بعد تاريخ حافل من المشاركات وعدد هائل من النجوم الذين قدمتهم الكرة الإماراتية على مدار تاريخ مشاركاتها في بطولات كأس الخليج، استغل المنتخب الإماراتي ظهور جيل جديد من المواهب وانتزع لقب البطولة الخليجية في نسختها الماضية التي أقيمت بالبحرين قبل نحو عامين. ورغم فوزه بهذا اللقب، مازال رصيد المنتخب الإماراتي (الأبيض) قاصرا على لقبين في 20 مشاركة سابقة بالبطولة الخليجية.
ولم يتغيب المنتخب الإماراتي عن بطولات كأس الخليج إلا في نسختها الأولى فقط ولكن الحظ عاند الأبيض في العديد من المناسبات ليغيب عن منصة التتويج حتى في ظل تألق الفريق أسيويا ووصوله لبطولة كأس العالم 1990 بإيطاليا.
ولكن مع اعتماد الفريق حاليا على العديد من عناصر المنتخب الإماراتي الفائز بلقب كأس آسيا للشباب عام 2008 وصاحب الميدالية الفضية لدورة الألعاب الأسيوية 2010 والفائز بلقب كأس الخليج في نسختها الماضية (خليجي 21) بالبحرين، يكون من الطبيعي ألا يقل الطموح الإماراتي عن الفوز باللقب عندما يخوض الأبيض فعاليات النسخة الجديدة (خليجي 22) التي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض من 13 إلى 26 تشرين ثان/نوفمبر الحالي.
ويضاعف من طموح ورغبة الأبيض أن البطولة تأتي قبل شهرين فقط من مشاركة الفريق في بطولة كأس آسيا 2015 بأستراليا مما يجعل خليجي 22 فرصة جيدة للاستعداد قبل البطولة الأسيوية التي يستهلها الفريق بلقاء قطر والبحرين وإيران في مجموعته بالدور الأول.
كما أن الفريق سيخوض كأس الخليج هذه المرة محملا بطموحات هائلة لجماهيره التي ترى أن الفريق ما زال قادرا على إضافة المزيد من الإنجازات بعد تألقه في أولمبياد لندن 2012 وفوزه بكأس الخليج الماضية لاسيما وأن الفريق الحالي يضم العديد من العناصر التي توجت باللقب قبل عامين بما فيها المدرب مهدي علي الذي لا يزال محتفظا بموقعه في قيادة الفريق.
وبدأت مشاركة المنتخب الإماراتي في كأس الخليج منذ البطولة الثانية عام 1972 لكنه فشل في إحراز لقب البطولة حتى جاء اللقب الأول على أرضه عام 2007 وكانت أبرز إنجازاته السابقة في البطولة هي الحصول على المركز الثاني أعوام 1986 و1988 و1994 والمركز الثالث أعوام 1972 و1982 و1998 ثم توج الفريق باللقب الثاني له في البطولة الماضية.
ويسعى الفريق هذه المرة إلى إحراز لقبه الثاني على التوالي والثاني خارج أرضه مستفيدا من الخبرة الكبيرة التي اكتسبها في خليجي 21 ومن تصفيات كأس آسيا 2015 .
وتعلق الجماهير الإماراتية هذه المرة أيضا آمالا عريضة على مدربها الوطني مهدي علي /51 عاما/ الذي يمتلك مفاتيح التألق في الفريق من خلال استمراره مع معظم عناصر هذه المجموعة منذ سنوات حيث قاد منتخب الشباب للقب الأسيوي في 2008 ثم فضية الألعاب الآسيوية ووصل به لدورة الألعاب الأولمبية الماضية (لندن 2012) قبل أن يتوج بلقب خليجي 21 .
وقدم الفريق عروضا رائعة في لندن أبهرت جميع المتابعين للدورة الأولمبية ولكن الحظ لم يحالفه فخرج من الدور الأول. ورغم هذا، كانت الدورة الأولمبية بلندن من المحطات التي منحت الفريق خبرة كبيرة.
ويتميز لاعبو المنتخب الإماراتي بالمهارات الفردية الرائعة التي نجح مهدي علي في توظيفها واستغلالها لصالح الأداء الجماعي وهو ما ظهر بشكل جيد خلال فترة الإعداد للبطولة الخليجية في الشهور الماضية.
ولم تكن النتائج التي حققها الأبيض في مبارياته الودية التي خاضها في الآونة الأخيرة مؤشرا على النجاح في كأس الخليج ولكن مستوى المنتخب الإماراتي بشكل عام على مدار السنوات الأخيرة يجعله مرشحا بقوة للمنافسة على اللقب.
وخلال الشهور القليلة الماضية، خاض الأبيض عددا من المباريات الودية وفاز فيها على جورجيا 1/صفر وعلى لبنان 3/2 وتعادل مع ليتوانيا 1/1 ومع النرويج وباراجواي وأستراليا سلبيا وخسر أمام أرمينيا 3/4 وأمام أوزبكستان صفر/4 .
ويمتلك مهدي علي مجموعة متميزة من اللاعبين القادرين على قيادة الأبيض لتحقيق حلم اللقب الخليجي الثاني ويأتي في مقدمتهم اللاعب الشهير إسماعيل مطر أبرز نجوم الفريق وإسماعيل الحمادي وعمر عبد الرحمن (عموري) الفائز بلقب أفضل لاعب في خليجي 21 .
ويستهل المنتخب الإماراتي مسيرته في البطولة بلقاء نظيره العماني ثم يلتقي بعدها المنتخب الكويتي في مواجهة مكررة للقاء الفريقين في المربع الذهبي لخليجي 21 ويختتم المنتخب الإماراتي مسيرته في المجموعة الثانية بالدور الأول للبطولة أمام المنتخب العراقي الذي كان ضحية الأبيض في النهائي في كل من بطولتي 2007 و2013 لتتسم المباراة بالطابع الثأري بين الفريقين.