أصدرت المحكمة العليا في بريتوريا الثلاثاء حكما بالسجن خمس سنوات بحق العداء البارالمبي الجنوب أفريقي أوسكار بيستوريوس، بتهمة القتل غير العمد لصديقته عارضة الأزياء ريفا ستينكامب. وأشارت قاضية المحكمة العليا في بريتوريا ثوكوزيلي ماسيبا، في حيثيات حكمها إلى خطورة جرم بيستوريوس وإهماله المتمثل في فتح النار على صديقته اعتقادا منه أنها لص.
وأضافت القاضية أنه في حالة تطبيق عقوبة مغايرة للسجن فإنه يتم بذلك توجيه رسالة خاطئة إلى المجتمع، أما السجن لمدة طويلة فإنه سيعتبر أمرا غير مناسب.
ولم تستجب القاضية لطلب الدفاع المتمثل في توقيع عقوبة الإقامة الجبرية بحق بيستوريوس لمدة ثلاثة أعوام، وعدم الزج به داخل السجن.
كما قالت القاضية أن المجتمع "لا يمكنه ان يحصل على ما يريده ببساطة، فالمحاكم ليست موجودة من أجل الفوز بجائزة شعبية ولكن لكي تحقق العدالة"، في إشارة إلى الانتقادات التي وجهت للمحكمة حول إدانة بيستوريوس بالقتل غير العمد.
كما أكدت القاضية أنه لا يوجد سبب يدعو للتفكير في أن بيستوريوس لن يتتلقى الرعاية الخاصة بحالته داخل السجن على نحو جيد، مبينة أنه سيحصل على كل ما يتطلبه الأمر بالنسبة لشخص يعاني من إعاقة.
كما صدر بحق بيستوريوس أيضا حكما بالسجن ثلاث سنوات مع إيقاف التنفيذ بتهمة الإهمال إثر قيامه بإطلاق الرصاص على الأرض بأحد مطاعم جوهانسبرج.
ومن المقرر أن يقضي العداء هذه العقوبة خارج أسوار السجن في حالة عدم ارتكابه لأي جريمة جديدة. ومن الممكن أن يتم استئناف عقوبة بيستوريوس في غضون 14 يوما.
وكانت النيابة العامة قد طالبت بتوقيع عقوبة بالسجن لا تقل عن عشر سنوات على العداء المبتور القدمين، لاعتبار أن أفعاله العدوانية المتهورة أدت لمقتل عارضة الأزياء.
وبحسب القانون الجنوب أفريقي، كان بيستوريوس يواجه عقوبة يمكن أن تتمثل في دفع غرامة مالية أو حكم مع إيقاف التنفيذ يطبقه وهو تحت المراقبة، أو السجن لمدة أقصاها 15 عاما.
يشار إلى أن بيستوريوس قام في فجر يوم 14 فبراير/شباط من العام الماضي بقتل ستينكامب بالرصاص من خلف باب حمام حجرة نومه بالمنزل الذي كان يعيش فيه مع صديقته العاطفية في بريتوريا.
وأصدرت ماسيبا حكمها المبدئي في 12 سبتمبر/أيلول الماضي بإدانة بيستوريوس بالقتل غير العمد، مستندة إلى رواية العداء الذي أكد أنه قام بإطلاق النار عمدا باتجاه باب حمام منزله، لكن بدون نية قتل الشخص الذي كان خلف الباب والذي يقول العداء إنه اعتقد أنه لص، ولكنها كانت صديقته.
جدير بالذكر أن شهرة بيستوريوس (27 عاما) بلغت الآفاق في 2012 بعد مشاركته في أوليمبياد لندن، ليصبح بذلك أول عداء بأطراف اصطناعية يشارك في دورة للألعاب الأوليمبية.