لعب الحزن والآسي دوراً محورياً في صنع نجومية وشهرته، فعانى في بداية حياته من الفقر، ولكنه لم يدع معاناته تؤثر على طموحه، واصبحت حافز يدفعه ليحقق حلمه في أن يصبح مطرب الأغنية الشعبية الأول في مصر، هو الفنان عبد الباسط حمودة. وبالرغم من كل ما وصل إليه عبد الباسط من نجاح وشهرة، إلا أنه لم ينس أبداً نشأته وأصعب المواقف التي مر بها ومن أبرزها طرده من بيت خالته هو وأولاده وزوجته في عز الشتاء والمطر. النشأة شهدت عروس البحر ''الإسكندرية'' وأبو قير بالتحديد مولد عبد الباسط حمودة في 5 يناير 1960، وانتقل منها إلى إحدى الأحياء الشعبية البسيطة بالقاهرة، وتحديدا في منطقة ''الدرب الأحمر''، والتي جعلت منه شخص متواضع محب لأهله، مهما اكتسب من شهرة ومهما بلغ من نجومية. من إمبابة لباريس بدأ عبد الباسط مشواره الفني في السبعينيات في الموالد وحلقات الذكر، وبمدح الرسول مع والده، وكان لذلك عامل كبير جداً في صنع وتنمية موهبته. وكان يذهب إلى الموالد بصحبة كبار النجوم الشعبيين ومنهم عدوية، حسن الأسمر، وكتكوت الأمير . بينما كانت أفراح إمبابة هي نقطة انطلاق في تاريخه الفني، وذهب بعدها لمدينة النور ''باريس'' وحصد فيها جائزة على أغنيته ''لا شكلي هو هو ولا الدنيا هي هي'' . سلم النجاح تزامن طرح أول ألبوم له مع ولادة أكبر ابناءه ''رامي''، الأمر الذي جعل من هذا اليوم مناسبة مُقدسة وسعيدة، خاصة بعد أن نجح الألبوم نجاح باهر، وأصبح ''رامي'' وش السعد على والده، وحجز عبد الباسط مكانة خاصة به وبأغانيه المميزة والتي من أشهرها ''أنا مش عارفني''، ''يا ابن آدم''، ''اللي عاجبني فيك''، وغيرها من الأغاني التي جعلت له بريق خاص في عالم الأغنية الشعبية في مصر . الوحش أطلق الجمهور على عبد الباسط الكثير من الألقاب منها ''الوحش'' و''فريد شوقي''، لكنه لم يفضل كلاهما، فلا يروق له غير أن ينادونه جمهوره باسمه عبد الباسط، كما يحب أن يعرفه دائما الجمهور بأنه عبد الباسط الإنسان المتواضع، الذي يرتدي الجلباب ، ويجلس مع أصدقائه على المقاهي البسيطة في حي الدويقة أو الدرب الأحمر . أحلى المشاهد من المواقف التي لا يمكن أن ينساها عبد الباسط، ان ذات مرة طلب منه صاحب عربة زيتون إحياء فرح ابنته مقابل ان ياخذ عربة الزيتون لانه لا يمتلك مالا يمنحه له، لكن عبد الباسط رحب بإحياء الفرح وبلا مقابل. أنا مش عارفني ''انا مش عارفني'' من أشهر أغاني عبد الباسط، وحصد عليها العديد من الجوائز. ويرى عبد الباسط أن سر نجاح الأغنية، هو طريقته في تأدية الأغنية، وأن معانيها شاملة لأنواع كثيرة من المواقف والمشاعر التي تحدث بداخلنا ولا تظهر . داخل البيت يتميز عبد الباسط داخل بيته بأنه شخص مليء بروح الفكاهة والمرح، ومحب لأبنائه وزوجته التي عاشرته ''على الحلوة والمرة '' كما يقول دائما. ويعتز عبد الباسط بانه ربى أولاده علي قيمة الاحترام والحنين إلى الماضي، فهو معتز بأصله ومتذكر للحي الشعبي البسيط الذي نشأ وعاش فيه اكثر من 33 عاماً.
