ولد رحمه الله في بلدة المطيعة بأسيوط سنة 1271ه 1856م، وحفظ القرآن الكريم، ثم حفظ متن الأجرومية في النحو، ومتن العشماوية في فقه المالكي، وحضرهما على حضرة الأستاذ الشيخ محمد عنتر الكبير، والد الشيخ محمد عنتر أحد علماء الأزهر، وحصَّل العلم بالأزهر فتخرج في علوم الشريعة والعربية، ونال فيها شهادة من الدرجة الأولى سنة 1294 ه ، وأكبَّ من ذلك العهد على التدريس والإفادة بهمة. ◄مناصبه : ندب للاشتغال في القضاء عام 1297ه فتنقل في وظائفه حتى بلغ أعلى درجاته، فشغل قضاء مصر نيابة عن القاضي التركي، وفي عام 1914م عُيِّنَ مفتيًا للديار المصرية، وبعد سبع سنوات بلغ السن القانونية لوظائف الحكومة فترك الاشتغال بالقضاء، وعكف على الدرس والتدريس والإفتاء. حضر غالب الكتب المعتاد قراءتها بالأزهر من فقه ونحو وحديث وأصول وتفسير وبلاغة ومنطق وحكمة وغير ذلك، على المشايخ المذكورين وغيرهم من كبار علماء الأزهر، ولازم الاجتهاد إلى أن مهر وامتحن للتدريس وحاز الدرجة الأولى، ودرس سنة 1292ه ولازم تدريس كتب المنطق والحكمة والتوحيد إلى سنة 1295 ه، ثم درس الفقه والنحو إلى سنة 1297ه، وفيها تولى قضاء مديرية القليوبية، ثم قضاء مديرية المنيا، ثم قضاء محافظة بورسعيد، ثم قضاء محافظة السويس، ثم قضاء مديرية أسيوط، ثم تولى تفتيش نظارة الحقانية، ثم عضوية المحكمة العليا بها، ومع ذلك كان حفظه الله ملازمًا لتدريس العلوم في كل جهةٍ تولى بها مع همة ونشاط . تقلده لمنصب الإفتاء في 9 صفر سنة 1333 ه عُين مفتيًا للديار المصرية، واستمر يشغل هذا المنصب حتى 16 شوال سنة 1338 ه، أصدر خلالها 2028 فتوى . ◄آثاره العلمية : عرف الشيخ محمد بخيت المطيعي رحمه الله بالزعامة في علم الأصول، فكان يرجع إليه جلة العلماء فيما يشكل من مسائله، ويصادفون لديه لكل مشكلة حلاً، وكان خاتم طبقة من العلماء المحققين الذين تميزوا في حياة الأزهر بالتبسط في العقائد، والتعمق في الفقه. وكان من أشد المعارضين لحركة الإصلاح التي قام بها الإمام محمد عبده، وتميز رحمه الله بأنه أعلم أهل جيله بدقائق الفقه الحنفي، وأبسطهم لسانًا في وجوه الخلاف بين أصحاب الشافعي وأصحاب أبي حنيفة. ومما انفرد به أنه كان قد استخدم كتابًا لنقل فتاواه وتولي إرسالها إلى طلابها في مختلف الأقطار، متحملاً مكافآتهم شهريا وأجر ما يرسله بالبريد من الكتب والرسائل. ◄مؤلفاته : حواشي الخريدة، وحواش على شرح العقائد العضدية، وإرشاد الأمة في أحكام أهل الذمة، وحسن البيان في إزالة بعض شبه وردت على القرآن، والدرر البهية في الصلاة الكمالية لدفع شبه وردت على تلك الصيغة، ومقدمة شفاء السقام المسماة بتطهير الفؤاد من دنس الاعتقاد وسواها، الأجوبة المصرية عن الأسئلة التونسية، القول المفيد في علم التوحيد. ◄وفاته : توفي في اليوم الحادي والعشرين من شهر رجب 1354ه الثامن عشر من شهر أكتوبر 1935م، فقضى مبكيًا عليه من مئات الألوف من العلماء والطلاب في جميع بلاد المسلمين. المصدر - الموقع الرسمي لمشيخة الازهر الشريف