لم تتغير مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى المبارك في محافظة قنا، ويحرص المواطنين علي ممارسة طقوس العيد الموروثة من الآباء والأجداد، باستثناء استبدال ذبح الأضحية من الخروف بالاشتراك في شراء رؤوس من الماشية الكبيرة، وتعتبر "الفتة" و"الكرشة والمنبار" هى الأكلة الأشهر فى العيد، مع قلة عدم التواجد فى الأماكن العامة والمنتزهات، مقارنة بعيد الفطر المبارك. حيث حلت الماشية، من الأبقار والجاموس، بديلًا عن "خروف العيد" في الأضحية، هذا العام، وانتشر اشتراك عدد من المواطنين، يتراوح عددهم من 3 إلى 5 أشخاص، في شراء ماشية لتقديمها كأضحية بدلًا من خروف العيد. وأرجع مواطنون تفضيلهم شراء الماشية كبديل عن خروف العيد لعدة أسباب، منها إنتاجها الوفير من اللحوم، فما ينتجه "ربع العجل" من اللحوم أوفر بكثير مما ينتجه الخروف، إضافة إلى أن لحم الماشية أفضل من لحم الأغنام. ويتراوح ثمن "العجل أو الجاموسة" ما بين 8 إلى 14 ألف جنيه، فيما يتراوح ثمن الخروف من 1500 وحتى 3 آلاف جنيه. وتقتصر فرحة عيد الأضحى المبارك- رغم أنه " العيد الكبير- على أداء الصلاة فقط، ثم يتوجه الرجال إلى منازلهم لذبح الأضحية، وسط تجمع الأطفال حولهم.، وتشهد أجرة ذبح الأضحية هذا العام ارتفاعا، وتختلف تكلفة الذبح بحسب نوع الأضحية "خروف" أو "ماشية"، وأيضًا الجزار الذي يقوم بالذبح، حيث يتراوح أجر الجزار عن ذبح الخروف من 70 إلى 100 جنيه، فيما تتراوح أجرته عن ذبح "العجل" من 400 إلى 600 جنيه، مع اتفاق بين الجزار وصاحب الأضحية على جلد الأضحية، وتقسم لحوم الأضحية غالبًا إلى ثلاثة أقسام؛ ثلث لصاحب الأضحية، وثلث لأهله، وثلث للمساكين. واعتادت السيدات ، سواء في القرى أو المدينة، الذهاب إلى المقابر لزيارة الموتى، صباح يوم العيد، حيث يحملن "الملتوت" و"الفايش" وبعض المأكولات الأخرى، فضلًا عن الفاكهة والبسكويت، لتوزيعها رحمة علي أرواح الموتى، وسط تجمع عدد كبير من "الفحارين" والفقراء على المقابر للفوز بما تجلبه النساء معهن. وتقوم بعض السيدات بالصراخ والعويل على المقابر، في حين تكتفي أخريات بقراءة القرآن الكريم والدعاء لموتاهن بالرحمة والمغفرة، ثم يعدن إلى منازلهن، ليمارسن طقوس العيد مع ذويهم. ويشهد صباح اليوم الأول من أيام العيد ندرة في المواصلات، ويرجع على محمد، مدرس، تكرار هذه الظاهرة كل عام إلي حجز سيارات الأجرة من الأيام السابقة، من قبل الأهالى، للذهاب إلى الجبانة وزيارة الموتى، مشيرا إلي قيام سائقي السيارات القليلة المتبقية داخل المواقف باستغلال ندرة المواصلات، ورفع الأجرة إلى الضعف.