلب للحيلولة دون إراقة المزيد من الدماء. ويأتي القرار بعد قتال شرس في مطلع الأسبوع بينها وبين جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا. وتقاتل كل من حركة حزم وجبهة النصرة الحكومة السورية. وتلقت حركة حزم ما تصفها بمساعدات عسكرية قليلة من الدول الأجنبية المعارضة للأسد بما في ذلك صواريخ أمريكية الصنع مضادة للدبابات إلا أنها فقدت أراضي للجهاديين المسلحين بشكل أفضل ويحصلون على تمويل أكبر. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جبهة النصرة تمكنت يوم السبت من طرد حركة حزم من قاعدة استراتيجية شمالية في محافظة حلب وقتلت نحو 30 من مقاتليها.