رفضت القوى العسكرية والسياسية المعارضة في حلب، خطة ستيفان دي ميستورا المبعوث الدولي إلى سوريا، المتمثلة بتجميد القتال مؤقتا في المدينة، معتبرة الخطة أنها جزئية وتتناقض مع المقررات الدولية ومع مطلب رحيل الرئيس السوري بشار الأسد. وكانت خطة الموفد الدولي إلى سوريا تتعلق بالهدنة المؤقتة في مدينة حلب، التي تشهد معارك دموية منذ عام 2012، وتسبب هذا القتال في دمار واسع بالمدينة ومقتل وإصابة الكثير. وحسب ما أفادت به صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قال بيان صادر عن هيئة قوى الثورة في حلب رفض اللقاء مع المبعوث الأممي في سوريا ستافان دي ميستورا إلا في حالة واحدة، وهي حل شامل للمأساة السورية، يتضمن رحيل الأسد والحكومة السورية، ومحاسبة مجرمي الحرب منهم. وتضم هيئة قوى الثورة في حلب ممثلين عن المجموعات المقاتلة في محافظة حلب، وعن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وعن فاعليات المحافظة، ونشطاء. وكانت هيئة قوى الثورة في حلب قد عقدت اجتماع طارئ وكلفت لجنة من سبعة أعضاء بالتواصل مع فريق المبعوث الأممي في سوريا حول المبادرة المتعلقة بحلب، وقد جاء في البيان الصادر عن الهيئة بعد انتهاء الاجتماع. وترى قوى الثورة في حلب أن خطة دي ميستورا لا ترقى إلى مستوى المبادرة التي يمكن أن تمثل حلا للمعاناة الإنسانية لشعب سوريا من جراء استخدام الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة المحرمة دوليا. وتابعت الهيئة حسب الصحيفة أن أفكار دي ميستورا وتصريحاته بشأن سوريا تنسف المقررات الدولية السابقة التي تم الاتفاق عليها والتي تتضمن تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة ورحيل نظام الأسد. وكان وليد المعلم وزيرالخارجية السوري قد ناقش أمس في اجتماع مع ستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا حضره فيصل المقداد نائب وزير الخارجية وأحمد عرنوس مستشار الوزير وعدد من أعضاء الوفد المرافق للموفد الدولي دي ميستورا، خطة تجميد القتال في مدينة حلب وتم الاتفاق على إرسال بعثة من مكتبه بدمشق إلى حلب للاطلاع على الوضع في المدينة. وكان دي ميستورا قدم إلى مجلس الأمن الدولي في أكتوبر الماضي خطة تحرك تقضي بتجميد القتال في بعض المناطق في سوريا، وبالأخص في مدينة حلب للسماح بنقل المساعدات والتمهيد للمفاوضات. ومن جانب آخر، أعلن دي ميستورا في وقت سابق في فبراير أن النظام السوري مستعد لوقف قصفه الجوي والمدفعي على حلب لمدة 6 أسابيع وتنفيذ هدنة مؤقتة في المدينة. وكان ستيفان دوجاريك الناطق باسم الأممالمتحدة قد أعلن يوم الخميس الماضي أن المبعوث الأممي سيتوجه إلى سوريا لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين بعد أن أعربت الحكومة عن التزامها بتطبيق المبادرة.